إيلي متري، ممثل صاحب تجربة فنية غنية، تجمع بين السينما والمسرح والتلفزيون، كما أن له تجربة أيضاً في التقديم، وهو يطل حالياً في مسلسل «الخائن» الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً.. متري يؤكد أنه يفضل السينما على أيّ مجال آخر، لكنه كممثل يمكن أن يشارك في أي عمل تتوفر فيه المقومات التي ترضي قناعته، موضحاً أن الدراما التلفزيونية هي التي تحقق الانتشار للممثل.
كيف تفسر الإقبال الكبير على مشاهدة الأعمال التركية المعرّبة منذ الحلقات الأولى ومن بينها «الخائن» قبل متابعة العدد الكافي من الحلقات للحكم عليها؟
لأنها«ترند».. ولو عدنا 30 عاماً إلى الوراء، سوف نجد أن الفوازير كانت تتصدر الشاشات العربية في المواسم الرمضانية، ومن ثم المسلسلات التاريخية، ومن بعدها انتشرت موضة المسلسلات المدبلجة باللغة الفصحى، ومن ثم باللهجة السورية، ومن بعد ذلك موضة المسلسلات التركية، وحالياً المسلسلات التركية المعرّبة.
وهل هذا يعني أنها تفوقت على الدراما المشتركة؟
ليس بالضرورة، حتى الأعمال العربية المشتركة بدأت ترند قبل نحو 10 سنوات، واليوم نحن في زمن الأعمال التركية المعرّبة، وبعد فترة ربما ننتقل إلى نوع جديد من الدراما.
يعني أنها موضة وتنتهي؟
الموضة تشمل كل الأعمال، سواء الجميلة أو السيئة، كما توجد موضة الأعمال التي تستمر لسنوات طويلة، وأصبحت معياراً، كما هو حال الأعمال المشتركة. ولو قارنّا بين المسلسلات المدبلجة إلى العربية، والمسلسلات التركية المعرّبة، ومع أني لست من هواة «السوب أوبرا»، لكنني أفضلها مصورة باللغة العربية، نجد أنه يتم تعديل النص لكي يصبح أقرب إلى مجتمعاتنا، بينما المسلسلات الغربية المدبلجة تشبه مجتمعاتها، كما يتم العمل عليها للتخفيف من التطويل، والتكرار. وبعد انتشار المنصات وإنتاج المسلسلات القصيرة صار هناك حرص على تجنب هذه المشكلة، وهذا ما حصل مع مسلسل «الخائن» الذي تم اختزاله بـ 90 حلقة، علماً بأنه مؤلف من موسمين في نسخته التركية، وبذلك تم اختصار التطويل إلى النصف.
وهل هناك حرص من الناحية الإنتاجية على أن يكون عدد الحلقات 90 لتجنب الخسارة بما أنه يمكن اختزال حلقات إضافية للتخلص من التطويل؟
أولاً، عدم الخسارة مهم جداً بالنسبة إلى الشركة المنتجة، ثانياً نحن العرب نحب «اللتلتة»، وإلا لما حظيت هذه المسلسلات بنسبة مشاهدة عالية!
متطلبات السوق تفرض أنواعاً مختلفة من الأعمال لإرضاء كل الأذواق
ما الذي يدفع بممثل للمشاركة في تجربة غير راضٍ عنها؟
المسألة ليست أنني غير راضٍ عن التجربة، ولكن التركيبة المثالية عندي ليست في المسلسلات الطويلة التي تشبه «الخائن» بل في المسلسلات القصيرة والمشدودة. إن أي ممثل لا يشارك إلا بالتركيبة التي يحبها، علماً أن متطلبات السوق تفرض أنواعا مختلفة من الأعمال لإرضاء كل الأذواق، وما على الممثل إلا أن يقرر بين المشاركة في نوع معين من الدراما، أو في أنواع مختلفة، ولأسباب فنية أو مادية، أو لتحقيق الانتشار، والمزيد من الفرص.
أنت تفضل الأعمال القصيرة؟
أنا أفضّل السينما، ولكن بالنسبة إلى المسلسلات فإنني أفضّل القصيرة، وهذا لا يعني أنني أرفض المشاركة في مسلسلات من 30، أو 60، أو 90 حلقة، لأن التمثيل هو عملي، ولأنني راضٍ عن النوعية. النوعية أساسية عندي سواء كان المسلسل طويلاً، أو قصيراً.
لهذا يعني أن الممثل لا يعمل من أجل إرضاء قناعاته فقط، بل يمكن أن يشارك في العمل الذي يتوفر فيه الحد الأدنى من المواصفات؟
بل في الأعمال التي يتوفر فيها أكبر قدر من قناعاته.
كنت أثق بصنّاع العمل في أعمال ولكن تبيّن أنني كنت مخطئاً
ولكن المتابع لأعمالك يلاحظ أنها ليست بنفس الجودة..
هذا صحيح.. هناك أعمال أقبل بها لأنني أكون مطّلعاً تماماً عليها، وأخرى لأنني كنت أثق بصنّاع العمل، ولكن تبين أنني كنت مخطئاً، فلن أكرر التجربة معهم على الإطلاق، خصوصاً عندما تكون النتيجة هي نفسها من عمل إلى آخر.
تتنوع تجربتك بين السينما والمسرح والتلفزيون وتقديم البرامج، لكن هل يمكن القول إن مسلسل «الخائن» سلط الأضواء عليك أكثر من غيره؟
لا شك في أن المسلسلات هي التي تنشر اسم الممثل، بينما جمهور السينما والمسرح في لبنان محدود جداً، أما المسلسلات المحلية فتعتمد على الجمهور الخاص بكل محطة، لأنها مموّلة فئوياً، ولأن الجمهور اللبناني تابع فإنه يتابع محطة دون سواها. قبل «شاهد» و«نتفلكس» كنت أرفض المشاركة في المسلسلات، وبفضلهما تطورت الدراما، وهذا ما كنا نتطلع إليه.
اللافت هجرة الممثلين إلى الدراما التلفزيونية؟
طالما الدراما المحلية على وضعها فلن يقبل بها ممثل المسرح، أو ممثل السينما، أو حتى الممثل التلفزيوني الذي كان يشارك فيها، وبما أنه أتيحت أمامه خيارات الأخرى بمقومات جيدة فهو لن يرضى بالمشاركة في الأعمال المحلية.
تصديقاً لما تقوله، كان لبنان قبل الحرب رائداً في الدراما، وكانت الدراما المحلية تعرض على الشاشات العربية.
كان ثمن المسلسل اللبناني المؤلف من 30 حلقة، والذي يعرض على محطات عربية، يساوي ثمن المسلسل المصري المؤلف من 60 حلقة، لأنه كان بنوعية عالية جداً، وبعد الحرب الأهلية تغيّر كل شيء.
اقرأ أيضاً: ورد الخال: لا أحب المسلسلات التركية وأنا أملك خفة روح في لعب الكوميديا