تصوير: السيد رمضان
تتوّج مسيرتها الإعلامية والتطوعية بكونها أول شخصية إماراتية وخليجية تنتخب لتولي منصب السفيرة الدولية لمؤسسة «فريد هولوز» التي تعنى بمكافحة العمى وضعف البصر، وهي قضية عاشتها وعايشتها مع والديها اللذين عانيا ضعف البصر.
ترشحت لانتخابات المجلس الوطني، ومن ضمن بنود برنامجها كان واجب مساندة النساء الإماراتيات اللواتي يستحققن أن يكنّ في مواقع قيادية، مؤكدة الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة من قيادتنا الرشيدة.
في الحوار معها، عوالم مختلفة من الإعلام وبصماتها في هذا المجال، إلى المجال التطوعي والتزامها اليوم بمكافحة العمى والعمل على عالم يخلو من فاقدي البصر.
تصوير: السيد رمضان
كنتِ من أوائل المذيعات الإماراتيات اللواتي قدمن النشرات الاقتصادية، ما الذي تستعيدينه من تلك المرحلة؟
بدأت مشواري الإعلامي في مؤسسة دبي للإعلام عام 2007 كاتبة ومراسلة للأخبار المحلية، لأنتقل بعدها بنحو عام للعمل مذيعة للأخبار الاقتصادية في نشرة «تداول» الاقتصادية عام 2008 مع فريق عمل كان كله من الرجال. كانت فرصة كبيرة أن أعمل في مجال متميز ولقيت وقتها كل الدعم والتشجيع والثناء، وكنت أمازح فريق العمل في بعض الأحيان بقولي إن مجال الاقتصاد ليس حكراً على الرجال.
تواكبين مسيرتكِ بكونك إعلامية في أبوظبي للإعلام، كيف ترصدين مسيرتك عبر شاشة التلفاز، وإلى أي مدى تغيرت الأدوات الإعلامية في إيصال الرسالة؟
بدأت مذيعة أخبار رئيسية ومراسلة تلفزيونية في مركز أخبار قنوات أبوظبي عام 2015، وقدمت نشرات الأخبار المتنوعة سواء الأخبار العالمية والمحلية والاقتصادية، إضافة إلى تغطية الأحداث المحلية والبرامج الإخبارية المختلفة داخل الدولة وخارجها، لأنتقل عام 2021 إلى قسم الديجيتال (قسم الصحافة الرقمية) في صحيفة الاتحاد في أبوظبي للإعلام، ولا أخفي عليك أن مجال الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تندرج ضمن هذا السياق هو مستقبل الإعلام القادم بلا منازع، ونحن في أتّم الاستعداد لمواكبة تطورات هذا المجال بالأدوات الحديثة للإعلام الجديد لإيصال الرسالة الإعلامية بسرعة ولشريحة أكبر من الجمهور المتلقي، لكون التغيير الإعلامي الحاصل حالياً كبيراً ومتسارع الوتيرة للغاية.
حازت فكرة إشراك أطفال إماراتيين في نشرة علوم الدار إعجاب الكثيرين وحصدنا خلالها جائزة «أم الإمارات» للأمومة والطفولة.
طبقت أول فكرة على مستوى الدولة من خلال إشراك أطفال إماراتيين في نشرة علوم الدار، بمَ تحدثيننا عن تلك الفكرة وما هي الثمار التي حصدتها؟
تطبيق هذه الفكرة جاء من خلال مشاركة في عمل جماعي لمركز أخبار قنوات أبوظبي، وكانت ضمن الأهداف التطويرية التي تمّ العمل عليها وتنفيذها مع فريق عمل بنسبة مئة في المئة لإحداث تطور وتميز في المكان، وكان النجاح والتميز حليفنا. والفكرة عبارة عن إشراك أطفال إماراتيين في نشرة علوم الدار الرئيسية لمركز الأخبار في يوم الطفل الإماراتي عام 2018، وبالتزامن مع تقديمي للنشرة، وذلك لأول مرة في تاريخ النشرة. وحازت الفكرة إعجاب الكثيرين وحصدنا خلالها جائزة «أم الإمارات» للأمومة والطفولة.
إثر فوزها بجائزة «ياس للتميز» عن فئة «المذيع المتميز»
ترشحتِ لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي وكان تمكين المرأة قيادياً ضمن أهداف برنامجك الانتخابي، فهل ستعيدين خوض غمار الانتخابات مجدداً؟
ترشيحي لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي عام 2019 عن إمارة أبوظبي، جاء مع دعم قيادتنا الرشيدة لدور المرأة وتمكينها سياسياً، ومن ضمن هذا الدعم رفع نسبة تمثيل المرأة في قبة البرلمان إلى النصف، أسوة مع الرجل، ما شجعني على خوض هذه التجربة الغنية. وكانت أجندة برنامجي الانتخابي التي وضعتها تدعو إلى توفير فرص التوظيف والتوطين، وتحقيق التوازن بين عمل المرأة والأسرة وتنمية دورها القيادي، ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وفي الحقيقة، هناك دعم كبير تحظى به المرأة الإماراتية لتصل إلى أعلى المناصب القيادية في الدولة، ومن النساء البارزات في مجال الدبلوماسية البرلمانية الدكتورة أمل عبدالله القبيسي التي تعد أول رئيسة برلمان في العالم العربي.
مع معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة
اللافت هو نيلك لماجستير في «إكسبو» قبل انطلاق الحدث في الدولة بـ8 سنوات، ما الذي دفعك إلى هذه الدراسة؟
حقيقة أن فكرة دراسة أول ماجستير عن «إكسبو 2020 دبي» تولدت عام 2013 يوم فوز الإمارات باستضافتها لإكسبو دبي، وكنت وقتها مبتعثة للدراسة في الخارج، من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك (وزارة التربية والتعليم حالياً) للدراسة في بريطانيا بجامعة برونيل لندن، وفكرت وقتها في ما يعنيه إكسبو لدولة الإمارات، وبعد البحث والمتابعة، تيقنت من أهمية هذا الحدث للإمارات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن دولة الإمارات ستكون باستضافتها لهذا الحدث على أبواب احتفالها بيوبيلها الذهبي الخمسين، وبالتالي مرحلة جديدة وفاصلة للدولة. وقتها، قررت القيام بدراسة تتعلق بهذا المعرض التاريخي المهم، وربطه بدور الإعلام، لتكون الدراسة تحت عنوان «دور الإعلام الإماراتي في تشكيل صورة دبي في معرض إكسبو الدولي 2020»، وفعلاً أنجزت الدراسة في 2014 وأسعد بأن أكون أول باحثة في موضوع «إكسبو 2020 دبي».
والهدف الرئيسي من هذه الدراسة كان فهم الرسالة السامية والدور الإيجابي لوسائل الإعلام الإماراتية في تغطية هذا المعرض الكبير أمام جميع دول العالم المشاركة، وتسليط الضوء على أهمية هذا الحدث الاستثنائي لدولة الإمارات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتالي، فإن الثقافة العربية تبرز للمرة الأولى في تاريخ معارض إكسبو الدولية.
تصوير: السيد رمضان
عيّنتِ مؤخراً سفيرة من قبل مؤسسة «فريد هولوز» لنشر التوعية بقضية العمى. ما الذي يعنيه لك هذا المنصب الفخري وبالأخص أنك أول شخصية خليجية تشغل هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة؟
هذا المنصب الفخري يعني لي الكثير. فقد أسعدني الإعلان عن انضمامي سفيرة لمؤسسة «فريد هولوز»، وشرفني أن أكون أول إماراتية وخليجية يتم اختيارها لهذا المنصب التنموي الرفيع. فنعمة استعادة البصر هي نعمة لا تقدر بثمن، لهذا السبب أفخر بانضمامي للمؤسسة من أجل دعم جهودها الحثيثة في استعادة البصر لملايين الناس حول العالم، وأن أحمل هذه الرسالة الإنسانية من خلالهم. ومؤسسة «فريد هولوز» هي مؤسسة تنموية دولية تُعنى بمكافحة العمى وضعف البصر، في أكثر من 25 دولة حول العالم. وأسهمت جهودها في استعادة نعمة البصر لأكثر من مليونين ونصف المليون كفيف منذ تأسيسها عام 1992. وحالياً هناك أكثر من 43 مليون كفيف، وأكثر من مليار شخص مصابين بضعف البصر حول العالم، و55% هم من فئة النساء. وعلى الرغم من شعوري بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي، فإنني قررت التعاون مع المؤسسة في سبيل تحقيق عالم لا وجود فيه لإنسان كفيف أو يعاني ضعف بصره لأسباب يمكن علاجها.
على صعيد دورك كسفيرة، كيف تبلورين لنا هذا الدور وبالأخص أنك على تماس مع المشكلة في ظل معاناة والدك للمشكلة؟
قضية العمى وضعف البصر قضية لها مكانة كبيرة في قلبي، حيث إن والدي رحمه الله ووالدتي عانيا ضعف البصر، وأجريا عمليات في ذلك، وأصيبت والدتي بمرض الساد (المياه البيضاء) في إحدى عينيها. وكان والدي رحمه الله يعاني عدم الرؤية بشكل واضح، وأجرى كذلك، عملية في إحدى عينيه.
سيكون تواصلكِ مع أفراد فقدوا أو عانوا ضعف البصر، كيف ستعبرين عن التزامك تجاه قضية جوهرية تحمل الكثير من الأبعاد الإنسانية؟
سأسعى جاهدة إلى تعريف الجميع بالمؤسسة والتوعية بمشاكل أمراض العيون والعمى الممكن علاجها، والمشاركة في الفعاليات التي تنظمها المؤسسة في عدد من دول العالم. وسأسعى للتثقيف بأهمية هذه القضية العالمية، وبالتحديد فقدان البصر، وسأضع كل درايتي بالقضية وما أعرفه من خلال تجربتي الشخصية مع مرض والدي، وتجربتي المهنية في إطار تغطيتي الإعلامية المكثفة لمشاريع صحة العين في شمال إفريقيا على مدار عامي 2018 و2019. لذلك، فإني ملتزمة كل الالتزام برسالة مؤسسة «فريد هولوز»، وأفخر جداً بأنني أدافع عن هذه القضية. كما آمل أن يسهم دوري سفيرة في توعية الجمهور محلياً وإقليمياً ودولياً.
مجال التطوع نمّى داخلي الالتزام بالمسؤولية المجتمعية والمساهمة مع الغير في نشر معانٍ إنسانية
هذا المنصب فخري وتطوعي، ما أبرز المحطات التطوعية التي ترصدها فاطمة الورد في مسيرتها؟
مجال التطوع نمّى داخلي الالتزام بالمسؤولية المجتمعية، والمساهمة في رقي المجتمع وخدمته، والمساهمة مع الغير في نشر معانٍ إنسانية مهمة كالمحبة والتعاون. وكانت لي تجارب تطوعية سابقة، منها التطوع الإنساني مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدد من الأنشطة داخل وخارج الدولة، والتطوع الاجتماعي ضمن برنامج «تكاتف» التابع لمؤسسة الإمارات في عدد من الفعاليات، منها متطوعة في جناح دولة الإمارات في معرض إكسبو 2015 ميلانو في إيطاليا.