تعتبر شخصية «عارف الدباغ»، التي يقدمها الممثل فادي صبيح، من بين أبرز الشخصيات التي تميّزت في مسلسل «أولاد بديعة» الذي يحقق نجاحاً كبيراً في الموسم الرمضاني الحالي، قصة وتمثيلاً وإخراجاً.
ويلفت صبيح إلى أن كل الممثلين تفاعلوا مع قِصة المسلسل، والمخرجة عرفت كيف تدير الممثلين، والجمهور تفاعل معه بقوّة، بالرغم من كل الانتقادات، مشيراً إلى أن كل ممثليه أبدعوا فيه، لافتاً إلى أن الدراما السورية تمكنت هذه السنة من تقديم دراما جيدة، بكتّابها ومخرجيها وممثليها، وهذا الأمر يدعو إلى التفاؤل.
كيف تتحدث عن مشاركتك في هذا العمل، وهل كنت تتوقع أن يحقق كل هذا النجاح؟
لا شك في أن قصة مسلسل «أولاد بديعة» تستفز الممثل، وتأخذه إلى أماكن وخيارات، والقصة الجيدة تعبّر عن نفسها، ونص المسلسل كان من النصوص التي تفاعل معها كل الممثلين عند قراءته.
وككل عمل فني فإن «أولاد بديعة» لا يخلو من الملاحظات، إلا أن الناس تلقفوه بشكل رائع، وتفاعلوا معه، خصوصاً أنه يعرض على محطة مهمة، كما أن مخرجة المسلسل، رشا شربتجي، هي أيضاً مخرجة مهمة، وهاتان الناحيتان مهمتان جداً في أي عمل درامي، لأن المخرج يجب أن يصدق الممثل، وأن يؤمن به، وباقتراحاته، ووجهة نظره، وبخياله، وأفكاره، وإلا فلن تكون النتيجة مهمة.
ورشا شربتجي هي من المخرجات اللواتي يعطين الممثل مساحة إلى أقصى حد، إلا أنه قد يكون طمّاعاً في بعض الأحيان، ويحاول الذهاب بالدور عن طريق الخطأ إلى بعض الأماكن، وتكون مهمة المخرج إعادته إلى السكة الصحيحة، وإلى ملامح الشخصية التي يقدمها، ويتبناها، ولا شك في أن رشا شربتجي بارعة جداً من هذه الناحية.
يبدو أن الجمهور تعلّق بالمسلسل بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه إليه..
هذا صحيح، والأمر يبدو واضحاً من خلال التعليقات، حتى أن هناك ممثلين شباباً يشاركون فيه، كوسام رضا ابن الممثل أيمن رضا، الذي يقدم دور «السيكي»، وهو دور مهضوم، وكذلك الممثل مصطفى المصطفى بدور «جمعة»، والسيدة نادين خوري بدور امرأة تعمل في عمل الرجال، أي في الدباغات، وهو دور لات، فضلاً عن دور الممثلين الأبطال: سامر إسماعيل، ويامن حجلي، ومحمود نصر، وكل منهم برهن عن اجتهاد وبراعة، ولهم كل التحايا.
هل ترى أن التنافس في الدراما السورية في هذا الموسم محصور بين مسلسل «أولاد بديعة» وبين مسلسل«تاج»، أو بين مسلسل «أولاد بديعة» ومسلسل آخر، في ظل شبه إجماع بأن الناس لم يعودوا متحمسين لأعمال البيئة، بل يفضلون عليها الأعمال الاجتماعية؟
كل ما يُقدم على الشاشة يدخل في إطار الدراما السورية الخالصة. صحيح أن مسلسل «تاج» هو من إنتاج شركة الصباح، ولكنه بطاقات سورية، ولا يشارك فيه سوى ثلاثة ممثلين لبنانيين، ولا شك في أن مسلسل «تاج»، للثنائي سامر برقاوي وتيم حسن، يضيف إلى الدراما السورية على الخريطة الدرامية العربية، وهذا أمر مهم.
كل المسلسلات السورية هذه السنة، بما فيها الأعمال التي تصوّر في لبنان، ومن بينها «ع أمل» للمخرج السوري رامي حنا، وهو من بطولة مهيار خضور، إلى جانب مجموعة من الطاقات اللبنانية، وكلها أعمال تضيف إلى الدراما السورية، وفي المقلب الآخر إلى الدراما اللبنانية.
من الواضح جداً أن المشاهد انكفأ هذه السنة عن متابعة الدراما المشتركة..
لا أعرف السبب، ولكن مسلسل «ع أمل» هو من ضمن الأعمال المشتركة.
هناك أيضاً مسلسل عابد فهد «نقطة انتهى»، ومسلسل باسل خياط «نظرة حب»..
حتى مسلسل عابد فهد مهم، ونحن جميعاً نفتخر به، وكممثل سوري أنا أفتخر هذه السنة بكل الأعمال السورية، ومن بينها أيضاً «مال القبّان»، الذي يجمع في بطولته بين بسام كوسا، وسلاف فواخرجي، وهذا الأمر يشكل فرصة لكي ننظر إلى النصف المملوء من الكأس، بأن الدراما السورية استطاعت أن تقدم هذه السنة دراما جيدة من خلال كتّاب، ومخرجين، وطاقات تمثيلية مهمة، من الجيل الشاب وغير الشباب، وهذا الأمر جيد، ويدعو إلى التفاؤل، ويصب في مصلحة الجميع، سواء في سوريا أو في لبنان.
وبالنسبة إلى مسلسل «أغمض عينيك»؟
هذا العمل جيد أيضاً، ويحقق نسبة مشاهدة عالية، ويضم أسماء جيدة، من بينها عبد المنعم عمايري، وأمل عرفة، وأحمد الأحمد، ومحمد حداقي، وكلنا نتباهى ونفتخر بهذه المسلسلات الرمضانية الحالية، لأنها تترك أثراً جيداً، وتعيد الأثر القديم الذي ميّز الدراما السورية.