18 أغسطس 2024

الفقيه الأزهري د.عباس شومان: هذه نصائحي لتبعد عنك السحر وتبتعد عن المشعوذين والدجالين

محرر متعاون

الفقيه الأزهري د.عباس شومان: هذه نصائحي لتبعد عنك السحر وتبتعد عن المشعوذين والدجالين

شاعت في حياتنا المعاصرة عمليات السحر والشعوذة، وانشغل البعض بما يتردد عن أنشطة السحرة والدجالين.. بل ويبحثون عنهم اعتقاداً أن لديهم حلولاً لمشكلاتهم وإنهاءً لهمومهم!!

فكيف ينظر الإسلام للسحر وما يمارسه السحرة وأدعياء القدرة على إبطال مفعوله وحماية الإنسان من شروره؟

يقول الفقيه الأزهري د.عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: «السحر حقيقة لابد من الإيمان بها، وقد ذُكر في أكثر من آية في كتاب الله، إلا أن كثيراً من الناس يبالغون في الخوف من السحر، والاعتقاد في سيطرته على حياتهم..

حتى يكاد أن يوقنوا أن كل صداع أو مرض مزمن، أو موت عزيز، أو فشل تجاري، أو إخفاق الحياة الزوجية، أو رسوب في امتحان، أو هزيمة في مباراة كروية، أو تأخر في الزواج يرجع إلى أعمال سحر قام بها متربصون بهم..

ويضيع كثيراً من وقته وطاقته النفسية في الظن في بعض الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا خلف هذه الأسحار المتوهمة، مع علمهم أن كثيراً من ظنهم إثم، وقد نهانا رب العِزة عنه فقال: «إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ».

وللأسف.. قد لا يتوقف الأمر عند حد الظن، بل قد يتجاوزه إلى محاولة الانتقام من هذا الفاعل الموهوم الذي قد لا يكون له علاقة له بالسحر الذي يشتكى منه المسحور الواهم، الذي لا يعاني من أي سحرٍ في الحقيقة، وإنما استغل دجال محتال أشِر ضعف نفسه، وميله للتصديق بأنه مسحور..

محملاً فشله على شماعة السحر، فاستغله الدجال الأشِر وأقنعه أنه مسحورٌ، مدعياً أنه من البارعين في فك السحر، وتخليص المسحور منه، وذلك مقابل استنزافهم مالياً بمطالب ما أنزل الله بها من سلطان».

الفقيه الأزهري د.عباس شومان: هذه نصائحي لتبعد عنك السحر وتبتعد عن المشعوذين والدجالين

هواجس نفسية وضعف إيمان

ولكن ما أسباب سيطرة هذه الأوهام على عقول كثير من الناس؟

يوضح عالم الشريعة الإسلامية بالأزهر «ترجع سيطرة هذه الأوهام على كثير من العقول إلى:

  • تراجع الوعي الديني.
  • عدم التزام الناس بتعاليم دينهم وأخلاقياته الراقية.
  • عدم صدق اعتماد الكثير من هؤلاء في التوكل على الله.
  • عدم الأخذ بقانون الأسباب والمسببات، والركون إلى أصحاب العقول الخرافية وتدعيم أصحاب الشعوذة والمتاجرين بمشكلات وهموم الناس، ممن تقوم دعواهم على الكذب والدجل ودعوى علم الغيب بما يدعونه من النظر في النجوم والطوالع.

وقد حذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من تصديق هؤلاء والاستعانة بهم فقال: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة»، وقد اختار بعض الناس لأنفسهم أن يكونوا من شرار الناس مع أن شرعنا أراد لنا أن نكون من خيارهم فقد قال رسولنا الكريم: «خير الناس أنفعهم للناس».

ويعبر د.شومان عن أسفه وحزنه لإهدار أموال طائلة على أعمال السحر وحلها فيقول: «صدمة كبيرة أن نقرأ عن مليارات تهدر على هذه الخرافات والأعمال الشيطانية، فلو صحت التقارير التي ترصد حجم ما يهدر على هذه الأعمال في بعض البلاد العربية نكون أمام «كارثة حقيقية»، فهذه المليارات التي تطير إلى جيوب الدجالين تكفي لتخفيف وطأة الفقر عن ملايين الفقراء وأصحاب الحاجات في مجتمعاتنا الإسلامية».

كما يعبر الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر عن دهشته من وقوع متعلمين ومثقفين ضحية لهذه الأعمال قائلاً: «مما يؤسف له أن بعض الرجال والنساء على اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، ومنهم عدد من رجال الأعمال والمثقفين والمفكرين، يزاحمون النساء في التسابق إلى الاقتناع بهؤلاء الكذابين والمحتالين، الذين يجيدون خداع الضحايا وإيقاعهم في شِراكهم..

وذلك باعتمادهم على بعض المعلومات التي يحصلون عليها ربما من ضحاياهم أنفسهم، أو بعض المقربين إليهم أو من أوراق أو أجهزة هاتفية، أو من شبكات الإنترنت أو غيرها، وربما تجد بعض رجال الأعمال الكبار لا يستغنون عن مساعدين لهم في مجالات كثيرة في عملهم، كالمستشار المالي والقانوني..

وفي نفس الوقت يكون له مستشار أو أكثر غير مُعلَن من هؤلاء الدجالين أو السحرة، يستشيره حتى قبل دخوله مناقصة من المناقصات والتي لا علاقة لها بالسحر ولا السحرة، وإنما ينبغي أن يعتمد على الدراسة المسبوقة بالخبرات المتراكمة في مجالها..

ويكفي عند هؤلاء نصيحة من هذا الدجال أو الساحر بدخولها أو عدمه؛ لينفذ كلامه غير ناظر إلى الدراسة العلمية ولا رأى مستشاريه المتخصصين في مجال نشاطه، بل يضرب صفحاً عن قناعاته المستفادة من ممارساته الطويلة وهذا كله وغيره كثير، مبالغة في ثقافة التعاطي مع السحر».

الخوف من السحر.. ما هو التعامل الشرعي معه؟

المؤمن الحق لا يخاف من السحر، وقد وصف القرآن الكريم السحرة بقوله: «وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ»، ولما كان السحر من أعمال الشياطين فقد علمنا من شرعنا قوله تعالى: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا»، وأنه لا سلطان له على المتمسكين بإيمانهم بكتاب ربهم وهدى شريعتهم: «ِإنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ»..

ولذا فإنَّ المؤمن الحق الذي يؤمنُ بضعف الشيطان يؤمنُ أيضًا بأن تحصنه بكتاب الله، والتزامه بصلاته، وسائر عباداته تكفيه وتحصنه من السحر والسحرة، فإن أصابه شيء فعلاجه في ملازمة كتاب الله قدر استطاعته فكلُّه بركة طاردة للشياطين، وليت النَّاس يداومون على قراءة سورة البقرة، والمعوذتين وغيرها من الآيات المحصنات التي وردت في الأحاديث الصحيحة..

كما أن الثقة بالله والاعتقاد بضعف الشيطان، والإيمان بأن الإنسان في كل شأنه عُرضَة للخير ولشر، وللنجاح والإخفاق، وللصحة والمرض، وللغنى والفقر.. يبعدهم عن اعتقادهم أن ما أصابهم إنما هو من السحر، ويدفعهم للبحث عن السبب الحقيقي في أنفسهم لما أصابهم من خير أو شر.

أما هؤلاء السحرة فليعلمون أنهم في خطر عظيم وأن مسلكهم هذا، الذي قد يظنون أنه وسيلة لكسب المال مسلك حرام قد يخرج بهم عن دائرة الإيمان بالله بالكلية، حيث اتفق علماء المسلمين على أن تعلم السحر وتعليمه حرام، كما اتفقوا على أن ممارسة السحر يمكن أن يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله، ولكن على تفصيل بينهم.

اقرأ أيضاً: شاشات تروج للدجل والشعوذة بحجة «فك السحر وجلب الحبيب»