ورد الخال: لا أحب المسلسلات التركية وأنا أملك خفة روح في لعب الكوميديا
تقف الفنانة اللبنانية المخضرمة ورد الخال مذهولة أمام وصف ظهورها في مسلسل «للموت 3» بالعودة الميمونة، لأنها بالأصل لم تعتزل ولم تعلن أي قرار يتعلق بعملها، وكانت في حالة انتظار ورود العمل المناسب لتطل من خلاله بالصورة التي عرفها بها الناس، ممثلة قديرة من الطراز الرفيع، وهذا ما فعلته حين سنحت لها الفرصة في عمل حصد نسبة مشاهدة عالية في الموسم الرمضاني المنصرم.. عنه وعن أشياء أخرى تحدثنا معها في هذا اللقاء الذي سألناها فيه:
عدت بعد غياب للظهور في «مسلسل للموت» في جزئه الثالث، فهل كان حافزك نجاح المسلسل بجزأيه الأول والثاني، أو دور كارما بحد ذاته؟
أنا أنظر إلى الدور في البداية لأعرف مكاني في القصة، خصوصاً بعد الغياب، بحيث يفترض أن تأتي العودة قوية ومكتملة العناصر، فإذا عدت بدور ناقص، ولو بعمل قوي، يمكن أن أحترق، لذلك كانت عودتي بعمل قوي، ودور محرك أساسي لعمل ناجح، هي الأهم بنظري، وأنا وجدتها في مسلسل «للموت».
تغيرت خياراتك اليوم؟
لطالما كنت دقيقة في خياراتي، ولولا ذلك لكان وجودي دائماً على الشاشة، وهذا ما اضطرني للجلوس في المنزل لفترات طويلة.
أنا أكتفي بالقول إن سبب غيابي عدم وجود أعمال مناسبة
ولكن ظروف الدراما تحسنت اليوم، خصوصاً مع استهلاك الأعمال الدرامية عبر المنصات الإلكترونية، مما يفترض تحسن العروض التي تردك؟
هذا هو المفروض، ولكن الواقع لم يأت كذلك، ولا تنسي أن هناك حسابات كثيرة، عدا عن شطارة الممثل وموهبته، هناك حسابات محطاتية، شللية، الموضوع متشعب جداً، وأكبر منا كفنانين لا يعنينا إلا الفن، لذلك أنا أكتفي بالقول إن سبب غيابي عدم وجود أعمال مناسبة، وعندما يردني واحد منها لا أتردد في قبوله. الجمهور لا بد وأن يسأل عمن أرسوا أسماءهم على مر السنين، وعندما وصلوا إلى المرحلة الذهبية جلسوا في منازلهم، علماً بأن المسلسلات تحتاج لوجودهم، لأنها لا تقتصر على ممثلين بعمر الـ 20 والـ25، فأجمل الأعمال هي التي ترتكز على الأعمار المتوسطة والأكبر قليلاً، هؤلاء هم من يصنعون ثقل الدراما.
كيف تلقيت ردود الفعل حول نجاحك؟
بصراحة، استغربت بعض ردود الأفعال التي أثنت على النجاح، وكأنها المرة الأولى التي يشاهدونني فيها، متناسين أني ورد صاحبة الباع الطويل في الدراما، وأعمالي الناجحة تشهد على تاريخي وخبرتي وتجربتي. هناك شركات إنتاج تكتب خصيصاً لبعض الممثلين والممثلات، بغض النظر عما إذا كانوا يستأهلون أم لا، وفي بعض الأحيان يتم التعديل بحسب تعليماتهم فيصاب العمل بالخلل، وهذا ما يحصل في مصر وسوريا ولبنان.
عودتك في السباق الرمضاني ومع شركة «إيغل فيلمز»، يمكن أن تخرجك من عنق الزجاجة؟
لطالما كان لي حصة من العمل في هذه الشركة، ولو لفترات متباعدة، وهذا أمر تشكر عليه، لأنها عرفت قيمتي، علماً بأن مصلحتها معي متبادلة في النجاح، لأنها لا تقدم لي حسنة، ولكن هل يعتبر العمل مع شركة واحدة أمراً صحياً؟! هذا ليس لسان حالي فقط، بل لسان حال كل الممثلين القابعين في منازلهم، النائمين على نجاحاتهم بانتظار رضى شركات الإنتاج!! للأسف هذا واقعنا في ظل العدد القليل جداً من الشركات الكبرى التي تنحصر فيها فرص العمل والمنافسة، والتي تفتح المجال أمام الحقن والغضب بين الممثلين، لأن كل واحد فيهم يشعر بالغبن وعدم التقدير في أحيان كثيرة.
تندمين على عدم تفعيل شركة الإنتاج التي جمعتك بشقيقك يوسف الخال؟
أبداً، فنحن أسسنا شركة «خيال» في فترة تختلف عن اليوم، وكان فيها الطلب علي وعلى يوسف خارج الشركة في أوقات مختلفة، ولم يكن واحدنا قادراً على إدارة الشركة وحده، وبعد ذلك تغيرت الظروف. هذه الظروف سارت نحو الأفضل درامياً، وطلب المنصات تزايد.. مع ذلك الأمر لم يكن سهلاً، فحتى أصحاب الخبرة في الإنتاج «والقبضايات» يجدون صعوبة في تسويق الأعمال، لأن للمنصات دفتر شروط صعباً يعتمد على نوعية عالية جداً، وكلفة عالية في وقت منعت فيه المصارف عنا حتى أموالنا الشخصية.
في ظل نقص الكتاب، لماذا لا تعيدون أنت ويوسف الخال تجربة العمل الدرامي من خلال كتابة والدتك مها بيرقدار الخال؟
نحن قدمنا في السابق مسلسل «الطائر المكسور»، و«نقطة حب»، ومن بعدها كتبت والدتي قصة حياة الشاعر يوسف الخال، ومسلسل من 60 حلقة، بطولته نسائية لأربع سيدات مع أربعة رجال، لا يزال موجوداً بانتظار نصيبه. إن نفس مشكلة الممثلين تنطبق على الكتاب، ووالدتي تكتب عن تجارب الإنسان، صراعاته، عن العلاقات بين الناس، ولا تكتب عن شيء متعلق بالآكشن والمافيات والمخدرات، إذ عندما بدأت حقبة هذه الأعمال انتهت حقبة أعمال والدتي. شركات الإنتاج لا بد وأن تلحق الموضة حيث يرى البعض أن المشاهد البعيدة عن الآكشن مملة، علماً بأن البعض الآخر بدأ يحن إلى قصص الحب التي لا تخلو من صراعات داخلية وخارجية.
تابعت مسلسلات تركية؟
لا أحب التركي، ولا أفهم كيف يمكن لمن ينتقد بعض المشاهد الهادئة في الدراما العربية أن يشاهد هذه المطولات المحشوة.
كيف تنظرين إلى الشباب اللبناني في الدراما اللبنانية؟
هناك مواهب جديدة مبشرة من متخرجي المعاهد، أتمنى أن تلاقي حظها.
ولى عصر النجومية؟
من قال ذلك؟
آخر الأسماء التي نجحت كان ندين نجيم...
هناك مواهب لم تأخذ فرصاً حقيقية من الدعم بحيث نلمح أحدها في عمل ثم تختفي، لذلك لا نشعر بنجوميتها كما من قبل، حيث كانت العروض تنهال على المواهب بمجرد إثبات نفسها.
اليوم بدأ اسم رزان جمال يلمع؟
برافو، بحسب ما علمت هي عملت في الخارج لمدة طويلة، وأصبح لديها خبرة، ولا بد وأن يستثمروا هذه الخبرة.
عملت أدواراً كثيرة ومتنوعة، ما هو الدور الذي تتمنينه ولم يصلك بعد؟
لا أعرف، في الفترة الأخيرة باتوا يسندون لي أدوار السلطة والقوة، وهذا شيء جميل، ولكن يبدو أنهم نسوا أني أملك خفة روح في لعب الكوميديا، كما أن هناك مليون قضية أحب الكلام عنها، عن عالم البيزنس الخاص بالنساء مثلاً.. هناك قصص واقعية كثيرة عن المرأة.
ألا تفكرين بالكتابة؟
أبداً، ولكني أحب لعب أدوار هادفة، كتلك التي تقدم في مصر، لأنه لا ينقصنا شيء لا في الكتابة ولا في التمثيل.. مسلسل «للموت 3» جاء في إطار الفانتازيا، ولكن عند انطلاقته في الجزء الأول كان يحكي عن فتاتين من الشوارع وهما نموذجان نسائيان من المجتمع، مما يعني الإضاءة على قضية نسائية.
المسلسل لم يكن كاملاً، بمعنى أنه لاقى بعض الانتقادات؟
هذا أمر طبيعي وصحي.
هل يحتمل المسلسل جزءاً رابعاً برأيك؟
هذا الأمر يعود لإبداع الكاتبة الذي فاجأنا في الجزء الثالث الذي ضرب ضربة مختلفة عن الجزأين الأولين، فجاء النجاح تصاعدياً.
أنت كنت نجمة الجزء الثالث
كان هناك تحفظ من قبل بعض الصحفيين عندما عرض علي الدور، فلم يكونوا متفائلين، ولكني كنت واثقة من الدور الذي لم أفرط في اختياره، وشكل لي إضافة جميلة، وأكد مكانتي في التمثيل والاختيار، بعد نحو 30 عاماً في مهنة التمثيل.
من يعجبك من الممثلين اللبنانيين اليوم؟
لن أخوض في لعبة الأسماء لأن هناك جيلاً جميلاً من الممثلين، أتمنى لهم التوفيق.
ماذا بعد «للموت»، حالة انتظار، أم سعي نحو أعمال جديدة؟
عدت إلى حياتي الطبيعية، التي أكون فيها على السمع دائماً بانتظار ورود عمل جديد، فأنا لا أعيش على أمجاد نجاح عمل واحد لأغرق في الأوهام.