10 مارس 2021

الممثل طاهر رحيم: لم أصدق ما تعرض له سجين غوانتانامو من اضطهاد

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

الممثل طاهر رحيم: لم أصدق ما تعرض له سجين غوانتانامو من اضطهاد

طارق رحيم هو الممثل الجزائري الأصل الفرنسي الهوية الذي يدخل، عبر دوره في «الموريتاني»، موسم الجوائز الحالي ويشهد اهتماماً كبيراً من قبل النقاد والمتابعين والباحثين عن وجوه جديدة يغذون بها حاجة السينما لها.

في فيلم «الموريتاني» يؤدي دور الموريتاني محمد ولد صلاحي الذي أودع، بلا ذنب ارتكبه، في سجن غوانتانامو.

والفيلم يحاكي القصة واقعية ومعظم شخصياتها كذلك بما فيها، طبعاً، الشخصية التي تؤديها.

 طاهر رحيم في فيلم «الموريتاني»
طاهر رحيم في فيلم «الموريتاني»

كيف نظرت إلى هذا الفيلم من زاويتك كممثل؟

زاد اهتمامي به منذ أن أدركت أن هناك من يفكر بالاستعانة بي لهذا الدور. تابعت مع وكيل أعمالي الموضوع وتم إرسال السيناريو إلي. من الصفحات الأولى أدركت أنني أريد أن أكون جزءاً من هذا الفيلم لأسباب فنية ودرامية كما بسبب اهتمامي بترجمة الظلم الذي تعرضت له الشخصية التي أقوم بها.

الفيلم مأخوذ مباشرة من مذكرات صلاحي كتبها بعد الإفراج عنه. كان أمضى 14 سنة في المعتقل. هل قرأت مذكراته؟

نعم بالتأكيد. كان مهماً جداً قراءة مذكراته عن تلك الفترة التي قضاها، لكن ما هو أكثر من ذلك حقيقة أنني قابلته شخصياً وتباحثت معه في كافة التفاصيل التي من الممكن الاستفادة منها في عملية تمثيلي لهذا الدور. من دون هذا اللقاء وكما أعتقد، كان أدائي سيكون أكثر حرية في التصرف حسبما أرتئيه وليس بالضرورة حسب الواقع.

ما مر به محمد ولد صلاحي تجربة قاسية وظالمة

كيف وجدت محمد ولد صلاحي حين قابلته؟

لم أصدق بأن هذا الإنسان المرهف والحساس يمكن له أن يعايش ما تعرض له من اضطهاد وما مر به من تجربة قاسية. كان من الصعب التصديق بأن هذا الرجل الماثل أمامي بكل ما لديه من لطف وكياسة وشفافية يمكن له أن يتحمل تلك المشاق. تبادلنا النكات ووجدته دائم الهدوء والابتسام.

هل من مقارنة بين هذا الفيلم والفيلم الذي وضعك على طريق الشهرة «نبي»؟

بالنسبة إلي كلاهما ينتمي إلى رغبتي الحثيثة، الاضطلاع بالأدوار التي تعني لي شيئاً مهماً. أعتقد أن كلا الفيلمين له رسالة تم توفيرها للمشاهدين تشهد بما قد يؤول إليه حال شاب ظلمته الأوضاع المستجدة حوله. هذا لجانب أن كلا الدورين جعلني أبحث في قرارة نفسي عن نقاط اللقاء. أنا جزائري مسلم في صناعة غربية فرنسية وأميركية ولابد لي أن أختار جيداً وبمنأى عن اختيار معظم من سبقوني من العرب والمسلمين إذا أمكن. 

الممثل طاهر رحيم: لم أصدق ما تعرض له سجين غوانتانامو من اضطهاد

مع «الموريتاني» يبلغ عدد الأفلام التي ظهرت بها 22 فيلماً. ما هي أقرب 5 أفلام إليك؟

بطبيعة الحال ذكرنا اثنين منهما وهما «الموريتاني» و«النبي». أحب كذلك دوري في «البرج الطاغي» و«القطع» الذي صورته في ألمانيا و«المخبر» و«ثمن النجاح». هذه كلها في الفترة الأخيرة باستثناء «النبي» طبعاً. وكما تقول ذلك الفيلم وضعني قبل 11 سنة على الطريق الصحيح.