تفضل التعبير عما يجول بخاطرها من خلال الصورة، التي تنسج لها ملامح في خيالها حتى تخرج بالشكل الذي تراه، تركت مجال تخصصها في إدارة الأعمال لتتفرغ لمجال التصوير، والذي انطلقت منه في البداية بكاميرا هاتفها لتعزز شغفها وتصقل موهبتها بخوض كثير من الدورات وورش العمل، لتقرر أن تكون جزءاً من منظومة الحركة الفنية في دبي وداعمة للفنانين من خلال امتلاكها لمشروع يتيح لهم الفرصة لعرض أعمالهم، هي المصورة الإماراتية عائشة العبار، التقيناها لنتعرف إلى بداية انطلاقتها ونكشف جانباً من حياتها الشخصية، وكان الحوار التالي:
تحولت الكاميرا إلى جزء من كيانك، حدثينا عن سر تعلقك بها، وكيف كانت البدايات؟
ارتبطت بالكاميرا لدرجة جعلتني أعتبرها رفيقة دربي في هذه الحياة، وكانت البداية بهاتفي المتحرك بتوثيق رحلات السفر وكل ما أمر به من أحداث ، فأخذت أصور الأماكن السياحية وتلك التي تعبر عن حياة الناس وتعكس ثقافتهم، بجانب توثيق اللحظات السعيدة التي تضم التجمعات العائلية، والحقيقة أن تلك المسألة دعمتني كثيراً بعد أن كانت تحظى صوري بإعجاب الحضور، إلا أن ذلك لم يرض شغفي بالكاميرا، وهو ما دفعني إلى توسيع أفقي ليشمل الفنون البصرية على اختلاف مدارسها.
ينم هذا التعلق عن شغف وهواية، فهل ارتبط ذلك بمجال التخصص الأكاديمي؟
درست تخصصاً بعيداً عن الهواية وكان في إدارة الأعمال، إلا أن شغفي بالتصوير جعلني أقرر تغيير مسار امتد لمدة 4 سنوات وفضلت ممارسة هوايتي التي تعلقت بها وأصبحت جزءاً من كياني.
علمني والدي أهمية العمل ودوره في تكوين شخصية الإنسان
كيف دعمت موهبتك وأصقلتها بالخبرة؟
بالالتحاق بعدة دورات وورش في فنون الرسم، التي أراها مدخلاً مهماً لفهم عالم التصوير، إذ فتحت لي مجالات عدة لعرض أعمالي في منصات مختلفة. ما الذي فتحه أمامك عالم التصوير الفوتوغرافي؟ التعبير عما يجول في نفسي من فكرة أو أحداث من خلال الصورة، التي هي أكثر قدرة على إيصال الرسالة من الكلمات، فالصورة تستطيع أن تعبر بكل صدق عن الحدث أكثر بكثير من استخدام العناوين والجمل فهي بألف كلمة.
عندما قررت ترك مجال العمل والتفرغ للتصوير، هل واجهتك صعوبة في البداية؟
على العكس، فقد نشأت في بيئة داعمة ومحفزة وهو ما ساعدني في خوض هذا المجال بسرعة ويسر، فعلمني والدي رحمه الله أهمية العمل ودوره في تكوين شخصية الإنسان بشرط أن يكون في المجال الذي يحبه، وانطلقت من تلك الفلسفة التي يؤمن بها وقررت أن أتخصص في مجال يتيح لي تحقيق ما أصبو إليه، ووجدت دعماً كبيراً من جانب أسرتي ولم أجد أي شيء يعيق طريقي. فضلت اتباع خطى المدرسة «المفاهيمية»،
حدثينا عن سبب اختيارك لها، وما الذي يميزها عن غيرها؟
اختياري للمدرسة المفاهيمية لم يأتي عبثاً، بل جاء لسببين، الأول أنها تخرج عن النمطية والمألوف في التصوير، فهي تعتمد على كيفية استخدام الرموز لإبراز الفكرة، وهو ما ساعدني في توسيع أفقي وإفساح المجال للخيال من جميع النواحي، فعندما تأتيني فكرة أبدأ في تخيل معطياتها واحتياجها من الديكور مروراً بتعديل وتركيب الصور وصولاً إلى النتيجة النهائية، والأمر الثاني هو أن ذلك يتماشى مع طبيعة شخصيتي، كوني لا أحب أن أتحدث عما يجول في خاطري وأفضل أن أعبر عنه من خلال الصورة.
كيف تقيمين دور دبي في إثراء الحركة الفنية، والمشهد الثقافي؟
لدبي دور كبير في دعم المشهد الثقافي بشكل عام، فمن خلال «آرت دبي» و«سكة» الفني، تتيح الإمارة الفرصة للمصورين المبدعين لإظهار مواهبهم.
من وجهة نظرك، ما المعوقات التي تحول دون إيصال الفنان رسالته للجمهور؟
خجل الفنان أكثر ما يعيق طريقه وإيصال رسالته إلى الجمهور، والذي إن تمكن منه بنى حواجز ربما يحتاج لوقت طويل للتخلص منها، وفي أحيان كثيرة لا يستطيع كسرها.
كيف ترين تناول الفنان الإماراتي لصورة المرأة في المجتمع؟
أعتقد أن الفنان الإماراتي يبرز صورة المرأة بشكل جيد، ويعزز من دورها في المجتمع بالشكل الذي يليق بها، وهذا ليس حديثاً بل نراه في أعمال الفنانين منذ قديم الزمن، وهو انعكاس حقيقي لدور المرأة الذي ظهر واضحاً قبل الاتحاد، عندما قدمت نموذجاً يحتذى للإنسان القوي والمضحي والقادر على خوض معارك الحياة بقوة وصبر.
كم عدد الصور التي يمكن أن ترصدها عدستك في حدث ما؟
عندما تتبلور بداخلي فكرة ما، يمكن أن ألتقط لها أكثر من 40 صورة، ثم أبدأ في مزجها إلى أن تخرج في النهاية واحدة معبرة عما يجول في خاطري، فطبيعة أعمالي مركبة ومتداخلة وممتزجة وما يشغلني المنتج في شكله النهائي.
أسست «عائشة العبار آرت جاليري»، فما الذي تطمحين لتحقيقه من خلاله؟
«عائشة آرت جاليري» كان حلم بالنسبة لي وأعتبره دعماً للمسيرة الفنية في الدولة، وأطمح للوصول به إلى العالمية.
يعد المشروع فرصة للفنانين لعرض أعمالهم، على أي أساس تختارين المتميز منها؟
على أساس الفكرة المقدمة، وهذه مسألة تهمني كثيراً، كونها تضيف إلى مشروعي والذي إن لم أراع فيه جودة المنتج المعروض لما وجد من يقدم عليه ويحرص على متابعة ما نعرضه من أعمال.
هل هناك من يشاركك هوايتك داخل الأسرة؟
لدى أختي هواية تصميم الأزياء ولديها مشغلها الخاص «استوديو 39»، وكثيراً ما نتبادل وجهات النظر في أمور تتعلق بعملنا وبما ننوي تحقيقه في المستقبل، فكم هو شيء جميل أن يحظى الفرد بشخص في العائلة يفهم فنه ويقدره.
طموحاتك على الصعيدين الشخصي والمهني؟
الوصول إلى العالمية بفني وأن يصبح الجاليري الخاص بي مقصداً للفنانين، أما على صعيد المستوى الشخصي فمواصلة نجاحاتي في الحياة.