1 سبتمبر 2024

صفع وركل وشكاوى.. أزمات النجوم مع الجمهور لا تنتهي

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

صفع وركل وشكاوى.. أزمات النجوم مع الجمهور لا تنتهي

أعادت واقعة الفنان محمد فؤاد داخل مستشفى عين شمس التخصصي، إلى الأذهان مجدداً علاقة بعض النجوم بالجمهور، فأثارت مواقع التواصل الاجتماعي والرأي العام، حيث انقسم جمهور الـ«سوشيال ميديا» إلى نصفين، بعضهم يُدين ما وصفه باعتداء الفنان محمد فؤاد على طبيب المستشفى بعد ما شاهدوه في الفيديو المتداول..

في حين يرى البعض الآخر أن رد فعل الفنان جاء نتيجة تقصير الطبيب وتعامله بأسلوب غير لائق وفقاً لرواية الفنان ومرافقيه.

الواقعة كما جاءت في المحاضر الرسمية، بدأت عندما ذهب الفنان محمد فؤاد بصحبة شقيقه إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، حيث كان شقيقه يعاني من «جلطة»، وأثناء تأدية الطبيب لعمله، تدخل الفنان محمد فؤاد ومن معه وقاموا، على حد زعم الطبيب بتهديده والتطاول عليه، كما تم الاعتداء على أفراد التمريض والأمن.

حيث تم تسجيل الواقعة بالكامل عبر كاميرات مراقبة قسم الطوارئ، في ما أكد مدير المستشفى على تحويل الواقعة للنيابة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية، مشيراً إلى أن الواقعة تمثل اعتداءً غير مقبول على موظف أثناء تأدية عمله.

كما كلف نقيب الأطباء المستشار القانوني للنقابة بمتابعة سير التحقيقات ودعم الطبيب لحين الحصول على حقه، مع ضرورة أن يكون هناك عقوبة رادعة للفنان.

صفع وركل وشكاوى.. أزمات النجوم مع الجمهور لا تنتهي

في الوقت نفسه قال الفنان محمد فؤاد: «عندما ذهبت بشقيقي إلى المستشفى وجدت طبيبًا يقف ويكتب في أوراق، وألقيت عليه السلام مرة وأكثر بل ومددت يدي لمصافحته ولم يعيرني أي اهتمام، ثم طلبت مني إحدى الممرضات إيداع مبلغ 70 ألفًا في حساب المستشفى فقلت لها حاضر..

وكان كل همي أن أسأل عن حالة شقيقي وماذا به وأسباب دخوله لغرفة العمليات، فقلت للطبيب: «كان الله في عونك شكلك لسه صاحي من النوم، ممكن أعرف حالة شقيقي»، فما كان منه إلا أن قال «هاتوا الأمن يرمي البتاع ده برة»، فكانت عبارة الطبيب كالطلقة النارية المهينة، بهذا التعامل غير اللائق وغير المبرر!».

من جهته، قال الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية: «الفنان محمد فؤاد ليس شتّامًا ولا سبّاباً، أي إنسان بغض النظر عن مكانته الاجتماعية، لا يرضى على نفسه أن يقال له: «أرمي البتاع ده برة»، لمجرد أن شقيقاً يريد الاطمئنان على شقيقه، وتلبية لرغبة زميلي وصديقي الفنان محمد فؤاد تقدمنا بطلب فحص وتفريغ كاميرات المستشفى للوقوف على الحقيقة كاملة للعدالة وللرأي العام..

وبصفتي نقيبًا لموسيقيي مصر سنقف بجانب عضو النقابة الفنان محمد فؤاد، وكلفنا إدارة الشؤون القانونية بمتابعة الأمر قانونياً والبحث والتحري عن الأسباب والدافع لهذه الواقعة منذ البداية».

صفع وركل وشكاوى.. أزمات النجوم مع الجمهور لا تنتهي

ظاهرة صدام الفنان مع الجمهور

غير أن المثير في الأمر أن تعامل بعض الفنانين مع الجمهور، أصبح مثار انتقاد وجدل، بعدما تحول الأمر إلى ما يشبه «ظاهرة» خلال الفترة الأخيرة، بعد تكرار حدوثه، سواء من المطرب محمد فؤاد، ومن قبله المطرب عمرو دياب، وكذلك الفنان محمد رمضان وغيرهم، وكلما أغلق الموضوع، أعيد فتحه مجدداً بواقعة جديدة..

فهي ظاهرة قديمة حديثة، بدأت مؤخراً من خلال مقطع الفيديو الذي تم تداوله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي لشاب يحاول التقاط صورة مع النجم عمرو دياب، في حفل زفاف ابنة المنتج محمد السعدي ونجل رجل الأعمال منصور عامر، فقام دياب بصفع الشاب على وجهه، ما أثار غضب واستياء الجمهور..

وقامت بعدها أسرة الشاب بالتهديد باللجوء إلى القضاء، قبل أن يتدخل بعض المقربين من الطرفين لتهدئة الموقف وإنهاء الخلاف.

البعض رفض تصرّف عمرو دياب ووصفوه بـ«التعالي»، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراء قانوني في حقّه أو التواصل مع الشاب وتوجيه اعتذار رسمي له، بينما رأى آخرون أنّ ما فعله كان مجرّد رد فعل طبيعي لتصرّف غير مقبول من الشاب، بعدما أمسك سترته بقوة وحاول أن يلتقط صورة معه رغماً عنه.

لم يكن هذا هو الموقف الأول الذي يثير فيه عمرو دياب غضب الجمهور بسبب تعديه على المعجبين؛ رفضاً للتصوير معهم، فقبل هذه الأزمة كان له موقف سابق مع معجب آخر، أثناء حضوره لحفل زفاف ابنة الفنان حميد الشاعري، ولحظة وصوله إلى الفندق اقترب شاب من عمرو دياب وحاول التقاط صورة معه، ليقوم الفنان بدفعه وإبعاده عنه، كما ظهر في فيديو وهو ينعت سائقه الخاص بألفاظ خادشة!

البعض يرى ذلك غروراً من النجم، وآخرون يرَون أنه لم يعد يتقبل فكرة التقدّم في العمر، لذا يرفض أن يتم تسريب صور له قد تكون ملامحه فيها متغيرة عن الملصقات التي ينشرها عبر مواقع التواصل ويتدخل فيها «الفوتوشوب»، ويظهر فيها وكأنه شاب في الثلاثينات من عمره!

محمد رمضان والمراهق المصفوع
محمد رمضان والمراهق المصفوع

صفعات متبادلة مع محمد رمضان

أيضاً خلال وجود النجم محمد رمضان في الساحل الشمالي اقترب منه شاب لالتقاط صورة معه، وأرد أن يأخذ رمضان الهاتف المحمول حتى لا يلتقط الشاب الصور، فرفض، فصفعه رمضان على وجهه..

وكانت المفاجأة أن قام الشاب برد الصفعة على وجه رمضان، وكاد الموقف أن يتحول إلى مشاجرة كبيرة، لولا تراجع رمضان، الذي قام بعد ذلك بشرح موقفه عبر فيديو قام ببثه عبر قناته على الـ«يوتيوب»، وأوضح حقيقة موقفه واعتذر للجمهور عن هذه الواقعة.

واقعتا عمرو دياب ومحمد رمضان، لم تكونا الأوليَيْن، فهناك وقائع سابقة محرجة أثارت الجدل، تعرض خلالها فنانون لمواقف صعبة مشابهة مع معجبين، جعلتهم يتصرفون تصرفات لا تليق في عين الجمهور، مثلما حدث مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، خلال إحدى حفلاتها في القاهرة، حيث أحرجت أحد معجبيها برد فعلها غير المتوقع..

وغيرها العديد من المواقف التي تغضب الجمهور، الذي يُعد في رأي الفنانة هاجر أحمد، صانع تاريخ الفنان، ومن يرفع النجوم إلى المرتبة التي يصلون إليها، وبالتالي فإن له الحق في أن يتم التعامل معه بكل الود والحب، وليس بالعنف أو الإهانة، فالفنان لا يعرف إذا ما كان قد نجح أم لا إلا عندما يستوقفه رجل بسيط أو عامل في الشارع ويشيد به وبأدواره.

الفنانة هاجر أحمد
الفنانة هاجر أحمد

وتضيف الفنانة هاجر أحمد «من الممكن أن يحدث تجاوز فردي أحياناً، لكن هذا لا يعني أن يكون هناك موقف ضد الجمهور، أو يتم التعالي عليه، لكنني بالتأكيد ضد أن تتم إهانة فنان، ليس باعتباره فناناً في مكانة مختلفة، لكن باعتباره إنساناً، فأنا ضد إهانة أي إنسان».

وفي هذا الصدد، تبين الفنانة لقاء الخميسي: «الفنان إنسان له مشاعر وأحاسيس، لكن البعض يمكن أن يتعامل معه باعتباره مجرداً من المشاعر أو ليس لديه أي مشاكل، وهذا لا يصح بكل تأكيد، وعندما يبدر منه تصرف مهما كان بسيطاً أو صغيراً، يتم تضخيمه وانتقاده بشكل لاذع..

فالفنان إنسان له مشاكله الخاصة مثل كل البشر، ومن الوارد أن يكون في بعض الأوقات غير مهيأ للحديث مع آخرين أو حتى التقاط الصور، فهو ليس آلة تعمل بالريموت».

الفنانة عارفة
الفنانة عارفة

وتؤيد هذا الكلام الفنانة عارفة عبد الرسول، قائلة: «لا شك أن الجمهور هو من يصنع الفنان، ويضعه في مكانة كبيرة، وبالتالي ينتظر أن يعامله الفنان بالمثل، وبالتأكيد أغلبهم يتعامل باحترام شديد، لكن أحياناً نواجه العديد من المواقف المحرجة مع بعض الجمهور، وفي بعض المواقف يحدث أحياناً تجاوز، ولا أعرف كيف أتصرف حيال ذلك..

عندما يأتي أحدهم مثلاً لالتقاط صورة معي ثم أجده فجأة دون مقدمات يضع يده على كتفي دون استئذان، وهذا تصرف لا يليق خصوصاً في مجتمعاتنا العربية، لكني في الوقت نفسه لست مع أن ينفعل الفنان ويتصرف بشكل يمكن أن يسيء له».

أما النجم الكبير يحي الفخراني فيرى أن الفنان له خصوصية لابد من احترامها في كل الأوقات، مضيفاً: «أنا شخصيا تأذيت كثيراً من البعض خلال عزاء الصديق الراحل صلاح السعدني، لذا لابد من تحجيم المسألة ويكون هناك مصور صحفي أو اثنان في التغطية الإعلامية لأي حدث..

لأنه أحياناً يندس بينهم مصورون غير تابعين لمؤسسات صحفية أو للنقابة، لابد أن يكون هناك حدود في مطالب الجمهور التصوير مع الفنان، وعدم انتهاك حياته الخاصة، لأنه في النهاية إنسان له حياته وأسرته وخصوصيته..

لكن هذا لا ينفي أن يتفاعل الفنان مع جمهوره بود واحترام متبادلين، لأنني لا أشك لحظة في حب الجمهور للفنان، لكن هناك شعرة بين الحب والتجاوز في انتهاك الخصوصية، وفي الوقت نفسه لست مع تجاوز الفنان بأي صورة».

الناقد طارق الشناوي
الناقد طارق الشناوي

من جهته، يوضح الناقد الفني طارق الشناوي «حكاية النجوم مع الجمهور ليست جديدة، بل موغلة في القدم على الرغم من أنها تبدو حديثة، لكن ما يعطيها قوة ويسهم في انتشارها بسرعة وبشكل لافت الآن، وجود الـ«سوشيال ميديا» على نطاق واسع..

فعلى سبيل المثال كان هناك شخص معجب بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وأراد أن يعبر عن إعجابه بطريقة مختلفة، فانتظره تحت بيته، وعندما تجاهله عبد الوهاب ولم يرد عليه، كان سيعتدي عليه واتهمه بأنه سرق ألحانه، في حين أن عبد الوهاب لم يستمع إليه يوماً ما، واستطاع أن يفلت منه بأعجوبة..

أيضاً حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم موقف محرج، عندما أراد فرد من الجمهور أن يقبل قدمها وهي تقف على المسرح في باريس، تعبيراً عن حبه وإعجابه، فسحبت قدمها وكانت تغني هل رأى الحب سكارى فأشارت إليه بذكاء وقالت: هل رأى الحب سكارى مثله».

ويواصل «هناك أيضاً مجنون سعاد حسني، والمعجب الذي اقتحم بيت يسرا في الزمالك.. وحالات أخرى، فالفنان يجب أن يكون لديه ثبات انفعالي وإلا سيتورط في أشياء مماثلة عديدة طالما كان هناك احتكاك أو لقاءات مع الجمهور..

فعندما ينزل الفنان من بيته، يصبح محاطاً بكاميرات الموبايل والمعجبين والمعجبات في كل مكان، لذا وجب عليه أن يفكر جيداً في ردود فعله، بل ويتوقع أنه قد يقابل شيئاً مفاجئاً فعليه أن يمسك أعصابه ويكون لديه ثبات انفعالي».

إعداد: نادية سليمان

 

مقالات ذات صلة