كونتين جيروم تارنتينو، مخرج وكاتب سيناريو ومنتج وممثل أفلام أمريكي، بدأ سيرته المهنية في أواخر الثمانينات، وحققت جميع أفلامه نجاحا كبيراً على الصعيدين النقدي والتجاري، فحاز عنها عشرات الجوائز، منها جائزتي أوسكار وجائزتي غولدن غلوب وجائزتي بافتا وجائزة السعفة الذهبية.
هل صحيح أنك ستترك الإخراج بعد فيلمك المقبل؟
هذا ما أعلنته بالفعل، وستسألني لماذا وسأقول إن وراء قراري أكثر من سبب. لن أذكرها كلها فبعضها خاص. لكن ما أستطيع الكشف عنه هو أني أميل حالياً إلى كتابة السيناريوهات أكثر من التفكير في إخراجها.
لكن ما فيلمك المقبل؟
لا أدري بعد. لم يستقر رأيي على فيلم مُعين.
قرأت من بين مشاريعك بأن هناك جزءاً ثالثاً من Kill Bill وفيلم وسترن تجمع فيه بين زورو ودجنغو. هل هذا صحيح؟
صحيح لكن هذا في عداد السنوات اللاحقة. ربما أكتب «كيل بل» في العام المقبل، ليجري تصويره في العام الذي يليه، وأصارحك، أحب هذه السلسلة وإذا رجعت عن قراري سأفكر في أن يكون الجزء الثالث من إخراجي.
صورة من فيلم Kill Bill
أفلامك ترتدي ثياب الماضي من «بالب فيكشن» إلى «ذات مرّة في لوس أنجيليس»، لماذا؟
هي الفترة التي نشأت عليها. كنت ما زلت صبياً في الثامنة أو العاشرة من عمري عندما بدأت أتابع البرامج التلفزيونية وكان الكثير منها بالأبيض والأسود. وعندما كبرت مثلت الستينات عندي الأرض التي مشيت عليها بعد ذلك. هي دائماً في بالي آخذ منها فني. آخذ منها حبي لما كانت تزخر به من مسلسلات وأفلام وموسيقى. كلها في تراثي وتأثيري.
كذلك يلاحظ من يتابع أفلامك أنك متأثر بالسينما الجماهيرية وليس بالأفلام الفنية.
مثلاً لست متأثراً بجون فورد أو سام بكنباه في أفلام الغرب الأمريكي، بل بأفلام الوسترن سباغتي... لماذا؟
هذا صحيح والذي حدث لي منذ أن كنت شاباً هو أنني أحببت الأفلام التي تصفها بالجماهيرية. وهو وصف صحيح لا أناقضه. أحببت التلقائية في تلك الأفلام. لم أنظر إليها نظرتي إلى الأعمال الفنية، وأنا أعلم أن كثيرين كانوا يودون مني لو أني تأثرت بأسماء فنية مشهورة مثل بونييل وجون فورد وفيسكونتي مثلاً...لكن هذه الأفلام الفنية يشاهدها المرء للثقافة، لكنه يشاهد الأفلام التجارية المحضة للترفيه، للمتعة.
كل فيلم من أفلامي هو مرآة للذات
على الرغم من ذلك «ذات مرّة في هوليوود» يختلف من حيث إنه عن السينما، والأفلام الأخرى عن حكايات سينمائية.
هذا وصف دقيق بالفعل. مشروع «ذات مرّة في هوليوود» قديم وليس جديداً، فيلمي الأخير هذا نتج عما أثارته جريمة قتل الممثلة شارون تايت، وشعوري بالخسارة الكبيرة لممثلة كانت تشق طريقها بنجاح قبل أن تُذبح بتلك الطريقة البشعة.
الإعلان التشويقي لفيلم «ذات مرّة في هوليوود»
لماذا لم تكتف بتناول سيرتها بعيداً عن حكاية ليوناردو ديكابريو وبراد بت؟
لم أرد تحقيق فيلم سيرة (بيوغرافي)، بل أعتقد أن أفضل ما قمت به هو تقديم حكاية بثلاثة ممثلين كل منها تلتقي بالأخرى.
صحيح أن شخصية ديكابريو وشخصية براد بت لا تتصل عضوياً بحكاية شارون تايت إلا في الفصل الأخير، لكن أعتقد أن التوليفة كانت ناجحة. دور الممثلة مارغوت روبي في دور شارون تايت قصير نوعاً ما لكنه يترك في المشاهد اهتماماً كبيراً. هذا من الأسباب التي دفعتني لكي أطلب مارغوت لهذا الدور. كنت أعرف أنها ستمنح شخصية شارون تايت وجوداً حيوياً في وقت قصير من ظهورها.
مارغوت روبي في دور شارون تايت - فيلم Once Upon A Time...In Hollywood
أنت صاحب أسلوب مميّز يجعل كل واحد منّا، كمشاهدين، يعرف من هو مخرج هذا الفيلم إذا لم يقرأ اسمه قبل المشاهدة.
لست أنا وحدي الذي يمتلك أسلوباً خاصاً به. هناك الكثير غيري. في الحقيقة لا أدعي أني أقصد تمييز أسلوبي مطلقاً. هذا سيكون سخفاً مني أن أقوم به. لكن نعم. أعتقد إن كل فيلم من أفلامي هو مرآة للذات، ولا أقصد أن أقول أفلامي فقط.
الأفلام بشكل عام هي مرايا للذات تعكس ما في داخل المخرج في الوقت الراهن حتى عندما يريد أن يتحدث عن موضوع تقع أحداثه في فترات ماضية. هي بالفعل مرايا نفسية وزمنية.
via GIPHY
هل اختيار الممثلين يعد أمراً صعباً بالنسبة إليك أم إنك تمتلك طاقماً معيّناً في البال تختار منه دائماً؟
اختيار الممثلين هو أصعب مرحلة في عملي، لكني في العموم أختار الممثل بحسب تصوّري لقدرته على تشخيص المطلوب منه. هو نقطة اللقاء بيني وبين الشخصية المكتوبة. أحب الشخصيات المختلفة عما نشاهده في الأفلام عادة. هي على شيء من النتوء والاختلاف عن السائد. وأفكر في الممثل الذي سأقوم باختياره، وإذا ما كان مناسباً. أيضاً وبصفة رئيسية على الممثل أن يعرف الإلقاء. الكثير من الممثلين يمثلون من دون القدرة على تطويع موهبتهم في الأداء لتواكب قدرتهم على النطق. أقصد على تمثيل الحوار. هناك تمثيل الحركة وتمثيل الحوار وعليهما أن يتوازنا جيداً.