03 أكتوبر 2023

جوزيف عبود "زاف": أقدم فناً شبابياً (فريش) يشبه جمهور وسائل التواصل

متعاونة من مكتب بيروت

جوزيف عبود

جوزيف عبود «زاف»، مغني وملحن وكاتب أغاني وممثل لبناني، بدأ مشواره الغنائي منذ صغره، واشتهر بإصداراته الأولى بأغنيات «شي نهار» و«سفن البحارة» و«ليش بدي أبقى»، كما دخل عالم التمثيل بأول أدواره عبر مسلسل «اعترافات فاشونيستا»، مشاركاً فيه البطولة مع الممثلة ستيفاني عطالله، فانطلقت وقتها شرارة الحب بينهما، وقررا تجسيد حبهما في فيديو كليب «البكلة»، وتصدرا معاً تريندات منصات الـ «سوشيال ميديا».

جوزيف عبود

قبل عامين، رن زاف على شريكة قلبه الفنانة ستيفاني عطا الله بواسطة الفيديو، هي في اليونان، وهو في الاستوديو، دندن لها كلمات فأدمعت ثم شجعته لاستكمال المشروع، الذي جاء هدية لها ولجمهوره على شكل البوم بعنوان «أول كلمة».. زاف وستيف، كما يسميها، يصنعان فناً متميزاً، هي تلهمه كتابة الأفكار وغناءها، وتطل معه ليشكلا ثنائياً متناغماً في الفن والحب والحضور.. كان لنا معه هذا اللقاء، سألناه فيه:

لمع اسمك فجأة على الساحة الفنية، ما السر وراء ذلك؟

قد تكون مفاجأة لمن لا يعرف كواليس العمل والتعب الذي بذلته من أجل الوصول، وأنا قضيت نحو عشر سنوات عانيت فيها ما عانيت من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه في زمن بات من الصعب ومن السهل في آن الوصول، وفي وقت أصبح كل شيء متاحاً، ولكن في الوقت نفسه إما أن نستطيع إقناع الجمهور بما نقدمه بثوان، أو التوجه إلى خيار آخر بثوان أخرى، وهذا ما أدركته وعملت عليه لتقديم فن شبابي (فريش)، يشبه جمهور وسائل التواصل.

جوزيف عبود

استجديت المال عندما كنت صغيراً بطريقة غير مقصودة حينما عزفت في الشارع في مدينتك (جبيل) فبدأ المارة بوضع المال في حقيبتك، فهل كان الأمر حافزاً لك لامتهان الفن باعتباره مصدر كسب سريع؟

أبداً، وما حصل كان صدفة، في وقت كانت فيه الموسيقى أولوية في حياتي، وكنت دائماً أتطلع للاعتماد على نفسي، لذلك عندما كنت في السابعة عشرة من عمري عملت في أحد الملاهي الليلية، وعندما جمعت ثمن الغيتار قدمت استقالتي، وبدل قبولها تمت ترقيتي، لذلك كنت وما زلت مقتنعاً بأن أي إنسان يكون لديه حلم لا بد وأن يسعى لتحقيقه وبعد ذلك يأتي المال وحده، المهم أن يكون مؤمناً بحلمه لكي يتخطى المصاعب التي يمكن أن تواجهه، خصوصاً في عالم الفن.

المصاعب التي واجهتها لم تحبطك يوماً؟

إذا لم نشعر بما يشدنا إلى الأسفل، لن نقوم بمجهود للصعود.

كنت مصمماً على تقديم فن مقتنع به ليس من أجل "الترند"

أطلقت منذ فترة قصيرة أول ألبوم لك الذي حمل عنوان «أول كلمة» وتضمن خمس أغنيات.. لماذا ألبوم في زمن الأغنية المنفردة؟

هذه الخطوة أخذت مني الكثير من التفكير والعمل، وكنت مصمماً على تقديم فن مقتنع به ليس من أجل «الترند»، لذلك قررت إطلاق البوم يحمل فكراً متكاملاً من خلال الأغنيات الخمس التي إن لم تقدم سوياً فلن تصل الفكرة كما أردتها، بالإضافة إلى أني أردت أن يكون لي أرشيف أعتمد عليه في حفلاتي، فلا يعقل أن أقدم أغنية أو اثنتين في العام.

تغامر بتقديم نمط غنائي جديد، أم تشعر بأن الناس أصبحت مهيأة لتقبل كل جديد؟

الناس هي من تقرر ما الذي يصبح جماهيرياً، وأنا لا أسعى لأن تكون موسيقاي بديلة، بل هي ترجمة لأحاسيس داخلية، وإذا قدر لي أن أكون مؤثراً لفنانين جدد قد تصبح موسيقاي سائدة.

جوزيف عبود

تغني، تكتب، تلحن وتخرج....

منذ صغري أحب أن أطلع على كل شيء، فكنت أسأل كثيراً وأبحث كثيراً، لذلك تجديني ملماً بكل النواحي الفنية والتقنية.

بقدر ما يمكن أن يكون الأمر مفيداً إلا أنه متعب ويشتت الفنان؟

هذا صحيح، إذا لم يعرف الفنان كيف ينظم أوقاته، فأنا «أفصل» العمل وأعطي لكل شيء وقته للابتكار.. ولتنفيذ المراحل وقتها، بعد ذلك أسدل الستارة على كل شيء من أجل تقديم الحفلات.

ولكن الأمر متعب؟

جداً، لذلك أتطلع لتشكيل فريق عمل يريحني مستقبلاً، ولكني في الوقت الحالي مضطر أن أتابع كل التفاصيل في ظل غياب شركات تتبنى عملي من الألف إلى الياء.

جوزيف عبود

تجد أن حظك قليل لأنك لم تلحق الوقت الذي فيه كانت «حنفيات» شركات الإنتاج مفتوحة؟

نحن نمر في مرحلة انتقالية بين المرحلة السابقة ومرحلة جديدة لم تتبين معالمها بعد، لأن العالم العربي بدأ يشهد موجة موسيقية جديدة، متنوعة جداً، بعدما كان يسمع نمطاً واحداً، لذلك أعتقد أن شركات الإنتاج تتريث في تنظيم صناعتها لتتبين الأذواق المختلفة لأنماط موسيقية ستفرض واقعاً جديداً، وستعود لفتح أبوابها من جديد برؤية جديدة.

هل كرست عملك الفني للغناء وحده اليوم، بعيداً عن التمثيل؟

أنا أجد أن الفن هو وسيلة للتعبير تختلف أساليبها وطرقها، وكل ما يمكنه أن يخرج من داخلي طاقات لن أتردد في خوض تجربته.

جوزيف عبود

ولكن التمثيل يأخذ حيزاً كبيراً، أكثر من الغناء؟

التمثيل ليس من أولوياتي، ولكن إذا وردني عمل أحبه ولن يتعارض مع عملي الغنائي، لن أتردد في قبوله.

ألم يستفزك أي دور في مسلسل «كريستال» الذي أبدعت فيه حبيبتك ستيفاني عطا الله؟

أنا لست ممثلاً محترفاً، ولا أملك قدرات الممثلين الذين أبدعوا في العمل، جواد وفي شكلا ثنائياً رائعاً، ولا أعتقد أنه كان يمكن لأحد أن يحل مكانهما.

جميل أن تصفق لنجاح شريكتك، بدل أن تغار!

الغيرة من النجاح دليل على انعدام الثقة بالنفس.

هل يمكن أن تشكل ثنائياً دائماً مع ملهمتك كما سميتها؟

نجاح أغنية «البكلة» التي قدمناها سوياً، والتي حصدت نسب مشاهدة فاقت التوقعات، لا بد وأن تجعلنا نعيد النظر بتكرار التجربة، بشرط اكتمال عناصر النجاح فيها وليس لمجرد تقديم أي عمل، وإذا لم نجد ما يقنعنا فكل واحد منا يسير بخطى ثابتة وناجحة وحده في أعمال مختلفة.

هل يبقى لعلاقة الحب رونق وخصوصية في ظل انشغال كل منكما؟

نحن نعطي الجمهور ما نريد، ففي الفترة الأولى لعلاقة الحب التي جمعتنا بدأت تسري الأخبار والشائعات، فما كان منا إلا أن أعلنا عن هذه العلاقة بالطريقة التي أردناها، وبالقدر الذي نريده، أما الانشغالات فهي لم تقف يوماً أمام حياتنا العاطفية التي نجد لها الوقت دائماً، لأنها هي دافعنا للنجاح.

متى تدخلان القفص الذهبي؟

عندما نقرر، ستصلك بطاقة دعوة..