بعد سنوات من الاعتكاف، عاد الفنان يوري مرقدي بأغنية sugar daddy التي تنتقد ظاهرة رغبة الفتيات بالارتباط بالرجال الأثرياء والكبار في السن..
مشيراً إلى أنه أراد الإضاءة على هذه المشكلة التي تنتشر بشكل واسع على الـ«سوشيال ميديا»، ولكن كانت ردة الفعل عليه حملة من الانتقادات وصلت إلى حد شتمه وإهانته كما قال...
مرقدي يشير إلى أن الأغنية كاريكاتورية، وأنه يحترم رأي الجميع، موضحاً أنه قرر العودة إلى الساحة لأنه يوجد لديه ما يقوله، وأنه بصدد طرح مجموعة من الأغاني الجديدة خلال الفترة المقبلة التي يعبر من خلالها عن أفكاره وليس بهدف التجارة.
هل ستكتفي بطرح أغنية جديدة بين فترة وأخرى، أم لديك نية لطرح ألبوم كامل؟
هناك نية لطرح ألبوم ولكن ستطرح أغنياته على شكل «سنغل»، والأغنية الأساسية فيه «sugar daddy»، أنا أحضر إلى الاستديو بشكل دائم وأجهز باقة من الأغاني الجديدة بعد فترة من الغياب، وسوف أصور أغنية جديدة قريباً..
ونحن بصدد وضع استراتيجية معينة لطرح الألبوم ولكن ليس دفعة واحدة؛ لأننا لم نعد في عصر الألبوم، والسائد في عصر السرعة هو طرح الفنان أغنية جديدة بين فترة وأخرى.
كيف تعلق على الهجوم عليك بعد طرح أغنية «sugar daddy»؟
لطالما كان الفن عرضة للانتقادات خصوصاً عندما يكون مختلفاً؛ لأن الناس يرتاحون أكثر للذي يعتادون عليه، والأمر ينسحب على كل مجالات والمهن.
المجتمع يعاني من مشاكل كلنا يعرفها، ولكن الإضاءة عليها أو النظر إليها بالمجهر أو وضع الأصبع على الجرح، يجعل الناس في حاله انقسام حولها فيتقبلها البعض ويقولون شكراً، والذين لا يرتاحون مع أنفسهم يفضلون عدم فتح الصندوق الأسود والإضاءة على بعض المواضيع.
هذه هي المرة الأولى التي أكون فيها في صف الرجال في أغنياتي، مع أنني مع تدليل الرجل للمرأة
وهل أزعجتك الانتقادات؟
ما يزعجني هو الشتائم والإهانات، وهي ظاهرة منتشرة على الـ«سوشيال ميديا» ولا مناص من تقبلها، وأنا أجبت كل شخص علّق بنقد سلبي أو إيجابي، ومن لم يحبوا الأغنية، قلت لهم إنني أحترم رأي الجميع..
البعض قال لي كيف يمكن أن تطرح أغنية بهذا المستوى بعد «عربي أنا» و«ماذا أقول»؟ فشرحت وجهة نظري وقلت لهم إن الأغنية كاريكاتورية، وإن موضوعها موجود في العالم، ولكنه زاد في مواقع التواصل وبعض الفتيات يجاهرن به ويقلن إنهن يرغبن في الارتباط برجال كبار في السن وأثرياء لكي يصرفوا عليهن ويلبوا طلباتهن..
الحب لم يعد موجوداً، وهذه هي المرة الأولى التي أكون فيها في صف الرجال في أغنياتي، مع أنني مع تدليل الرجل للمرأة، ولكن هناك من يتنمر على النساء اللواتي يؤمنّ بالحب.
كفنان تقدم أعمالاً تشبهك، عدا عن أنك تجمع بين مواهب التلحين والكتابة والتوزيع والغناء، فهل هذا الأمر يجعلك تتميز عن سواك من الفنانين؟
أنا أشكر كل شخص يقول لي هذا الكلام، ولكنني لا أعتبره تميزاً، ولا أقول هذا لمجرد الكلام، بل لأنني لا أبذل جهداً كغيري من الفنانين الذين يطلبون أغنية تشبه ستايل أو كلام أغنية أخرى، بل أنا أنفذ أعمالي بتلقائية وعفوية وبساطة وبحسب ما أجده مناسباً، ومن حسن الحظ أن الله أنعم عليَّ بموهبتي الكتابة والتلحين..
كما أن عندي القدرة على التوزيع والعزف على عدة آلات موسيقية، بجانب أنني أملك استوديو وأجيد تنفيذ أعمالي ولكن دون تميز.. يكمن الجمال في الفرادة بصرف النظر ما إذا كان العمل جيداً أو سيئاً، وأنا لا أتعمدها ولا أبذل جهداً من أجلها.
ولماذا ترفض صفة التميز؟
لأنني لا أقول إنني أقدم عملاً لم يسبق لأحد أن قدم مثله أو إنني أريد التميز، بل أقدّم الأعمال التي تشبهني، لا يوجد في العالم بصمة تشبه الأخرى..
ولكن بعض الفنانين يطلبون أعمالاً تشبه أعمال غيرهم ويضيع المتلقي ويتساءل: هل هو إحساس الكاتب أم الملحن أم المؤدي؟ بصراحة أنا لم أطرح يوماً نفسي مطرباً أو مغنياً بل مؤدٍ للأعمال التي أكتبها وألحنها.
لكن معظم الفنانين يغضبون من كلمة مؤدٍ؟
أنا لا أغضب منها.. الفن فيه من كل شيء، ومن يحب اللون اللبناني الأصيل والطرب يمكن أن يسمع ملحم زين ووائل كفوري، ومن يسمع زياد الرحباني لا يفعل ذلك لكي يطرب بل رغبة في التعرف على أفكاره وكيفية تقديمه لها.
هل أنت متأثر بزياد الرحباني؟
لا يوجد أحد لم يتأثر به لأنه يتكلم بلغة الناس، يمكن للبعض أن يقول إنه لا يحبه ولكن لا يمكن أن يقول إنه لم يتأثر به، خصوصاً وأنه يملك المساحة والإرث وكل الظروف التي تسمح له بالتعبير عن آرائه، وكل ما قاله كان صحيحاً لأنه يعبر عما في داخله من دون تدخل كاتب أو ملحن..
وأنا أفضّل الاطلاع على تجارب الفنانين الأجانب لأنهم يكتبون ويلحنون أعمالهم، مع أنني أطلع أحياناً على تجارب من يتعاملون مع غيرهم من الشعراء والملحنين ثم أسارع لمعرفة أسمائهم لأنها تعبر عن إحساسهم وأفكارهم.
ما الذي دفعك للعودة بعد مرحلة من الابتعاد؟
أنا قررت الابتعاد لأنني أحب الحرية وأرفض قيود شركات الإنتاج، ولكنني لم أتوقف عن الكتابة والتلحين والعزف لأن الفن هو الأوكسجين بالنسبة لي وليس مهنة..
وفي الفترة الأخيرة شعرت أنه يوجد لدي ما أقوله، لا شيء يمنع من الاستماع عندما لا يكون لدينا ما نقوله مع أنه صعب جداً لأننا اعتدنا على أن نتكلم دائماً.
وما الذي تريد أن تقوله خلال الفترة المقبلة من خلال أغنياتك؟
بصرف النظر ما إذا أحب الناس أعمالي أم لا، لكن ما يهمني أن تصل رسائلها إليهم وأن يشعروا أنها ليست بهدف التجارة فقط، مع أنها ضرورية لكي أستمر ولكي أطور الاستوديو الخاص بي..
كل شيء يعود للفنان وحده، فإما أنه لا يبالي بالمضمون الفني للعمل بل بأعمال تكسر الأرض وبإحياء الحفلات، وإما يشعر أنه ساعي بريد يريد أن يوصل أفكاره من خلال مواهبه.