17 ديسمبر 2020

ما تأثير الصلاة في عمل الدماغ؟

معالجة ومستشارة نفسية للأزواج

ما تأثير الصلاة في عمل الدماغ؟

لم يعد الحديث عن أهمية الصلاة وتأثيرها بشكل إيجابي في الأشخاص محوراً للبحث أو حاجة للبراهين. حيث إن الصلاة تدخل الأشخاص بحالة من السلام الداخلي وحالة من الاسترخاء الجسدي، يحصلون عليها في كل مرة يقومون فيها بالصلاة بشكل خشوعي، إضافة إلى النتائج المستدامة لفعل الصلاة على الأشخاص من ناحية الهدوء والتواصل الصحي، الذي يعتبر محوراً أساسياً للاستقرار النفسي.

وما يهم معرفته أيضا، هو كيف تؤثر الصلاة في عمل الدماغ وما النتائج الإيجابية التي يحصدها الأفراد في حياتهم بشكل عام؟

ما تأثير الصلاة في عمل الدماغ؟

الشعور بالفرح

فقد وجد الباحثون، من خلال إخضاع بعض الناس من الذين تم الاختبار عليهم، إلى الصور المغناطيسية للدماغ، أن منطقة "المكافأة" في الدماغ هي التي تتفعل عندما يقوم المؤمن بفعل الصلاة بخشوع. ومن هنا أيضاً يمكن فهم السبب الذي يجعل المؤمن يتأثر بالصلاة ويشعر بالفرح في كل مرة يقوم فيها بممارسة فعل الصلاة والعبادة.
 وهنا نشدد على قول المؤمن لأنه لا يحصل هذا التفعيل إلا عند شعور الفرد بالطاقة عند الصلاة وليس عند ترداد بعض التعابير التي تشير إلى الصلاة. فالتفاعل مع الصلاة هو الذي يدخل الفرد في حالة نفسية خاصة.

الشعور بالأمان

بالإضافة إلى منطقة المكافئة التي تتفعل لدى الأشخاص أثناء الصلاة، هناك تفعيل أيضاً لمناطق الحُكم، والمنطق والعقل والتركيز. لذا فمن يصلي ويتأمل يشعر بالكثير من الأمان ما يعطيه الحاجة للعودة إلى الصلاة وتكرار الفعل. إن تفعيل حلقة المكافأة في دماغ الأشخاص يجعلهم يدركون الحالة النفسية والجسدية التي يمرون فيها ويعيشون على أساسها حالة من الشعور بالاكتفاء.
منطقة المكافأة تلعب دوراً مركزياً في خلق الإدمان لدى الأشخاص والاستمرار فيه. لذا يعتقد بعض العلماء أنه من الممكن أن يستمر الأشخاص بفعل الصلاة وتكرار الفعل بسبب المكافأة التي يحصلون عليها وشعورهم بالرضى وبالتالي الحاجة إلى إعادة الفعل.

تقوية المناعة

بالإضافة إلى عمل الدماغ والتبدلات في عمل المتلقيات في الدماغ، يمكن اعتبار الإيمان على أنه وسيلة حماية للأشخاص، بحيث إن مناعة الأشخاص الذين يصلون بخشوع وإيمان تكون أقوى بعدة مرات من مناعة الأشخاص الآخرين.
كما أنهم يطورون مناعة نفسية بحيث إنهم لو تعرضوا أحياناً إلى الأذى من قبل الأشخاص الآخرين، فإنك تجدهم إما غير متأثرين، وفي هذه الحال يعود الفعل المسيء إلى صاحبه دون خرق الشخص المؤمن، ومن ناحية أخرى فإن الشخص الذي يصلي قد يحول وجهة الأذى إلى خلفية إيجابية حيث لا يضع الشخص المسيء من خلالها في مكان سلبي فيحرره من كل عدائية ورفض.

المصالحة والتسامح

على نحو آخر، نجد لدى الأشخاص الذين يصلون الكثير من الخصائص التي يحققها معظم الذين يخضعون إلى العلاجات النفسية، من ناحية المصالحة مع الذات والآخر. بالإضافة إلى توصل الأشخاص الذين يصلون إلى مرحلة القدرة الذاتية على المسامحة، وهي مرحلة تتطلب الكثير من العمل مع الأشخاص الذين يذهبون إلى العلاجات النفسية بالإضافة إلى الاستعدادات لذلك. فتصبح هذه الحالة تلقائية لدى الذين يصلون، وبالتالي يتوصلون إلى مرحلة الراحة النفسية بعيداً عن الملفات المفتوحة في عقلهم والتي من شأنها أن تجلب لهم الهموم والتعب النفسي. 

عندما يدخل المصلون في حالة من المصالحة مع الذات نجدهم قادرين على التحليل والتركيز والقابلية على اتخاذ قرارات أكثر صحية ومفيدة. وبحسب الدراسات فإن الأشخاص الذين يصلون يعيشون نمط حياة صحياً من حيث نوعية الأكل والسهر والحياة الاجتماعية والبيئية.