سلمى الشلبي: شركات الإنتاج تنبهت إلى أن الجمال وحده لا يكفي
سلمى الشلبي، ممثلة محترفة متخصصة في المسرح وعلم النفس الاجتماعي، عشقت المسرح واعتلت خشبته من بداية مشوارها الفني، تقول إن المسرح هو العشق الأول بالنسبة لها لكن ذلك لا ينفي انجذابها إلى التلفزيون الذي باتت تنتمي إليه وستكمل مشوارها الفني من خلاله كما السينما.. شلبي شاركت في عدة أعمال ولفتت الأنظار صوبها بقوة من خلال مسلسل «من.. إلى» وتلاه مشاركتها في «ذهب غالي» و«الغريب» وغيرها من الأعمال الدرامية، إلى جانب مسرحية «ورد وياسمين» التي عرضت على مسرح «مونو» في بيروت. تقول إن عام 2023 سيكون عام ازدهار فني لها من خلال عملها في المسرح والتلفزيون والسينما في أدوار تكشفها لنا في الحوار معها:
لنبدأ من مسرحيتك الحالية «ورد وياسمين» ماذا تقولين عنها؟
بداية، هذه المسرحية هي اقتباس عن مسرحية «روز ماري وذ جينجر» الأميركية للكاتب آلان بيكر، أخرجها الدكتور هاغوب درغوكاسيان، وقد ترجمتها وأعدتها الممثلة والمترجمة المحلفة يارا زخور التي مثلت وإياها على الخشبة شخصيتي ورد وياسمين.
ما قصة تصفية الحسابات بين ورد وياسمين؟
القصة تدور حولنا كصديقتين تجمعنا علاقة قديمة ونتعرض لموقف ما، نقرر اللقاء في مكان اعتدنا اللقاء فيه، نستعيد شريطاً من الذكريات ونربط بين الماضي والحاضر لتبدأ تصفية الحسابات وإطلاق مشاعرنا المتناقضة من حب وكره، ثم نتوصل في النهاية إلى استنتاج.
هل يمكن القول إن الجمهور كان على موعد مع الكوميديا أم الدراما؟
الجمهور كان على موعد مع عمل إنساني اجتماعي يحكي الحقيقة بلا تزلف، نضحك على سخافة الأمور، ونحللها، وقد أسعدتني المشاركة في هذا العمل الذي حظي بصدى إيجابي كبير مع أستاذي في الجامعة المخرج هاغوب درغوكاسيان.
هل ترددت في تجسيد شخصية ورد؟
منذ قرأت النص وافقت بلا تردد لأنه مكتوب بواقعية ولا يحتمل رفضه رغم صعوبته، حيث إن ورد فتاة متحررة تعيش حياتها بلا قيود، لا تخاف من أحكام المجتمع، امرأة حرة تفكر بصوت عالٍ بلا وجل الأمر الذي يدخلها في دائرة من المشاكل ويفرض عليها جملة من التحديات، لقد أحببتها ولعبتها بحماس.
نحن كفنانين نعبر عن أنفسنا من خلال المسرح
من خلال إقبال الناس على مشاهدة المسرحية، كيف ترين حركة المسرح اليوم؟
أرى بارقة أمل كبيرة خلال العام 2023، الناس تتوافد إلى المسرح بصفته متنفساً لها بعد الضيق الذي نعيشه، وحجوزات الأعمال في مسرح «مونو» الذي تديره الفنانة جوزيان بولس مستمرة لمدة سنتين، العروض متنوعة ومتتالية، نحن كفنانين نعبر عن أنفسنا من خلال المسرح، والجمهور يعود إليه لنتشارك "الفضفضة" والتفريغ.
أنت حاضرة في المسرح كما التلفزيون، هل تعيشين مرحلة ازدهار فني؟
صحيح، متحمسة جداً للمشاركة في كل عمل فني جيد، في البداية كان لدي إصرار أن أكون حاضرة على خشبة المسرح فحسب، لكن التطور الذي شهدته الدراما جذبني إلى التلفزيون وقد أصبحت أنتمي إلى مجتمع التلفزيون والسينما وهذا يسعدني كثيراً، وقد صورت مسلسلات وأفلاماً وأنتظر عرضها قريباً.
ما الذي تغير بالنسبة لك في مجال الدراما؟
روحية الأعمال، عمقها، وواقعيتها، وملامستها للأرض، وتعزيز حضور الممثلين المحترفين، التلفزيون بات مغامرة شيقة أعيشها وقررت خوضها للأخير، ومتحمسة لأن شركات الإنتاج باتت تتطلب العمل مع ممثلين محترفين لتجسيد أدوار صعبة ومركبة وحقيقية، والمخرجون يبدعون خصوصاً في أعمال الـ «بان آراب» التي تلقى رواجاً كبيراً.
هل تلمحين إلى أن الشركات لم تعد تكتفي بالتعامل مع الجميلات كما جرت العادة؟
الشركات تنبهت منذ فترة إلى أن الجمال وحده لا يكفي، وأن الممثل المحترف يوفر عليها الوقت والجهد، كما أن الجمهور ذكي ويتأثر بالممثل المقنع.
هل تبحثين دائماً عن أدوار مميزة، أم تحتاجين أحياناً لتكوني حاضرة تلفزيونياً؟
لا أتعامل مع الفن وكأنه مهنة فقط، بل هو مغامرة ممتعة، وأقدم الأدوار التي تضيف إلي وتقدمني في مسيرتي الفنية، أختار ما يلامسني ويجذبني.
من بين تجاربك التلفزيونية، أيها الأحب إليك؟
شاركت في مسلسل «من.. إلى» بدور رائع، أحببته كثيراً، وأحببت أجواء التصوير، وأبطال العمل قصي خولي وفاليري بو شقرا والمشاركون فيه فادي أبي سمرا وإيهاب شعبان وغيرهم، والمخرج المبدع والإنساني والراقي مجدي السميري. كذلك أحببت مشاركتي في «ظل» من بطولة عبد المنعم عمايري، وكذلك «ذهب غالي» مع المخرج محمود عبد التواب وعرض خلال شهر رمضان 2023، وهو من بطولة إيهاب شعبان وفايا يونان، ويندرج في الإطار الكوميدي واستمتعت جداً بأجوائه، أما مسلسل «الغريب» فهو من أحلى التجارب التي عشتها مع المخرجة صوفي بطرس المبدعة، والعمل لصالح شركة الصباح التي تقدر قيمة الفنان بجدارة وسيعرض العمل قريباً.
أستمتع في الكوميديا أما الدراما فتساعدني على إظهار قدراتي الفنية
هل تحبين الكوميديا لصعوبتها؟
القدرة على الإضحاك موهبة ربانية، أتمتع بها وأعتقد أن جانباً من شخصيتي له علاقة بالكوميديا، أستمتع في الكوميديا أما الدراما فتساعدني على إظهار قدراتي الفنية أكثر من خلال تنويع الشخصيات.
دورك في «الغريب» كوميدي أيضاً؟
في «الغريب» جسدت شخصية فيفيان صاحبة مخبز تعرف أهل الحي جميعهم وتتعامل معهم بطريقة فكاهية كوميدية تعزز حضورها بين الناس.
فيفيان امرأة متواضعة لا تربطها علاقة بالمرآة، هل تجرأت على أدائها دون مكياج؟
أنا جريئة في إعطاء كل دور حقه ليكون واقعياً، وقد اقترحت على مخرجة «الغريب» أن أقطع علاقتي بالمرآة لصالح الدور وصورت بلا مكياج، حتى أني لم أصبغ شعري وتركت الشعر الأبيض ظاهراً، هذه جرأة كبيرة وثقة في النفس وهذا ما نحتاجه في أعمالنا لنكون أكثر إقناعاً للمشاهد، فيفيان صاحبة فرن وعاملة فيه، وظروفها المادية لا تسمح لها بقصد صالونات التجميل وقد جسدتها واقعياً، كذلك في مسلسل «ظل» لعبت دور الأم التي تدافع عن ابنتها المغتصبة وغارقة في المشاكل والمحاكم ومن الطبيعي أن تنقطع علاقتها بالمرآة فكسرت قاعدة التجمل لأجل الكاميرا وعشت ما تفرضه هموم الأم الموجوعة.
أخيراً هل من استعدادات لأعمال جديدة؟
أحضر لمسرحية جديدة مع شادي الهبر(مسرح شغل بيت) ستكون مسرحية جماهيرية، وأصور مسلسلاً جديداً ولا يمكنني كشف تفاصيله لكني متحمسة له.