حوار مع مديرة الاستراتيجية الإبداعية لعام الخمسين شيخة الكتبي
دأبت لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة على مواكبة الاحتفال باليوم الوطني الخمسين ببرنامج حافل يحاكي وهج تلك السنوات ويستعيد رمزية هذا التاريخ الغامر بالإنجازات والتحديات والمواجهات الإيجابية للوصول إلى العام الخمسين الذي احتفل به على مدار خمسين يوماً قبل الاحتفال الرسمي، ويقام لأول مرة في حتا بدبي، الموقع الاستراتيجي الذي يزاوج بين التاريخ يعود إلى أكثر من 3000 عام ومعالم جمالية تستوحي من الطبيعة والآثار عذوبة العزف على سيمفونية فرح وطن بأكمله.
في هذه المناسبة، التقت «كل الأسرة» شيخة الكتبي، مدير الاستراتيجية الإبداعية لعام الخمسين:
تستضيف حتا الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد الخمسين
ماذا يعني لك أن تكوني مدير الاستراتيجية الإبداعية لعام الخمسين وإلى أي مدى يلقي على كاهلك مسؤوليات جمة؟
أعتقد أن ما يميز الاستراتيجية الإبداعية في أي مشروع وخاصة مشروع حافل كعام الخمسين هو أنك تعمل مع فريق عمل مميز ومخلص يجعل من الصفة الإبداعية ميزة كل خطوة في المشروع. وأنا جزء من فريق متكامل من المبدعين، والمفكرين، والاستراتيجيين الذين يساهمون في نجاح هذا العام كل يوم بإخلاصهم وتفانيهم، وقدرتهم على إتقان أدق التفاصيل.
تسلط مبادرة «الحالمون الأوائل» الضوء على إنجازات شعب الإمارات من مواطنين ومقيمين في الخمسين عاماً التي مضت،
ما أبرز الفعاليات التي تحاكي هذه المناسبة الخاصة وتخرج بها في أبهى صورة؟
هذا العام، وكل عام، نكرم إنجازات الوطن على مدار الخمسين عاماً الماضية، ونعمل كذلك على إعداد شعبنا - وخاصة شبابنا منهم - لما ينتظرنا مستقبلاً. وهنا أطلقنا مبادرات من شأنها الاحتفاء بجميع من يعتبر الإمارات وطناً له، ومنها مبادرة «الحالمون الأوائل» التي سلطت الضوء على إنجازات شعب الإمارات من مواطنين ومقيمين في الخمسين عاماً التي مضت، و«رسائل إلى المستقبل» والتي أعطت أطفالنا وشبابنا المنبر لتخيل مستقبلهم في إماراتنا. ونعمل مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة لضمان تحقيق رؤيتنا على أرض الواقع.
حتا... الجغرافيا والتاريخ ما يميز الاحتفالية هو شموليتها سواء لجغرافيا الدولة أو لكافة الشرائح والجنسيات التي تعيش على أرض الدولة.
ما المعايير التي انطلقتم منها في إعداد محطات الاحتفالية ومواكبتها لكافة مكونات الدولة؟
جميع احتفالات عام الخمسين تلتزم بفكرة الإمارات العربية المتحدة وتمثل جميع الإمارات السبع، وجميع من يعتبر الإمارات وطناً له. كما أنها تعتمد بالأساس وكما لاحظتم من خلال المبادرات على السرد القصصي المؤثر، والذي من شأنه إلهامنا جميعاً وتحريك مخيلتنا وآمالنا. ومن أهم المعايير أيضاً أننا ومن خلال مبادراتنا نرسم ملامح المستقبل، ونبرز أهمية إشراك الجميع هنا من خلال إعداد الأفراد للقيام بدورهم في بناء مستقبل الإمارات.
احتفالية حتا تزاوج بين التاريخ والجغرافيا والطبيعة الآسرة
تستضيف حتا الاحتفال الرسمي باليوم الوطني الخمسين. إلى أي مدى يجسد هذا اليوم وفي هذه البقعة الجغرافية الرابط بين الماضي والحاضر؟
تتميز مدينة حتا بموقعها التاريخي الرائع والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام. هي مركز استراتيجي، كان في الماضي طريقاً تجارياً ومعبراً للقوافل والمسافرين يربط بين الناس من كل مكان. وما يميز حتا أيضاً أنها تبعد بمسافة مماثلة من جميع الإمارات السبعة. وبالطبع، هي جزء لا يتجزأ من التاريخ الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة وقصة شعبها، مما يجعلها الموقع المثالي لاحتفالات اليوم الوطني الخمسين، في جنبات طبيعتها الآسرة. يستمر الاحتفال حتى 12 ديسمبر ويتخلله الكثير من العروض وبينها عرض يسلط الضوء على الروابط بين الناس و الطبيعة والتكنولوجيا.
ماذا تحدثوننا عن محتوى هذه العروض وكواليسها؟
كل ما أستطيع تأكيده اليوم، أن العرض هو نتاج عمل مشترك وإبداع جمع بين الكثير من شباب الوطن والخبراء المبدعين، والذين استطاعوا، ومن خلال تجربة مسرحية عائمة، من رسم رحلة عبر تاريخ الأرض من الفترة التي سبقت الاتحاد إلى الخمسين عاماً التي تلتها. نتطلع لهذا العرض الذي نعتبره عملاً فنياً فريداً من نوعه لشعب الإمارات، ونفخر بأننا سنسلط إنجازات الحاضر ونقدم لمحة فريدة عن المستقبل الواعد الذي ينتظر كل من يعتبر الإمارات وطناً له.
ما الإنجازات التي لامست طموحك كامرأة إماراتية؟
هذا العام، ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي، نشهد أيضاً نقطة انطلاق احتفاء الوطن بأكمله بإنجازاتنا التي مضت، والتزام منا بتحقيق المزيد. واليوم أنا أكمل وأواصل إرث نجاح وإنجازات أجيال من النساء الإماراتيات اللاتي رسمن لنا طريقنا اليوم، وهن أثبتن وجودهن في كل المجالات والميادين. الاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية جزء لا يتجزأ من الاحتفاء بإنجازات الدولة التي تعتبر المرأة ركيزة أساسية في مسيرة النجاح والازدهار.
جميع إنجازات شعب الإمارات على تنوع نسيجه الاجتماعي، ملهمة، وتؤكد أن الإمارات العربية المتحدة هي حقاً موطن الحلم والإنجاز
تدعون 200 جنسية إلى الاحتفال باعتبارهم شركاء في محطات الفرح هذه. ما أجمل الصور لمشاركات وصلتكم من وافدين وماذا عن «تكريم الحالمين الأوائل في عائلاتهم»؟
هنالك الكثير والكثير من القصص الجميلة التي شاركنا بها «الحالمون الأوائل» من شتى الجنسيات. وهنالك الكثير من الأمثلة والقصص حيث ندعو جميع قراء «كل الأسرة» إلى تصفحها في موقع عام الخمسين. جميع إنجازات شعب الإمارات على تنوع نسيجه الاجتماعي، ملهمة، وتؤكد أن الإمارات العربية المتحدة هي حقاً موطن الحلم والإنجاز. من ضمن الفعاليات،هناك «كتابة رسائل إلى المستقبل» وترصد التقدم الذي يرغبون في رؤيته في الخمسين عاماً القادمة.
هل وصلتكم أي رسائل وما هي بعض مضامينها؟
بالتأكيد، وصلتنا العشرات من الرسائل على موقعنا من طلاب المدارس والأطفال والشباب في جميع الإمارات. وما ميز هذه الرسائل حقاً هو أن الجيل الجديد في إماراتنا واعٍ ومحب لوطنه وللبيئة، وأدهشتنا الرسائل الكثيرة التي حلمت بمستقبل مستدام وباختراعات تحمي البيئة، ما يؤكد أن رؤية الإمارات للاستدامة قد أثرت في جميع أفراد المجتمع، ونحن اليوم مطمئنون أن مستقبلنا، بوجود هذا الجيل الجديد الطيب، بخير. أدعو الجميع إلى تصفح الرسائل في موقعنا الإلكتروني وكتابة رسالة لهم للمستقبل.
على صعيدك الشخصي، ما الذي تعنيه لك احتفالية الخمسين وكيف تصفين لنا مشاعرك بهذا العام الاستثنائي؟
شخصياً، أنا ممتنة أنني أشهد هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الإمارات، والتي لن تأتي إلا مرة واحدة في العمر. وأن تقع على عاتقنا مسؤولية هو ما جعل هذه المناسبة خاصة ومهمة وفريدة من نوعها لكل من يعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة وطنًا له.