إلهام المرزوقي على غلاف مجلة الأسرة
بلغة الحب والسلام والأداء المتميز الممزوج بالإثارة وعزفها المتقن على آلة «التشيللو» ، تمكنت العازفة إلهام المرزوقي من أن تستقطب جمهوراً واسعاً من مختلف الثقافات حول العالم لتدخل البهجة والسرور في نفوسهم وتكون محط اهتمام مشاهير العالم..
في حوار خاص أجرته الصحفية وفاق سلمان معها، حدثتنا العازفة إلهام المرزوقي عن نشأتها و شغفها بالموسيقى و الصعوبات التي واجهتها.
«الموسيقى جسر حضاري يربط بين الشعوب قديماً وحديثاً»
حبها للموسيقى لم يأت من فراغ، فقد نشأت في كنف عائلة محبة ومتذوقة للموسيقى وفرت لها الدعم والتشجيع المستمر وكانت سبباً رئيسياً لانضمامها لهذا المجال الذي ورثته عن والدتها التي لطالما ألهمها حب الموسيقى فهي موسيقية تمتلك معهداً لتعليم الموسيقى. بدأت إلهام في هذا المجال بتعلم العزف على آلة البيانو التي وصلت فيها لأعلى مستويات العزف لكنها اكتشفت بعد وقت شغفها بآلة «التشيللو» التي أصبحت جزءاً مهماً من حياتها اليومية. درست القانون ولكنها توجهت نحو الموسيقى!
(تقول مازحة) ««القانون» آلة موسيقية شرقية أصيلة، بالإضافة إلى أن الموسيقى جسر حضاري يربط بين الشعوب قديماً وحديثاً، هي لغة يجيدها الجميع سواء المهندس أو الموسيقي أو حتى المزارع ولا ضير في أن يكون الشخص طبيباً وموسيقياً في نفس الوقت فهي جزء لا يتجزأ من تكويننا كبشر، أشعر بأنني محظوظة كوني أول مستشار قانوني ينضم إلى مجال صناعة الموسيقى وإدارة الفعاليات»
على الرغم من الصعوبات إلا أن رحلتي مع تعلم أسرار «التشيللو» لم تتوقف
بالإصرار والمثابرة تمكنت من التغلب على التحديات وتنظيم وقتها بين أسرتها ودراستها وشغفها للموسيقى فكانت من أولى المحاميات الإماراتيات في بريطانيا. وعن نجاحها في تحقيق التوازن بين العمل والمنزل تؤكد «حاولت إيجاد التوازن بين العمل ومسؤوليات المنزل وعشقي للفن ورغبتي في الاستمرار به، كل ذلك وضعني في تحد مع نفسي تمكنت من تجاوزه بتنظيم الوقت الذي لم يكن بالأمر السهل بالجدية والإصرار على تعلم الموسيقى بالتدريب المتواصل والعمل باستمرار على تطوير مهاراتي. تم قبولي من ضمن 9 عازفي «تشيللو» من حول العالم للمشاركة في «أكاديمية التشيللو» عبر الإنترنت والعمل مع أشهر أستاذ جامعي لـ«التشيللو» في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها خلال هذا التدريب إلا أن رحلتي مع تعلم أسرار «التشيللو» وتطوير ذاتي لم تتوقف»
«الموسيقى هي ملاذي والمحور الذي تتمركز عليه حياتي»
A post shared by Elham Al Marzooqi (@elhamzcellist) on
شغفها نابع من حب صادق للموسيقى فصارت الألحان لغتها ورسالتها للعالم أجمعه.
تقول «الموسيقى هي ملاذي ومحط اهتمامي والمحور الذي تتمركز عليه حياتي، تهذب الروح وتسمو بها وتنمي الذكاء إضافة إلى كونها من أهم لغات الحب والتسامح والسلام التي تحاكي القضايا الإنسانية، أحاول من خلالها إرسال رسائل ثقافية وحضارية من أرض السلام والتسامح الإمارات إلى كافة أنحاء العالم.
"شاركت مرتين في حفل المغني والموسيقار الأوبرالي العالمي «أندريا بوتشيللي»"
شاركت في العديد من الحفلات والعروض الموسيقية داخل الدولة وخارجها واستحقت أن تكون الإماراتية الوحيدة التي تنضم إلى الأوركسترا الوطنية، بفخر أخبرتنا "الحمد لله، تمكنت أن أكون أول عازفة «تشيللو» إماراتية وعضو في فريق الأوركسترا الموسيقي NSO، شاركت لمرتين في حفل المغني الأوبرالي وعازف «التشيللو» العالمي والموسيقار الإيطالي الشهير «أندريا بوتشيللي» في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2016، وفي مهرجان طنطورة في المملكة العربية السعودية عام 2019، كما شاركت في حفل الأوركسترا مع الملحن السوري المعروف «إياد ريماوي» الذي قدمت فيه أداء مميزاً في دبي والمملكة العربية السعودية ما دعاه إلى تقديمي للجمهور، كانت تلك من أسعد اللحظات، وما زاد هذا الحدث جمالية هو إضافتي للفيلم الوثائقي الخاص به والذي تم نشره على قناة اليوتيوب وأيضاً عزفي مع أسطورة بوليوود الملحن الهندي «أي. آر. رحمن» والمغنية «مايسا كارا» المرشحة لجائزة غرامي».
وتضيف «كما شاركت في الحفلات الموسيقية داخل الدولة، وكذلك أعد الإماراتية الوحيدة العضوة الفعالة والرسمية في الأوركسترا السيمفونية الوطنية، لي مشاركات في العديد من النشاطات الاجتماعية والتطوعية، خاصة مع الأطفال المرضى في المستشفيات وأطفال التوحد، وغيرها من المشاركات المجتمعية البناءة، كذلك شاركت بالعزف في حفلٍ بهيج لفيلم افروزون الشهير لوالت ديزني حيث تم عرض الفيلم بمشاركة عزف الأوركسترا، ومشاركتي مع أوركسترا الإمارات السيمفونية في دبي أوبرا والتي كانت من أجمل التجارب الموسيقية حيث وصل عدد العازفين في الأوركسترا إلى 150 من جميع البلدان، كما عزفت مع الأوبرا اليابانية مقطوعة بعنوان «الجمال المخيف» في مسرح الشارقة للفنون ومشاركة الأوركسترا السيمفونية الوطنية التي حضر لقيادتها المايسترو «كان روبوت» خصيصاً من اليابان».
"هذه نصيحتي للمرأة الإماراتية"
وفي الختام وجهت إلهام المرزوقي رسالة للمرأة الإماراتية قالت فيها "أطمح أن تكون للمرأة الإماراتية مشاركة أوسع في المجال الموسيقي بالعزف على آلات موسيقية مختلفة، كما أنصحها بألا تتردد في تحقيق أحلامها لأنها لن تتمكن من الوصول للنجاح دون التطلع للمستقبل"
نُشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1406) بتاريخ 29 سبتمبر 2020