20 أغسطس 2024

إنعام كجه جي تكتب: ضحايا ألان ديلون

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

إنعام كجه جي تكتب: ضحايا ألان ديلون
ألان ديلون مع الممثلة الفرنسية جولييت بينوشيه

قالت لي جارتي السورية: إنها لم تحزن على رحيل ألان ديلون لأنه كان رجلاً قاسياً له ضحايا كثيرات كسر قلوبهن.

أقرأ أطنان المقالات التي تنشرها الصحف الفرنسية بمناسبة رحيل النجم الشهير، وأجد أن ست حبيبات مررن في حياته، ست نساء لا غير، عدا ذلك غيمات صيف، وبصراحة فإن هناك رجالاً عرباً يجمعون أكثر من هذا الرقم، بل أعرف نساءً وقعن في الحب بعدد أصابع يديهن.

كان ديلون ذا وسامة تفلق الصخر، له وجه ملاك وعينان ساحرتا الزرقة، تنغرز نظراته في وجوه الآخرين، نساء ورجالاً، فلا يستطيعون منها فكاكاً، كأن في سحنته مغناطيساً.

في مقابلة معه أعاد التلفزيون بثها، يسأله المذيع عن طريقته في إغواء النساء والإيقاع بهن، فيبدو وكأنه لم يفهم السؤال، يجيب بمنتهى البراءة: «أنا لا أوقع بهن، كن يقعن بأنفسهن بدون أن يبدر مني فعل أو قول».

مع رومي شنايدر
مع رومي شنايدر

وصديقتي تصر على رأيها في أن الممثل الفرنسي كان سفاحاً، والدليل أنه حطّم حبيبته الممثلة رومي شنايدر بعد أن هجرها دون سابق إنذار.

والحقيقة أن الذي حطّم رومي ودفعها إلى وضع حد لحياتها كان مصرع ابنها الذي سقط من الشرفة وانغرست قضبان سياج الحديقة في جسده الغض، أي أم تستطيع أن تعيش مع مشهد مثل ذاك؟ كان ذلك بعد سنوات طوال من انفصالها عن ديلون، وهي قد عشقت عدة رجال بعده. تتصور صديقتي السورية أن قلوب الأوروبيات مثل قلوب الشرقيات.

مع الممثلة ميراي دارك
مع الممثلة ميراي دارك

ترك ديلون حبيبته رومي شنايدر لأنها كانت تسافر وتنشغل بعملها بينما يحتاج هو إلى امرأة تبقى بجواره وتعتني به، لقد عاش وحيداً بعد انفصال والديه، يتنقل بين دور الأيتام والإصلاحيات ولم يشبع من حنان الأم.

لذلك تعلق بالممثلة ميراي دارك وبقي قريباً منها حتى ساعتها الأخيرة لأنها عرفت كيف تلازمه وترعاه وتطبخ له، لم يتزوجها لأنها كانت مريضة بالقلب وممنوعة من الحمل، بينما كان هو يريد أطفالاً كثيرين.

يسأله المذيع: «عندما تذهب للقاء ربك فما الذي تتوقع أن يقول لك؟».

يجيب: «سيقول لي: أعرف ما عشت تتمناه كل حياتك، سأجعلك تجتمع بأمك وأبيك».