يتساءل الكثيرون عن حكم صيام المريض لشهر رمضان المبارك، ومتى يجوز له الفطر، كما أن بعض المرضى يصرون على الصيام ويرفضون الإفطار في رمضان.. هل يضاعف الله أجر وثواب هؤلاء؟
توجهنا بهذه الأسئلة ونحوها، إلى د. فتحية الحنفي، أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فرع البنات، فأجابت يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر». من هذه الآيات يتضح وجوب الصوم على المسلم البالغ العاقل المطيق للصوم، وقد خص الإسلام إباحة الفطر للمريض»
وتورد د. فتحية الحالات التي نص الفقهاء على وجوب الفطر لهذا المريض، وهي:
- الذي يعجز عن الصوم بأي حال من الأحوال.
- أو يضره أو يؤخر شفاءه، بإخبار الطبيب الأمين.
- أو يغلب على المريض مظنة الهلاك بسبب الصوم.
ففي هذه الحالات يفطر المريض عملاً بالرخصة الشرعية له، وعليه قضاء ما أفطر من أيام أخر بعد شفائه، وهذا إذا كان المرض يرجى شفاؤه.
- المرض المزمن ولا يرجى برؤه ويعجز معه المريض عن الصوم، ففي هذه الحالة يعطي المريض حكم الشيخ الفاني ويباح له الفطر ويجب عليه الفداء، وذلك بإطعام مسكين عن كل يوم بشرط أن يستمر العجز أو المرض إلى الوفاة، فإن برئ من المرض في أي وقت من أوقات حياته وجب عليه صوم الأيام التي أفطرها مهما كانت كثيرة بقدر استطاعته.
- أما إذا كان المريض يستطيع الصوم، لكن بمشقة شديدة، فإنه يجوز للمريض في هذه الحالة الإفطار وهو مخير بين الصوم والإفطار.
- لو بدأ الإنسان شهر رمضان وهو بصحة جيدة، ثم أصيب بمرض مفاجئ، فحكمه يختلف باختلاف حالته، فإن كانت حالته لا يستطيع معها الصوم، بأن كان الصوم يضر بصحته فيباح له في هذه الحالة الفطر إلى أن يتم شفاؤه، ويجب عليه قضاء تلك الأيام في وقت آخر.. أما إذا كان إفطاره لا يعود عليه بالنفع في صحته، بحيث لا يساعده على التعافي من هذا المرض؛ بل يستطيع معه الصوم فلا يجوز له الإفطار، وهذا يتقرر بحسب تقدير الطبيب الثقة.
وتوضح أستاذة الشريعة الإسلامية، أن معيار المرض (شخصي)، أي أن المريض هو الذي يقدر مدى حاجته إلى الفطر وجوباً أو جوازاً، وعليه أن يأخذ برأي الطبيب الثقة، ويتبع نصيحته في لزوم الفطر أو إمكان الصوم دون ضرر.
حكم تناول دواء لتأخير الدورة الشهرية من أجل الصيام؟
بما أن دم الحيض يفسد الصوم ويفرض على المرأة الفطر حتى تنتهي الدورة الشهرية.. هل يجوز للمرأة تناول العقاقير لمنع نزول دم الحيض ليتسنى لها الصيام في رمضان؟
تقول د. فتحية الحنفي "لا مانع شرعاً من استعمال الأدوية الطبية التي تمنع نزول الحيض إذا كان ذلك بعد استشارة الطبيب، وبشرط ألاّ يترتب على ذلك ضرر بصحة المرأة.. ومع ذلك فالحيض طبيعة كتبها الله على المرأة، وخفف لأجله التكاليف الشرعية، والخضوع لمراد الله بترك الأمر يجري على ما قدره من حيض ووجوب الإفطار لا يعد تقصيراً من المرأة.. بل بعض الفقهاء يعتبرون ذلك هو الأولى.