مع الغياب المستمر لأيقونة التمثيل جاك نيكلسون، وذلك منذ عام 2010، فإنه من غير المتوقع أن يقطع عزلته ويعود إلى السينما وقد أصبح في الثمانين من العمر.
ما هو متوقع بالتأكيد هو أن إسهاماته العديدة في الأفلام ستبقى ماثلة أمامنا نستقي منها ونعاود مشاهدتها؛ لأنه كان محورها وأحياناً أفضل ما فيها.
وُلد سنة 1937 في بلدة أسمها نبتون في ولاية نيوجيرسي، في العشرينات من حياته انتقل إلى هوليوود وانخرط في التمثيل التلفزيوني فظهر في أكثر من حلقة لأكثر من مسلسل في أدوار تمر عابراً.
لكنه وجد طريقه إلى الأفلام في العام 1958 عندما قام بالتمثيل في فيلم بعنوان Cry Baby Killer لاعباً دور مراهق متهم بجريمة قتل لم يرتكبها.
تبعاً لهذا الفيلم، وضع نيكلسون قدمه في خط سير عدد من المخرجين الذين كانوا ينجزون أفلاماً جماهيرية مستقلة، ريتشارد راش وروجر كورمان، الأول منحه دوراً في «باكراً على الحب» (1960) والثاني تبنّـاه في عدد من الأفلام بدءاً من «دكان الرعب الصغير» The Little Shop of Horrors (في العام ذاته)..
بعده قام نيكلسون وكورمان بالعمل معاً في «الغراب»، عن رواية إدغار ألان بو الشهيرة (1963) و«الرعب» (1963).
لفت نيكلسون انتباه المخرج مونتي هيلمان فقدّمه في أربعة أفلام متوالية هي «طيران صوب الغضب» (1964) و«الباب الخلفي للجحيم» (1964) و«إطلاق نار» (1966) و«ركوب الدوّارة» (1966)، رتشارد راش عاد إليه ووضعه فوق دراجة نارية كواحد من «ملائكة الجحيم على دراجات»..
ثم عاد إلى كورمان في فيلمين آخرين (أفضلهما «مجزرة يوم سانت فالانتاين» سنة 1967) ومثل فيلماً شبابياً آخر لحساب ريتشارد راش يمكن ترجمة عنوانه إلى «جنون نفسي» (Psych-Out) سنة 1968.
السينما كانت تبحث عن نجوم جدد في الستينات، وهو، لجانب روبرت ردفورد، كلينت إيستوود، وورن بيتي، سيدني بواتييه وآخرين، كان حاضراً لها..
وحين انتقل من تمثيل الأفلام الصغيرة إلى الكاميرا نقل للجمهور السائد أداءات لا تنسى نجدها في «خمس مقطوعات سهلة» Five Easy Pieces و«التفصيلة الأخيرة» The Last Detail و«اللمعان» The Shining و«المسافر» The Passenger وسواها العديد..
لم يتوقف نجاحه عند حقبة السبعينيات والثمانينيات بل استمر حتى العقد الأول من هذا العام فكان «العهد» لبشون بن و«كل شيء عن شميد» لألكسندر باين و«المغادر» لمارتن سكورسيزي بمثابة الفصل الأخير في مهنته.