كثيرة هي حقوق المرأة المهدرة في بيت الزوجية على أيدي رجال يفهمون القوامة الزوجية على غير ما أرادها الله ورسوله، ولذلك تتعدد وتتنوع الممارسات الخطأ ضد النساء، وتتكرر صرخات النساء من قسوة وظلم أزواجهن، ومن إحدى هذه الممارسات حرمان الزوجة من حق الاستمتاع في الفراش.
فما حكم الشرع؟
فيما يلي ما قاله العالم والفقيه د. نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق:
لا يوجد رجل سوي نفسياً يتصرف بهذا المنطق مع زوجته، والإسلام نظم هذا الحق تنظيماً دقيقاً بين الزوجين، لذلك ننصح كلاً من الزوجين عدم استغلال هذا الأمر ضد شريك حياته، لأن عواقب ذلك وخيمة على الطرفين، وهنا ننصح بعض النساء اللاتي يحاولن مقاومة عنف وإساءة زوجها بهذا السلاح الذي لا تؤمن عواقبه، فالهجر في الفراش الذي أقره الإسلام له ضوابط ولا يعني القهر والحرمان، والإسلام يحظر على كل من الزوج والزوجة اللجوء للهجر إذا ما تيقن أنه لا يحقق الهدف المطلوب خلال أيام قلائل. والواقع أن الاستمتاع المشترك بين الزوجين على فراش الزوجية هو رسول المودة والمحبة بينهما، وقتل هذه الرغبة يؤدي إلى الشقاق وإحلال الكراهية محل الحب والتفاهم.
ولذلك ننصح كل رجل يفكر في استخدام سلاح القهر الجنسي مع زوجته أن يتقي الله، وأن يدرك أنه سيحاسب على هذه القسوة المفرطة مع زوجته، وعليه أن يتذكر أنه بهذا السلوك قد يدفع زوجته إلى ارتكاب ما نهى الله عنه إذا كانت ضعيفة الإيمان. وأذكر هؤلاء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «وفي بضع أحدكم صدقة»، فالرجل الذي يأتي زوجته ويحصل على المتعة يثاب على ذلك، ولذلك قال الصحابة: يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال صلوات الله وسلامه عليه لهم «أرايتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».
اقرأ أيضًا: الأزهر: كشف أسرار العلاقة الزوجية جريمة محرمة شرعًا