فيلم «الدائرة»
«الدائرة» كان الفيلم الروائي الطويل الأول لموهبة شابّة جديدة استقبلت حين تم عرض الفيلم في إحدى دورات مهرجان «دبي» في العقد الأول من هذا القرن بإعجاب وحفاوة.
في عمله البكر هذا، قدّم المخرج نواف الجناحي عملاً جيداً حافظ فيه على نسق سينمائي يشي بوجود مخيّلة واعية وحرفية جادّة، ولو متواضعة، في صناعة الصورة المتحرّكة، حرفة قابلة لتطوير نفسها كونها تكشف عن ذلك الاستعداد الضروري للمخرج الواقف وراءها.
المخرج نواف الجناحي
استفاد الجناحي من عمله المميّز، بين أترابه الإماراتيين، على أفلامه القصيرة («على الطريق» و«أرواح» و«مرايا الصمت»)، لكنه، سلك، بمناسبة فيلمه الطويل الأول، درباً مغايراً في إنجاز «الدائرة» إذ رسم ملامح إنسانية مفتّتة ومرتبكة وشخصيات متباينة بعضها يعيش في البؤس والانكسار والخيبة، وبعضها الآخر منشغلٌ بوهم الحياة والحبّ.
جعل الجناحي الصورة انعكاساً للنزاع النفسي، ومنح العلاقات القائمة بين أصناف متناقضة من الناس تشكيلاً نوعياً للتفاصيل المتشابكة ما بين أشكال العاطفة المتباينة ما بين شخصية وأخرى.