لين غرة على غلاف مجلة كل الأسرة
خاضت لين غرة غمار التمثيل منذ العام 2016، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً سريعاً ولافتاً في الدراما العربية..
حاورتها هناء توبي للتعرف إلى جديدها وتفاصيل عن حياتها الفنية والشخصية:
تعيش لين غرة حالة من النشاط الفني وهي منشغلة هذه الفترة بقراءة أعمال جديدة ، تقول "انتهيت مؤخراً من تصوير «شتي يا بيروت» ، كواليس التصوير كانت رائعة، تمت في مناطق جبل لبنان، وقد أحببت العمل كثيراً لأنه دراما اجتماعية عربية من عروض «شاهد» الأولى، من تأليف وسيناريو وحوار بلال شحادات، وإخراج ايلي السمعان، ومشاركة مجموعة من نجوم الوطن العربي، ويرصد عالم الثأر والانتقام ويعرج على قضايا وجدانية عن الحب والعلاقات بين البشر وفيه رسالة مهمة للناس".
وتضيف " من الممتع أن «شاهد» باشرت عرضه إثر الانتهاء من تصويره مباشرة، حيث بدأ الجمهور بمشاهدته، وبدأت بتلقي ردود أفعال إيجابية على أدائي، صحيح أن دوري قاس وشرير لكنه جديد، فلأول مرة ألعب شخصية تستفز الناس وتجعلهم يكرهونني، وهذا دليل على تأديتي للدور بشكل صحيح".
وتؤكد " أحببت كل فريق العمل، وكان شرفاً لي أن أقف قبالة الممثل عابد فهد، فأنا أتابعه منذ صغري وأحب أعماله، وعملي معه الآن خطوة كبيرة جداً بالنسبة لي وتعني لي الكثير، كذلك أسعدني الوقوف للمرة الثانية أمام عدسة المخرج ايلي السمعان، فهو إيجابي في تعامله مع الآخرين، ويتقبل اقتراحات الممثلين كما أنه يدرك تفاصيل الخطوط الخاصة بكل شخصية ويعرف كيف يصوبها، وتجربتي مع شركائي إيهاب شعبان وهو صديقي منذ أيام الدراسة في المعهد المسرحي، ورامز الأسود، وكل الممثلين كانت رائعة".
أحب الأدوار التي تستدعي التمثيل الحقيقي، وأرفض الأدوار التي أكرر نفسي فيها، وبيني وبين نفسي أنا راضية عن كل ما قدمته
تحدت نفسها، لتلعب دورًا بعيدًا تمامًا عن شخصيتها الحقيقية، توضح " الشخصية التي ألعبها بعيدة عني تماماً وفرضت عليّ تحدياً نفسياً، وقد جاءت في وقتها الملائم فقد أردت أن أطل بوجه لا أعرفه لأختبر قدراتي، ثم جذبتني الشخصية وتعاطفت معها في دفاعها عن العائلة، فهي من وجهة نظر البعض شريرة، ولكن من وجهة نظري هي امرأة تسعى لحماية عائلتها حتى عندما قدمت شكوى ضد شقيقتها فقد كان دافعها إرجاعها إلى حضن الأمان".
وتكمل " أحب الأدوار التي تستدعي التمثيل الحقيقي، وأرفض الأدوار التي أكرر نفسي فيها، وبيني وبين نفسي أنا راضية عن كل ما قدمته، لكن إذا طلبت مني المفاضلة بينها والتفكير بصوت عال فإنني أحب مشاركتي في «المنصة» و«شتي يا بيروت» و«مسافة أمان» و«صالون زهرا»، وأول عمل قدمته إثر تخرجي الجامعي وهو «المهلب» الذي تبقى له نكهة خاصة، أما «أحمر» ، وقد شاركت به خلال الدراسة ، فقد كان له سحره الخاص لأنه كان أول علاقة لي مع الكاميرا".
بدأت مشوارها من معهد الفنون المسرحية في سوريا لتنطلق إلى الدراما التلفزيونية وتشارك في سلسلة أعمال سورية، لبنانية، خليجية، ومشتركة، أولها مسلسل «أحمر» وكانت لا تزال طالبة جامعية، ثم «وحدن» و«المهلب» و«مسافة أمان» الذي جسدت فيه دور ابنة الفنانة كاريس بشار وأجادته لدرجة اعتقد معها الجمهور أنها ابنتها في الحقيقة، تحكي " لا شك أن دراستي الأكاديمية للفنون والمسرح اختصرت المسافات بالنسبة لي لأكون محترفة وأدرك الأساسيات وأقدم نفسي بشكل صحيح وأتعامل مع النص والكاميرا وفق ما يجب، مضافاً إليها أنني محظوظة بتعاملي مع شركاء محترفين من مخرجين كفوئين وكتاب مخضرمين وممثلين وممثلات نجوم منهم عابد فهد ومكسيم خليل وكاريس بشار وغيرهم كثر ممن أعتز بعملي وإياهم".
وتردف " الجمهور والصحافة فوجئوا من اختياري بديلة لسلافة معمار لبطولة «المنصة» وأنا بنفسي فوجئت بالنظر إلى فارق العمر والخبرة بيننا، ولكنني كنت متحمسة جداً، واتصلت بها واستشرتها حول الدور وقلت في نفسي ربما رأت شيئاً لم أره في الدور، وسرعان ما سافرت إلى أبوظبي حيث التصوير وتحملت مسؤولية الدور وحاولت قدر المستطاع أن أكون عند حسن ظن صناع العمل بي".
رغم عشقها للتمثيل لكنها تراها مهنة صعبة ومرهقة، تشرح السبب " مهنة التمثيل من أصعب المهن لأنها تستنزف الممثل، تأخذ وقته بالكامل، وأوقات التصوير تمتد من الصباح الباكر حتى المساء، وفيها تعب على المستويين الجسدي والنفسي لأننا نستخدم مشاعرنا ، نبكي ونضحك ونبدل أصواتنا ونتقولب في شخصيات لا تشبهنا ومع ذلك فيها متعة لا أتخيل أن أتلمسها في مهنة أخرى ، لذا لا أرى نفسي إلا ممثلة".
من تطلعاتها المشاركة في عمل مصري، " أحب الدراما المصرية كثيراً، ولست متحيزة لأداء اللهجة السورية وقد صورت في الأردن مسلسل «عبور» وأديت لهجة سورية لكنها درعاوية أي ليست لهجتي وأتقنتها، وقريباً سأطل بلهجة عربية وليست لهجتي، المهم أن أتقنها جيداً".
وعن رأيها في الشراكة بين الأعمال السورية اللبنانية، أخبرتنا " لا شك أن الدراما السورية اللبنانية احتلت مكانة مرموقة.. ربما في بدايتها واجهت بعض الانتقادات لكنها اليوم أصبحت أكثر نضوجاً والجمهور اعتاد عليها، وحجزت لنفسها مكاناً لا يمكن إغفال أهميته، هناك محاولات ناجحة وأعمال تصيب، وقد شاهدنا خلال رمضان الفائت «على صفيح ساخن» و«مسافة أمان» و«غدا نلتقي» وغيرها من أعمال لرامي حنا وسدير مسعود وكانت كلها ناجحة وحظيت بجماهيرية واسعة".
وعن جديدها، قالت " هناك عمل يتم التحضير له، ربما يخصص لرمضان وربما لا, كما صورت العام الفائت فيلماً طويلاً اسمه «الظهر إلى الجدار» مع المخرج قوس محمد والممثلين أحمد الأحمد وعبد المنعم عمايري ولم يعرض بعد، أتمنى أن يعرض قريباً".
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد1471 ) بتاريخ 21 ديسمبر 2021