22 أغسطس 2021

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

إلى جانب تفوق دولة الإمارات في صيد وتجارة الأسماك، ها هي اليوم تتفوق في إنتاج أفضل أنواع المحار المستزرع في ظل سعيها لتحقيق الأمن الغذائي بمشروع يجمع الخبرة الأوروبية مع مقومات الطبيعة الإماراتية التي كفلت نجاحه.

في المنطقة الواقعة على الساحل الشرقي لدولة الإمارات وعلى مقربة من شواطئ منطقة دبا الفجيرة تقع «دبا باي»، أول مزرعة عائمة لتربية المحار في الشرق الأوسط، نافست كبرى مزارع المحار في العالم، وتفوقت في إنتاجها عليها مستغلة دفء مياه خليج عُمان ووفرة العناصر الغذائية فيه لتنتج ما يقارب 200 ألف محارة شهرياً وهو عدد قابل للزيادة بنسبة أكبر في الأعوام القليلة المقبلة.

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

عن فكرة تأسيس المزرعة، يقول رايمي موراي، المدير التنفيذي للمشروع، «فيما عرفت اسكتلندا بزراعة السلمون، اشتهرت الإمارات ومنذ القدم بصيد الأسماك التي لطالما شغلتني مراقبة تربية الأحياء المائية فيها وفكرة عدم استغلال ساحل الفجيرة بالرغم من نقاوة مياهه وغناها بالعناصر الغذائية».

بدأت الشركة، التي تأسست عام 2016، باستزراع الكركند ثم تغير اتجاهها لزراعة المحار «شهرة الإمارات تاريخياً باستخراج اللؤلؤ شجعنا على دراسة فكرة زراعة المحار الذي نجحنا في إنتاج أفضل أنواعه بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ألف محارة شهرياً مع توقع أن يصل نمو الإنتاج إلى 600 ألف محارة يتم حصادها على مدار العام حيث يتم تسويقها للأسواق المحلية والعالمية».

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

تتميز مياه الساحل الشرقي لدولة الإمارات بنقائها وغناها بالعوالق النباتية التي يتغذى عليها المحار

وعن سبب اختيار مياه دبا الفجيرة مكاناً لإقامة المزرعة، يشير «تتميز مياه الساحل الشرقي لدولة الإمارات بنقائها وغناها بالعوالق النباتية التي يتغذى عليها المحار وتكيفها مع الظروف الأخرى، حيث تكون المياه أكثر برودة وأقل ملوحة وغنية بالمواد الغذائية التي تصلها من المحيط الهندي مما يتيح المجال لنمو المحار في هذه المياه طوال العام وبشكل مستمر، حيث تحتل المزرعة مساحة 18 هكتاراً من مياه دبا الفجيرة إضافة إلى تخصيص أقسام خاصة على اليابسة للفرز والتنظيف والتعبئة».

هذا النوع من الأعمال يحتاج إلى خبرة كبيرة لم يكن موراي يمتلك أدنى مستوى منها «اكتشفت شيئاً حرصت على العمل عليه دون أدنى مستوى من الخبرة في تربية الأحياء المائية بدعم من حكومة الفجيرة التي ذللت أمامي الكثير من العقبات».

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

محار «دبا باي» الذي ينمو في مياه منطقة دبا الفجيرة هو محار المحيط الهادئ والمعروف بـ«الكابيد» وهو نوع معروف في جميع أنحاء العالم بغناه باللحم الذي يشكل نسبة عالية منه تصل إلى ما بين 20-30% من متوسط حجم المحارة بفضل الكثافة الغذائية الغنية لمياه المنطقة، كما يحتوي على مستويات مرتفعة من الكالسيت يمكن أن تكشف عنها قشرته البيضاء اللامعة.

يشير موراي إلى مواسم وطريقة الزراعة «تتم زراعة المحار، الذي يتم حصاده مرتين في الأسبوع الواحد، على مدار العام حيث درجات الحارة المثالية ووفرة الطعام، بينما يحتاج المحار الذي يتم حصاده في مناطق أخرى من العالم إلى وقت أطول خلال فصلي الخريف والشتاء، يغطي محار «دبا باي» حاجة السوق المحلية ويصدر إلى دول أخرى مثل روسيا وهونج كونج، كما نسعى إلى دخول أسواق جديدة في آسيا وأمريكا الشمالية».

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

تبدأ عملية استزراع صغار المحار المعروفة باسم «اليرقات» في الحضانة البرية وبعد وصولها إلى حجم معين يتم وضعها في فوانيس، يتغذى على مدار 8 إلى 9 أشهر بشكل طبيعي من بيئته الطبيعية الغنية بالعوالق النباتية ليصل إلى الحجم المطلوب وهي فترة قصيرة مقارنة مع ما يستزرع في بلدان أخرى والتي تستغرق وصوله لنفس الحجم المطلوب من سنتين إلى ثلاث سنوات على الأقل.

استزراع المحار عملية تمر بمراحل كثيرة لا تتوقف عند وضع الأقفاص في المياه، يوضح موراي «يتم تقليب المحار كل شهر بغية تشكيل شكل الكوب العميق الذي يستلزم الوصول إليه، تتم عملية غسله وتنظيفه بالقرب من الشاطئ حيث تحتاج المحارة الواحدة إلى ما يقرب من 170 لتراً من الماء خلال 24 ساعة يستغرق فيها عدة أيام ليتمكن من تنظيف نفسه لذلك يتم وضعها في خزانات تنقية مملوءة بمياه البحر يتم تعقيمها بواسطة مصابيح للأشعة فوق البنفسجية لتصبح بعد ذلك جاهزة للاستهلاك».

«دبا باي».. أول مزرعة لتربية المحار في الشرق الأوسط

تعد تربية الأحياء المائية إحدى أهم المجالات الزراعية في دولتنا، وسيساعد إنتاج المحار في دبا باي على تلبية الطلب على ثمار البحر

وفي تعقيب عن أهمية ونجاح استزراع المحار في «دبا باي» علقت مريم المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، «تعد تربية الأحياء المائية إحدى أهم المجالات الزراعية في دولتنا، وسيساعد إنتاج المحار في دبا باي على تلبية الطلب على ثمار البحر، وتوليد الإيرادات بفضل تصديره إلى الأسواق الخارجية، ما سيعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي في الفجيرة بشكل خاصّ، وبالتالي على الاقتصاد الوطني بشكل عامّ، حيث يشكل التوسع في الأسواق الخارجية علامة بارزة لأي شركة محلية تعمل في مجال إنتاج الأغذية. لذلك، ستعزز الزيادة في القدرة الإنتاجية لدبا باي الجهود التي يتم بذلها في سبيل تحقيق أهداف الأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة. أهنّئ دبا باي في نجاحها بتوسيع عمليات الزراعة المائية».

اقرأ أيضًا: قصة الباخرة "عبيد" التي دخلت موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية

 

مقالات ذات صلة