الإسلام دين يحث على النظافة والطهارة، ومن التوجيهات النبوية الشائعة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله جميل يحب الجمال» لكن نرى بعض إهمال ذلك في سلوك بعض المتدينين..
فهل إهمال المتدينين لثيابهم ونظافتهم من مظاهر الزهد في الدنيا؟
يؤكد أ.د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية "حتى ولو كان هؤلاء يعتقدون أنها من مظاهر الزهد في الدنيا، فزهدهم مرفوض شرعاً، الإسلام لا يحثنا على الزهد في الدنيا ومقاطعة ما فيها من نعم وخيرات ومباهج للحياة، الإسلام دين يحث كل أتباعه على التمتع بما أنعم الله به عليهم من نعم، ونعم الخالق على عباده لا تحصى.. لذلك من يركن إلى الإهمال وعدم النظافة ومقاطعة الدنيا ليس متديناً، بل هو من أدعياء التدين المغشوش، فالإسلام الذي نفخر بالانتماء إليه دين جمال وأناقة، دين بهجة وسعادة ولا يقر أي سلوك يحتوي على القبح، بل هو يحث المسلم دائماً على أن يكون نظيف الشكل، رقيق المشاعر، لطيف التعامل، قادراً على كسب ود الآخرين والتواصل معهم.
ديننا العظيم يأمرنا بالحرص على الجمال والاستمتاع به، ويأمرنا بالتمتع بكل ما في الكون
ويضيف" الإسلام يحث أتباعه على التمتع بكل ما في الكون من نعم ومباهج، ويدفعه دفعاً إلى تذوق كل صور الجمال في الكون المحيط به، ولنا أن نتأمل قول الحق سبحانه: ( وَٱلْأَنْعَـٰمَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌۭ وَمَنَـٰفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {5} وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ {6} )، وهو سبحانه وتعالى القائل: ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} )، ويقول سبحانه: ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} )، ويقول سبحانه في شأن السماء: ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ {5} )، ويقول أيضاً: ( وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ )، وعندما نتأمل كل هذه النصوص القرآنية نتأكد أن ديننا العظيم يأمرنا بالحرص على الجمال والاستمتاع به، ويأمرنا بالتمتع بكل ما في الكون من منافع ومباهج ويدين سلوك كل من يهمل نظافته ولا يهتم بهندامه وشكله ويظهر في صورة منفرة للآخرين، والقرآن أمرنا أن نتجمل أحسن تجمل وأن نأخذ زينتنا عن كل مسجد فقال سبحانه: ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {31} قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {32} ).
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا أيضاً على التجمل والاستمتاع بالجمال، ولذلك قال «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، وعندما سأله رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة، رد عليه صلى الله عليه وسلم قائلاً: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس».