18 يوليو 2021

حكم الأضحية وأجرها وثوابها والمواصفات الشرعية لها

محرر متعاون

حكم الأضحية وأجرها وثوابها والمواصفات الشرعية لها

هذه الأيام المباركة نلتمس فيها فرحة عيد الأضحى مع الأهل والأقارب، ونلتمس فيها «جبر الخواطر».. ورغم أن جائحة «كورونا» قد حرمت الكثيرين منا من اصطحاب أسرهم وأطفالهم إلى الساحات والمساجد كما كان يحدث في الأعوام السابقة إلا أن الوباء لن يحرمنا من بهجة العيد في ظل الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ذلك أن حفظ النفس في نظر الإسلام أهم وأسمى من أية مظاهر احتفالية هنا أو هناك.

وعيد الأضحى المبارك - كما يؤكد العلماء - كله نفحات روحية وعطاءات إنسانية واجتماعية واضحة، حيث يعيش المسلم وجدانياً مع رحلة الحج، التي حرمت «كورونا» معظم المسلمين منها هذا العام، وندعو الله أن يخلص البشرية كلها من الوباء وأن يعود ملايين المسلمين إلى بيت الله الحرام وإلى الأراضي المقدسة لأداء شعائر الحج في الأعوام القادمة لينعموا ببركات هذه الرحلة الروحية الطيبة، وليكون من هؤلاء الذين وعدهم رسول الله بغسل ذنوبهم والتخلص من آثامهم، فهو صلى الله عليه وسلم القائل: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».

حكم الأضحية وأجرها وثوابها والمواصفات الشرعية لها

من أبرز أهداف الأضحية التوسعة على الفقراء والمحتاجين، وعندما يبخل الإنسان الذي يضحي على هؤلاء لا تكون هناك أضحية ويضيع المسلم على نفسه الأجر والثواب

وجبر الخواطر ثاني شعائر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بعد صلاة العيد (ذبح الأضحية)، وعن حكم الأضحية وأجرها وثوابها، والمواصفات الشرعية لها، والوقت المحدد لذبحها، وكيفية توزيعها، وموقف الشرع من الذين حولوها من عبادة لها أهداف دينية واجتماعية وإنسانية إلى مجرد عادة لا تحقق أي هدف في حياة المسلم، يحدثنا العالم الأزهري الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول «الأضحية من أفضل القربات إلى الله عز وجل في هذه الأيام المباركة، وهى مطلوبة من المسلمين القادرين لينهلوا من فضل الله عز وجل.. والقادر على الأضحية هو الذي يمتلك ثمنها فوق حاجاته الضرورية، فكل من يمتلك ثمن الأضحية فوق حاجاته الضرورية عليه أن يضحي اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم».

ويضيف «مقاصد الأضحية وأهدافها الدينية والاجتماعية والإنسانية واضحة لكل مسلم حيث شرعت في السنة الثانية من الهجرة لتكون شكراً لله تعالى على نعمه، ومن أجل التوسعة على الفقراء والمحتاجين، وهي تمثل أحد صور جبر الخواطر في هذه الأيام المباركة حيث توزع معظم لحومها على الفقراء والأهل والأقارب، وفي ذلك جبر لخواطر كل من يقدم له لحومها، فنصيب الفقراء منها يمثل أفضل عطاء إنساني لهم في هذه الأيام. كما أن ما يقدم من لحومها للأقارب والأصدقاء يجسد روابط المحبة، فلحوم الأضحية أفضل هدية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تهادوا تحابوا».

ووقت ذبح الأضحية عقب صلاة العيد لقول الله تعالى: «فصل لربك وانحر».. ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا ـ أي في يوم عيد الأضحى ـ نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله»، وهذا يعني أن الأضحية لا تذبح إلا بعد طلوع شمس يوم العيد بقدر ما يسع الصلاة».

وينصح د. شومان الأسر التي تذبح وتحتفظ لنفسها بلحم الأضحية وتضن على الفقراء بنصيبهم، قائلاً «لا تحرموا أنفسكم من أجر الأضحية وثوابها، فالذبح في هذه الأيام المباركة ليس هدفاً في حد ذاته، ومن أبرز أهداف الأضحية التوسعة على الفقراء والمحتاجين، وعندما يبخل الإنسان الذي يضحي على هؤلاء لا تكون هناك أضحية ويضيع المسلم على نفسه الأجر والثواب».

حكم الأضحية وأجرها وثوابها والمواصفات الشرعية لها

المسلم مطالب شرعاً بالتعامل برفق ورحمة مع الحيوان عند ذبحه، فالتعامل مع الحيوان بقسوة أمر ترفضه شريعة الإسلام

سألنا العالم الأزهري د. نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي مصر الأسبق، عن موقف الشرع من احتجاج بعض جمعيات الرفق بالحيوان على ما يذبح في بلاد المسلمين من أضاحي في عيد الأضحى المبارك، فأوضح «أولاً، لا احتجاج على مجرد الذبح في بلاد المسلمين، لأن ما يذبح في البلاد التي تصدر منها الاحتجاجات أضعاف ما يذبح في البلاد الإسلامية، إنما الاحتجاج على إساءة التعامل مع الحيوان أثناء الذبح وهذا أمر أدانته الشريعة الإسلامية وحذرت منه قبل أن تحذر من جمعيات الرفق بالحيوان، فالمسلم مطالب شرعاً بالتعامل برفق ورحمة مع الحيوان عند ذبحه، فالتعامل مع الحيوان بقسوة أمر ترفضه شريعة الإسلام وتدين سلوك كل إنسان يفعل ذلك.

ولذلك جاءت توجيهات الفقهاء بضرورة توافر شروط معينة عند الذبح، فلابد أن يكون الذبح بآلة حادة حتى لا يتألم الحيوان، وأن يسرع الذابح عند الذبح، وأن يحد شفرة الذبح بعيداً عن الحيوان، حيث يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلاً أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أتريد أن تميتها موتتان؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تذبحها؟».

ومن مظاهر الرفق بالذبيحة قبل ذبحها ما أورده الفقهاء في كتب الفقه من ضرورة سوق الذبيحة إلى مكان الذبح برفق، وعرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها، وعدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع، أو يفصل رأس الذبيحة حال ذبحها، وكذلك بعد الذبح، وقبل أن تبرد، وكذلك سلخها قبل أن تبرد، لما في ذلك من إيلام لا حاجة إليه».

اقرأ أيضًا: علماء الأزهر: نشر صور الطعام على مواقع "السوشيال ميديا" مرفوض شرعًا