10 أكتوبر 2021

د. حسن مدن يكتب: ملابس ميركل في دائرة الضوء

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، "يوميات التلصص".

د. حسن مدن يكتب: ملابس ميركل في دائرة الضوء

كانت الملابس التي ترتديها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ستغادر موقعها قريباً جداً، محطّ أنظار المهتمين بالأزياء، وشأنها شأن كل المشاهير كانت المستشارة في دائرة الضوء، لا لجهة دورها السياسي وحده، وإنما في تفاصيل حياتها الشخصية، بما في ذلك هندامها، الذي يوصف بأنه بسيط قائم على سترات ملوّنة وسراويل.

الملفت أن دور الموضة والمصممين اختلفوا في الرأي حول ملابس ميركل بين من يراها أنيقة ومن يرى العكس، فالمصمم الراحل كارل لاغرفيلد، مثلاً، وجه انتقادات ساخرة لميركل حول هندامها.

ليست ملابسها فقط ما كانت موضع انتقاد أو سخرية، بل انتقدت أيضاً تسريحة شعرها، إلى أن تسلّم مصفف الأزياء الألماني العالمي، فرانكفورتر ألجماين، هذه المهمة، حيث كانت تنتقد الصحف تسريحة شعر ميركل لأنها تتركه يجف لوحده، لكن فرانكفورتر أكدّ بعد ذلك للصحف، أن ميركل لم تعد تترك شعرها يجف لوحده.

بالمقابل هناك مصممو أزياء أبدوا إعجابهم بما ترتديه ميركل من ملابس، وطبيعي أن يكون في مقدّمة هؤلاء من يصممون لها هذه الملابس، فرغم ظهورها دائماً بنفس تفصيلة السترة، يرى مصمم الأزياء الألماني الشهير فولفغانغ يوب أن ملابس ميركل تناسب سياستها بامتياز، «فمثلما تبدو السيدة ميركل دائماً بنفس تفصيلة السترة، يبدو أيضاً أسلوبها الرزين في السياسة».

هناك من رأى أنها إذا اختارت زياً آخر غريباً عما اعتادت عليه، سينصرف الاهتمام عن كل ما تريد تحقيقه، أما رئيسة مجلة الأزياء العالمية، فوج، آنا وينتور، فقالت «أحبّ أزياء أنجيلا ميركل، فقد استطاعت أن تخلق لنفسها أسلوباً مميزاً، فهي تعرف من هي، ولا تحاول إخفاء شخصيتها».

مصممة الأزياء بيتينا شوينباخ تحتفظ بأسرار خزانة عميلتها المميزة ميركل، منذ أن عملت معها بعد فوزها في الانتخابات في عام 2005، واستطاعت أن تؤمن لها الملابس التي تعتبر حلماً لجميع السيدات العاملات، فهي ملابس أنيقة، وفي نفس الوقت استطاعت ميركل أن ترتديها كل يوم خلال عملها في بضع دقائق لسهولة ارتدائها وتميّزها بالعملية الشديدة.

الزي الرسمي لميركل، كما أطلقت عليه الصحافة، عبارة عن جاكيت، وسروال واسع ذي لون داكن، مع قلادة بنفس اللون وحذاء أسود مسطح، وفي خزانة ملابسها مئات السترات التي استطاعت جمعها على مرّ السنوات، ومعظمها من القماش الإيطالي، وقد ارتدت خلال فترة وجودها بالحكومة جميع ألوان قوس قزح، بداية من الباستيل الناعم مروراً بالبنفسجي، البرتقالي والأحمر.

أما ميركل نفسها فقد قالت: «سر أناقتي يعود لنصائح والدتي»، وفي مناسبة أخرى قالت: «ثيابي كما يقول الناس متواضعة».

 

مقالات ذات صلة