بعد تألّقها خلال موسم رمضان الأخير في مسلسل «المعلّم»، وتلقيها ردود فعل كبيرة على شخصية «دهب» التي جسّدتها في المسلسل، تعيش النجمة هاجر أحمد حالة من السعادة، بسبب ردود فعل الجمهور على شخصيّة «القدّيسة روز» التي تجسّدها في الفيلم السينمائي «أهل الكهف» الذي طُرح في دور العرض خلال موسم عيد الأضحى الأخير، ضمن ماراثون سينمائي ضخم..
حول شخصيتي «دهب، وروز» وأدوارها في الدراما التلفزيونيّة والسينما، كان معها هذا الحوار:
بداية، كيف وجدت شخصيّة «روز» في فيلم «أهل الكهف»، خاصة أنها شخصيّة تاريخيّة وليست معاصرة؟
بالفعل شخصيّة «روز» قدّيسة ممّن آمنوا مع الفرسان، وهي السيدة الأولى التي تؤمن بهم، غير أنها تواجه في مقابل ذلك مطاردات عديدة، لذا كانت صعوبة الشخصيّة في اتجاهين، أولاً لأنها تاريخيّة وليست معاصرة..
وهي المرّة الأولى التي أقدّم فيها شخصيّة بهذا الشكل، وثانياً صعوبة الدور والشخصية في حدّ ذاتها مرهق جدّاً، أضف إلى ذلك أن التصوير استغرق وقتاً طويلاً، ما يقرب من عامين على فترات متباعدة.
تقولين: إن الشخصيّة في حدّ ذاتها صعبة، لكن هل كانت هناك مشاهد محدّدة هي الأصعب لدى الشخصيّة؟
بالفعل الشخصيّة في مجملها صعبة، لكن تحديداً المشاهد الأخيرة لي في الفيلم هي الأصعب على الإطلاق، ولا أريد أن أحرق الأحداث لمن لم يشاهد الفيلم، لأنه ما يزال في دور العرض..
وزاد من الصعوبة التصوير على فترات طويلة متباعدة، وأهميّة استحضار الإحساس السابق مع كل مشهد جديد، حتى بعد فترة انقطاع طويلة، وهي مشكلة واجهت كلّ أبطال العمل، لكنّنا جميعاً كنّا سعداء بالنتيجة المبهرة، وأنّنا شاركنا في عمل ضخم مثل «أهل الكهف».
هل تفضلين هذه النوعية من الأدوار التاريخيّة، أم الأدوار المعاصرة؟
بالتأكيد أفضل الأدوار المعاصرة، وأعبر عن فتيات جيلي ومشاكلهنّ، الاجتماعيّة والرومانسيّة، والفتاة الشعبيّة وبنت البلد، لكن بالتأكيد عندما يأتي دور في فيلم مثل «أهل الكهف»، مع مخرج كبير مثل عمرو عرفة، وسيناريو وحوار للكاتب والشاعر أيمن بهجت قمر..
لابد أن أسعد به جداً وأعتبره تحديّاً كبيراً بالنسبة لي كممثّلة، لأن مثل هذه النوعيّة من الأدوار، لا تأتي كل يوم، وتكون محدودة جدّاً في تاريخ أي فنان أو فنانة.
الفيلم يُعدّ ملحمة فنيّة بتوقيع عدد كبير من النجوم، هل هذا أقلقك؟
إطلاقاً.. والفيلم ملحمة فنيّة متميّزة بالفعل، وتجربة استثنائيّة في مسيرتي المهنيّة، وسعيدة أن العمل يُعرض في دور العرض السينمائي الآن عقب انتظار دام خمس سنوات، وسعيدة بمشاركتي في عمل يحاكي صراع الإنسان مع الزمن وكيف يتعامل كلّ منّا مع متغيرات العصر وتقلّباته وتحوّلاته بكل قسوتها..
وأتمنى أن يتمّ صناعة أفلام كثيرة على شاكلة «أهل الكهف»، لأن مثل هذه النوعيّة من الأعمال تذهب بعيدًا بالمتلقّي إلى آفاق رحبة من التفكير والعقلانيّة بعيدًا عن الأعمال السطحيّة التي لا تقدّم شيئًا.
كيف كانت أجواء التصوير والتعاون مع نجوم العمل والمخرج عمرو عرفة؟
هي تجربة أتشرّف بها وبكل من شارك فيها، وسأظل أمتن لكل فريق العمل بقيادة المخرج الكبير عمرو عرفة؛ وكل النجوم المشاركين في الفيلم، لأنه علامة فارقة في تاريخي الفني، وأعتقد أنّنا جميعاً نشعر بالحبّ لهذا العمل بكلّ مشاهده..
رغم أنه كان صعباً للغاية، بداية من السفر المتكرّر وصولاً للتصوير تحت الأرض بثلاثة كيلو مترات، لكنّه في النهاية عمل يستحقّ كلّ هذا العناء.
هل تعتقدين أن شخصيّة «دهب» في مسلسل «المعلّم» كانت أسهل من «القدّيسة روز»؟
بالعكس، كانت صعبة جدّاً، وتحديّاً كبيراً من نوع آخر، لأن «دهب» معلّمة في سوق السمك، والمعلّمة من الشخصيات التي سبق تقديمها كثيراً، لذا كان التحدّي بالنسبة لي أنني حاولت عدم تقليد أي من شخصيّات المعلّمات التي تمّ تقديمها في السينما والدراما التلفزيونيّة من قبل، وتكون شخصيّة خاصة بي تحمل بصمتي.
أمنيتي دائماً أن أقدّم شخصيّات جديدة وغير مألوفة للجمهور، إلا أنّني كنت قلقة جداً
كيف كان ردّ فعلك عندما عُرضت عليك الشخصيّة؟
عندما عُرض عليّ السيناريو وقرأت الشخصيّة قلقت جدّاً وسألتهم: على أي أساس تمّ اختياري وترشيحي لهذا الدور؟ فكان كلام المخرج مرقس عادل، أنه يراني فيه..
ورغم إعجابي بالدور وأنه يرضي طموحي كممثّلة، لأن أمنيتي دائماً أن أقدّم شخصيّات جديدة وغير مألوفة للجمهور، إلا أنّني كنت قلقة جدّاً منه، ولولا تشجيع الفنان مصطفى شعبان وكلّ الموجودين، ما كنت وافقت عليه.
بعيداً عن قلقك من الشخصيّة، ما الذي أعجبك فيها وحمّسك لها؟
أعجبني أنها شابة صغيرة، وفي الوقت نفسه «معلّمة»، فيها خط دراميّ رومانسيّ وفيها جدعنة، وتخوض صراعات عديدة مع شقيقها «منعم»، الذي قدّمه أسامة الهادي..
ووالدها الشخصيّة التي قدمها الأستاذ أحمد فؤاد سليم، والشخصيّة مرسومة بدقّة وعناية في السيناريو، لذا كنت حريصة على أن أقدّمها بصورة مختلفة عن كل الفنانات اللاتي قدّمن شخصيّة «المعلّمة» في أعمال سابقة.
هل واجهت صعوبات في تقديم الشخصيّة؟
الشخصيّة نفسها صعبة في تقلباتها وتحولاتها، لذا حاولت أن أقدّمها «بدم خفيف»، لكن أصعب المشاهد بالنسبة لي كانت تلك التي تحتوي على «خناقات» واضطر فيها لأن أعلي صوتي بشكل كبير.
كيف كانت كواليس العمل أثناء التصوير؟
كواليس أكثر من رائعة، الفنان مصطفى شعبان شخص هادي جدًا وطول الوقت يضحك ويمزح، يأخذ كل الأمور ببساطة، ويسعى لحل أي مشكلة، يقوم بتجميع كل الناس حوله، يأكلّهم ويشرّبهم، يقوم بعمل القهوة بيده، كذلك المخرج مرقس عادل وكل فريق العمل.
كيف وجدت ردود الفعل على المسلسل أو الفيلم؟
رائعة جدّاً وأكثر مما تصوّرت، خصوصاً أنني أحرص على تلقي ردود الأفعال على أعمالي من قلب الشارع وليس آراء الـ«سوشيال ميديا» التي غالباً ما تكون سلبيّة ومحبطة..
لأني اعتقد أن مواقع التواصل زائفة بعض الشيء ولا أعوّل عليها ولا أهتمّ بها إطلاقاً، والحمد لله أعتقد أنني كنت موفقة خلال هذه المرحلة وأتطلّع إلى نجاح أكبر في المرحلة المقبلة.
بسبب جمالك اللافت.. يراكِ البعض أنك مناسبة لأدوار الإغراء، فهل تؤيّدين ذلك؟
إطلاقاً.. فأنا أرفض كل أدوار الإغراء لأنها ضدّ قناعاتي، فنحن نعيش في مجتمع له قواعده وعاداته وتقاليده، وأنا لا أحبّ أن أجرح أحدًا بظهوري بشكل مثير، وأميل دائمًا للتحفّظ، لذا لا تجد في ملابسي أي جرأة توحى بقبولي بمثل هذه النوعيّة من الأدوار.
إعداد: نادية سليمان