10 يناير 2021

قصة الباخرة "عبيد" التي دخلت موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية

محررة في مجلة كل الأسرة

قصة الباخرة

بعد عقود من الزمن وخبرة كبيرة في صناعة القوارب، تمكن ماجد عبيد الفلاسي، صاحب مؤسسة «ماجد عبيد ماجد الفلاسي وأولاده»، من صناعة باخرة حصلت على لقب أكبر باخرة خشبية تجارية، بدخولها موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، أطلق عليها اسم «عبيد»، تطلب العمل عليها 25 عاماً وثلاثة أعوام من العمل المستمر، بلغت 91.47 متر طولاً، و20.41 عرضاً، وبارتفاع يصل إلى 11 متراً، وبوزن بلغ 2500 طن، موزعة بين نحو 1700 طن من الخشب المستورد من إفريقيا، ونحو 800 طن من الحديد، قادرة على شحن حمولة تصل إلى 6000 طن، تمت صناعتها باستخدام مواد محلية ومستوردة.

قصة الباخرة

فكرة تحقيق الرقم القياسي 

يوضح الفلاسي، أتت من خلال فكرة تنفيذ الباخرة الكبرى للشحن تخليداً لإرث والدي ومسيرته في صناعة البواخر والقوارب، وللحفاظ على هذه الحرفة وأصالتها على مر العصور ونقلها للأجيال القادمة، لم يكن العمل في بداية الأمر مبنياً على رؤية هندسية واضحة أو مخططات مسبقة، إلا أن هذه الرؤية تطورت مع السنين، بعد مخاطبة جينيس؛ حيث أشاروا إلى وجود سفينة أكبر تستخدم كصالة أفراح وتنظيم الفعاليات، وبعد متابعة التواصل معهم تم الوصول إلى الأبعاد التي يمكن من خلالها تحقيق الرقم القياسي.

السفينة عبيد حطمت رقمًا قياسيًا و دخلت موسوعة
السفينة عبيد حطمت رقمًا قياسيًا و دخلت موسوعة "جينيس"

يشرح الفلاسي لم تكن فكرة تنفيذ وصنع أكبر سفينة وليدة اليوم، فقد امتلك والدي النوخذة ومطور صناعة السفن في منطقة الخليج والشرق الأوسط عبيد ماجد الفلاسي، رحمه الله، عام 1976 أكبر سفينة شحن خشبية في الإمارات فاجأ بها الجميع، أطلق عليها اسم «الفتح»، بلغ حجمها ما يزيد على 300 طن، بعد أن توجّه إلى باكستان، نظراً لعدم وجود المواد الأولية في الإمارات، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل في صناعة السفن الكبيرة؛ لينفذ بعدها باخرة بحجم 400 طن، واستمر بصناعة السفن التجارية والصيد والنزهة، كما طوّر من هذه الحرفة من حيث المتانة والأحجام والتصميم الداخلي والتنفيذ، ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن أي شخص في المنطقة من صناعة وتنفيذ سفن تضاهي السفن التي تم تصنيعها في «مؤسسة ماجد عبيد ماجد الفلاسي».

السفينة عبيد - كل الأسرة

الأهداف

كان الهدف الأول من صناعة السفينة «عبيد» تحقيق إضافة جديدة لإنجازات دولة الإمارات برقم قياسي، ودخول موسوعة «جينيس»، وتسجيل هذا الإنجاز باسم شركة «ماجد عبيد بن ماجد الفلاسي» وأولاده، بعد عقود من العمل في تجارة القوارب التجارية، وتثميناً لدور المعلمين والحرفيين الأوائل ممن عملوا في صناعة السفن والقوارب، فتأريخ الدول يحفظ بتسجيل إنجازاتها.

السفينة عبيد - كل الأسرة

موقع دولة الإمارات المطل على الخليج مهد لوجود صناعة السفن الخشبية التي توارثها الأبناء عن الأجداد، وحفظوا أسرارها وأبدعوا في صنعها منها المتوسطة الحجم التي تستعمل لصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ والسفن والقوارب الصغيرة مثل «الشاحوف واللنج».

ازدهرت هذه الصناعة التي يطلق عليها محلياً «القلافة»، وتعد من المهن الشاقة، يقوم عليها العديد من الحرفيين الذين يتولون عملية النجارة وصناعة أجزاء السفينة المختلفة التي يمتد العمل فيها من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس تحت أشعة الشمس، ولصناعة السفن في الإمارات تقاليد وآداب تناقلتها الأجيال، منها الدقة في العمل؛ لضمان حصول منتج بجودة عالية، والصدق الذي يحكم التعاملات بين التجار والقلاليف.

* تصوير: سيد رمضان