15 أغسطس 2021

أسماء الشامسي: الكتابة للطفل تحتاج إلى خبرة ومهارات إبداعية

محررة في مجلة كل الأسرة

أسماء الشامسي: الكتابة للطفل تحتاج إلى خبرة ومهارات إبداعية
تصوير: السيد رمضان

كان لشغفها بالقراءة وما حملته ذكريات الطفولة من أحداث مرتبطة بالكتب والاطلاع، الدور الأكبر في التعلق بالكتابة للصغار وضرورة استخدام وسائل مساعدة لأدب الطفل مثل فن تحريك الدمى أو ما يطلق عليه مسرح الدمى والعرائس، كونه واحداً من الخيارات المفضلة والمقنعة لتقديم جرعة ثقافية ممتعة وعميقة للصغار، فبحكم تجربتها في مجال تحريك الدمى تصفه بأنه المفتاح السحري، الذي يوفر رصيداً من الشخصيات المبدعة التي تجود بها خيالات الطفولة، إذا ما تم تضمينه في كافة مدارس رياض الأطفال والمراحل الابتدائية..

هي الكاتبة الإماراتية أسماء سالم الشامسي، التقيناها لنتعرف إليها عن قرب، وكان الحوار التالي:

أسماء الشامسي: الكتابة للطفل تحتاج إلى خبرة ومهارات إبداعية
تصوير: السيد رمضان

تحرصين دائماً على المناداة بأهمية وجود وسائل مساعدة لأدب الطفل وأن ما يقدم يفتقر لعناصر الجذب، فهل ترين أنها أقصر الطرق للوصول إلى مخيلته وعقله؟

هناك ضرورة ملحة لاستخدام وسائل مساعدة لأدب الطفل، بل هي المفتاح السحري للوصول إلى مخيلته وشد انتباهه للقراءة، وتسخير الواقع الافتراضي لهذا الهدف، فاستخدام وسائل مثل الرسوم المتحركة، والقصص المصورة، والمسموعة، بات من أساسيات الكتابة للطفل، كما أن فن تحريك الدمى أو ما يطلق عليه مسرح الدمى والعرائس، يعد واحداً من الخيارات المفضلة والمقنعة لتقديم جرعة ثقافية ممتعة وعميقة للصغار، خاصة وأن أغلب الأطفال يحبون الدمى وينجذبون إليها، فالاهتمام بمسرح الدمى واستثمار نتائج عمل الأطفال في الورش المختلفة، يوفر رصيداً من الشخصيات المبدعة التي تجود بها خيالات الطفولة، وهو ما يمكن استثماره في مخرجات أي عمل إبداعي للطفل، وقد يكون هناك في المستقبل مهرجان خاص بتحريك الدمى، أو مسابقات لقياس مهارة الطفل، واليافعين، والشباب في تحريك الدمى.

ما أهم الأدوات التي من المفترض أن يمتلكها من يكتب في أدب الطفل؟

الكتابة للطفل تحتاج إلى خبرة واطلاع، ومهارات إبداعية استثنائية عند الكاتب، وقدرة على المناورة في عالم الأحلام والميل إلى الشغف والخيال الواسع، وكذلك لديه ذوق في فن استخدام الرسومات، فكلما كانت الصور جذابة وذات رسم عالي الجودة كلما ساعد ذلك الكاتب لأن يجذب الطفل نحو ما يقدمه من مضمون.

النسخ الورقية لم تعد كافية لجذب بعض الأطفال لقراءتها، وهو ما يستلزم أن نصل لتلك الفئة بالطريقة المناسبة لها وليس بما هو مفروض

من خلال رصدك للواقع، هل ترين تحسناً فيما يتم تقديمه من كتب للأطفال؟

خلال السنوات العشر الماضية لاحظت أن هناك تطوراً في كتب الطفل، من حيث العناوين، والإخراج الفني للكتاب والغلاف والرسومات الخاصة به، ولكن أنصح بأن يكون هناك استغلال أكبر لاستخدام الصورة وأن تروي بعض ما في القصة، والأهم من ذلك هو اختيار الوسائل التي من خلالها تصل الكتب للأطفال، فالنسخ الورقية لم تعد كافية لجذب بعض الأطفال لقراءتها، وهو ما يستلزم أن نصل لتلك الفئة بالطريقة المناسبة لها وليس بما هو مفروض، وبما أن الأجهزة الذكية هي أكثر الأشياء التي يحب أن يستخدمها الطفل للحصول على متعته من اللعب والاستمتاع، فمن المفترض أن تتوافر نسخ إلكترونية للكتب تسهم في نشر ثقافة القراءة ولكن بطرق غير تقليدية، كما يجب أن يتم تخصيص نسخ لأصحاب الهمم كل على حسب حالته، فهذه الفئة لابد أن نراعيها ونكتب لها كونها كيان لا يتجزأ من نسيج المجتمع.

من إصدارات أسماء الشامسي
من إصدارات أسماء الشامسي

لماذا اخترت الكتابة في عالم القصص القصيرة، وما أهم إسهاماتك فيه؟

ما يعجبني في القصص القصيرة أنه يمكن من خلالها تقديم مجموعة متنوعة من الروايات ذات البدايات والنهايات المختلفة، إذ زاد تعلقي بها منذ الطفولة وقت كانت والدتي تروي لي قصة قبل النوم، فكم كانت تلك هي أسعد لحظات حياتي وأنا أستمع لحديثها وهي تروي لي الحكايات الشعبية، ولذلك تخصصت في الكتابة لهذا النوع من الفن الجذاب، أما عن كتاباتي فلدي بعض منها أهمها إصداران، الأول يحمل اسم «رسائل لطيف أخي» وتم إصداره من خلال دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والثاني اسمه «علبة الماكنتوش» وتم إصداره من دار مداد، وأعكف حالياً على كتابة شيء جديد سيرى النور في المستقبل.

هل هناك شيء معين يلهمك للكتابة ويحثك على الإبداع؟

للطبيعة دور كبير في إلهامي، كما أن تجارب الناس تعد موسوعة للكاتب يستقي منها ما يشاء بشرط أن يضيف من مخيلته ويبدع فيما يقدمه وبما يضمن له الانفراد والتميز.

سلطان بن أحمد يكرم أسماء الشامسي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي
سلطان بن أحمد يكرم أسماء الشامسي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

من خلال ملاحظاتك للكتابات الموجهة للصغار، هل هناك حلقة مفقودة تجعلها لا تؤدي دورها بشكل فعال؟

ألاحظ في الإصدارات الموجهة للطفل افتقارها للخيال، وهو ما يشير إلى أن من يحسبون على ثقافة الطفل ليسوا على اطلاع بهذا المجال الواسع، فكاتب الطفل يجب أولاً أن يكون متواضعاً ويحسن فن الإصغاء لمن سبقه من الكتاب المبدعين، وأن يميل إلى مشورة غيره ممن مارسوا بنجاح فن الكتابة للطفل، فالمسؤولية التي تقع على الكاتب كبيرة وتحتاج إلى حنكة وقراءات معمقة في عوالم الرواية والقصة العالمية.

المدرسة هي المربي الأول ومكتشفة المواهب

للمدرسة دور كبير في اكتشاف مواهب الطفل، فهل استشعرت ذلك من واقع تجربتك الشخصية؟

بدايتي كانت في المرحلة الإعدادية، عندما كتبت في أحد الأيام أثناء حصة اللغة العربية موضوع تعبير وقرأته المعلمة وأثنت على مستوى الكتابة أمام زميلاتي في الصف، ولم تكتف بذلك بل قامت بنشر ما كتبته في صحيفة المدرسة وهمست في أذني بأهمية السعي وراء حلمي الذي أسررت لها به في أن أصبح كاتبة، ولم يتوقف دورها على ذلك بل أرادت أن تترك بداخلي أثراً لا يمحوه الدهر، إذ وجدتها تتواصل مع أسرتي لحثها على الاهتمام بي وتشجيعي على الكتابة، حتى أصبح الحلم حقيقة من خلال ما قدمته من إصدارات، ولا يمكن أن أغفل دور الإذاعة المدرسية، والتي أعطتني فرصة للتدريب على الإلقاء وتحسين مستوى الأداء، فحقاً المدرسة هي المربي الأول الذي يكتشف المواهب ويسلط الضوء عليها.

هل هناك من كان يدعمك في العائلة ويحفزك على الكتابة؟

لوالدتي ووالدي دور كبير في دعم موهبتي وتشجيعي على مواصلة الكتابة، وأتذكر منذ الصغر كيف عزز والدي شغفي بالقراءة، فدائماً ما كنت أراه يقرأ الكتب وفي مجالات شتى وكان يحرص على اصطحابي وإخوتي إلى معرض الشارقة للكتاب سنوياً، ولا أنسى أختي نورة والتي كانت تحرص على اختيار الكتب التي تناسب سني وتشتريها لي، ولا أنسى فضل باقي أشقائي فهم من يقرأون لي المسودات التي أضعها قبل الشروع في الكتابة، ويبادلونني الآراء والمقترحات التي تصقل من خبراتي وتساعدني على أن أصل إلى المستوى الذي أنشده في الكتابة.