غلاف مجلة كل الأسرة في وداع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
أوجز المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المنهج الذي اختارته الدولة منذ بداية التأسيس وحتى مرحلة التمكين ليكون شاهداً على ميلاد دولة فتية شابة في إنجازها رشيدة خيرة في أقوالها وأفعالها.
على خطى الوالد المؤسس تسلم المغفور له الشيخ خليفة الراية في 4 نوفمبر 2004 وسار على النهج حتى يوم وفاته، رحمه الله، لتنتقل الإمارات بما أنجزته في نحو 35 عاماً هي مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين.
«عندما يفاخر الناس بإنجازات.. نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير.. وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا».
الإمارات في الصدارة في مؤشرات التنافسية
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
في هذه الفترة القصيرة.. تبوأت الإمارات مراكز الصدارة في مؤشرات التنافسية المقياس المعياري لتقدم الأمم. وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية وتحقق ذلك الإنجاز الضخم رغم صغر مساحتها وعدد سكانها. وخطت الإمارات بسجلها المشرف إلى مناطق أخرى يصعب اللحاق بها فأصبحت أول دولة عربية وإسلامية تصل إلى المريخ وواحدة من دول قليلة لها السبق في عالم الفضاء.
لقد انعكس ما حققته الإمارات في مرحلة التمكين التي تعد امتداداً لمرحلة التأسيس.. على حياة الناس وعلى قطاع الأعمال لتصبح الإمارات حلم كل من يبحث عن النجاح والاستقرار والعيش الرغد.
إنجازات الشيخ خليفة بن راشد في القطاع الصحي
بعد توليه الحكم أطلق المغفور له الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وكان على رأس أولويات القيادة الرشيدة القطاع الصحي الذي أولته اهتماماً خاصاً وأغدقت عليه حجم إنفاق كبيراً وصل أحياناً إلى 7 في المئة من حجم الميزانية الاتحادية، وقد أسفر الإنفاق طويل المدى في القطاع الصحي عن جاهزية القطاع ومواكبته لأي تحديات وأظهر نجاعة عالية في التعامل بشكل احترافي مع وباء كورونا الأكثر خطورة في تاريخ البشرية.
دعم وتطوير التعليم و التشجيع على الابتكار
كما أكدت استراتيجية التعليم في الدولة بناء نظام تعليمي قائم على استيعاب مهارات القرن الـ 21 وتوفير نظام تعليم جامعي نوعي ينافس أرقى الجامعات العالمية واستشراف المستقبل وتشجيع الابتكار. وبالنظر إلى الفترة من عام 1973 إلى الوقت الراهن نستشعر حجم الجهد والإنجاز المتحقق على الأرض.. ففي عام 1973 كانت الدولة تدير 110 مدارس تضم 40 ألف تلميذ أما في عام 2007 فقد وصلت نسبة أعداد المتعلمين إلى 88.7 في المئة. وتؤكد رؤية الإمارات 2021 ضرورة الوصول بالتعليم في الدولة إلى أعلى المستويات في العالم واتباع نظام ذكي كهدف أساسي. وبالتوازي مع تلك الاستراتيجية فإن استراتيجية التعليم العالي 2030 تؤكد كذلك تعزيز مهارات الطالب الفنية والعلمية دعماً لنمو القطاع الاقتصادي القائم على المعرفة.
مشاريع البناء والإسكان في الإمارات
أما مشاريع البناء ومبادرات التنمية في جميع مناطق الدولة فهي كثيرة ولا يتسع المجال لحصرها وغطت مختلف المجالات ووفق أحدث المواصفات، لاسيما مشاريع الإسكان التي جسدت عمق اهتمام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالمواطن الذي يمثل الثروة الحقيقية لدولة الإمارات من خلال توفير مقومات الحياة الكريمة له وإسعاده.
الإنجازات الإنسانية والخيرية للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
منذ انتخابه رئيسًا لدولة الإمارات عام 2004، أطلق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - العديد من المبادرات الإنسانية السامية والمشاريع الخيرية الكريمة التي ساهمت في تتويج الإمارات راعيةً للعمل الإنساني محليًا وعالميًا.
1- تأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار
بعد توليه منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني في 23 ديسمبر 1973 تولّى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله ـ مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فكان راعيًا لبرامج التنمية الشاملة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك بناء المساكن للمواطنين وتفعيل شبكة المياه و رصف الطرق ، وساهم في الإشراف على تطوير البنية التحتية لمدينة أبوظبي، كما كان هو من أمر بتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار(أكبر الصناديق السيادية عربيًا و أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم حاليًا) بهدف إدارة الاستثمارات المالية في أبوظبي، وتوفير مصدر دخل دائم للإماراتيين، يشعرهم بالأمان في خضم المخاطر المفاجئة.
2- تأسيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية
وبعد وفاة الوالد القائد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر عام 2004 ، تسلم الشيخ خليفة بن زايد راية العمل الإنساني وتعهد بإكمال مسيرة الخير.
وفي عام 2007، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، رحمه الله، قانون رقم 20 بتأسيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي قدمت مبادرات رائدة في خدمة الإنسانية وصلت مساعداتها لأكثر من 87 دولة حول العالم منذ نشأتها حتى الآن.
أبرز هذه المبادرات الإنسانية:
- تلبية الاحتياجات الصحية الخاصة بسوء التغذية وتوفير المياه الآمنة عالمياً.
- بناء مجموعة كبيرة من المستشفيات وعلى رأسها مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عدد كبير من الدول العربية و مستشفى الإمارات في دولة باكستان.
- تقديم إغاثة عاجلة لـ 75 ألفاً من متضرري فيضانات باكستان
- تنفيذ 3 سدود في قرية كونتاور بجمهورية غامبيا بعدما تضررت من الفيضانات التي ضربت البلاد
- تقديم مساعدات لصربيا مصر وغينيا والعراق ولبنان وفلسطين والسودان واليمن
- إطلاق مبادرة الأسر المواطنة بهدف مساعدة الأسر الإماراتية المنتجة وتسليط الضوء على أهم الحرف والصناعات التقليدية
- تنفيذ مشروع فحص مرضى ضعف السمع وتركيب سماعات طبية للاجئين المتضررين من التفجيرات والقذائف الناتجة عن الأزمة السورية
- تقديم الإغاثة العاجلة لمتضرري زلزال نيبال
- تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الصومالي لتوفير إحتياجاته الأساسية والتخفيف عنه من عبء الجفاف والأزمات التي يتعرض لها الشعب الصومالي
3- تدشين صندوق خليفة لتطوير المشاريع عام 2007
بهدف دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءة وقدرات رواد الأعمال الإماراتيين، تأسس صندوق خليفة لتطوير المشاريع عام 2007 كهيئة غير ربحية تتبع حكومة أبوظبي، وفي عام 2011 وسّع الصندوق أنشطته وافتتح فروعاً في عجمان ورأس الخيمة والفجيرة. ويتيح الصندوق للإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و60 عاماً تقديم طلباتهم للاستفادة من خيارات التمويل الموجهة لدعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة.
أهم إنجازات صندوق خليفة لتطوير المشاريع محليًا ودوليًا:
- تدشين أكثر من 900 ورشة عمل لتحفيز ريادة الأعمال في الجامعات والمدارس في الإمارات
- توفير 15 ألف فرصة عمل في القطاع الخاص، منذ تأسيسه وحتى 2020
- بلغ إجمالي القروض والمنح الدولية التي يديرها منذ بدء برنامج الشؤون الدولية، ما يصل إلى 3.4 مليارات درهم، عبر 400 ألف مشروع أسهمت في توفير أكثر من 680 ألف فرصة عمل في البلدان المشمولة
- تأجيل القروض المحلية في الفترات الأكثر تحدياً خلال جائحة «كوفيد-19»
- تقديم برامج اجتماعية موجهة لفئات محددة من المجتمع الإماراتي. وتشمل ( برنامج الردة - برنامج إشراق- برنامج صوغة - برنامج أمل )
- تطوير وتأهيل مطار سقطرى لتعزيز دوره في خدمة مسار التنمية في الأرخبيل
بناء الإنسان هو الهدف الأسمى الذي نبذل كل جهد من أجل تحقيقه
4- دعم مشروعات تنموية وتقديم المساعدات الخارجية من خلال صندوق أبوظبي للتنمية
شغل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد حتى عام 2006 منصب رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية واستطاع من خلال توجيهاته تعزيز قواعد الاقتصاد الوطني، خلال الأزمات الاقتصادية التي مرت بها الدول العربية خلال وبعد حرب أكتوبر عام 1973، فكان لصندوق أبوظبي للتنمية دورًا تاريخيًا لا ينسى من خلال تقديمه تمويلات بلغت 222 مليون درهم لدعم 10 مشروعات تنموية في عام 1974 في مصر وتونس والأردن والبحرين وسوريا واليمن.
5- إنشاء صندوق الديون المتعثرة أبوظبي
في الثاني من ديسمبر عام 2011، وخلال احتفالات اليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات، أمر الشيخ خليفة بن زايد -رحمه الله ـ بإنشاء صندوق معالجة الديون المتعثرة برأس مال أولي قيمته 10 مليار درهم لمساعدة وإعادة تقييم الوضع المالي للمواطنين المتعثرين في دفع قروضهم، وقد بلغ عدد المستفيدين من إعفاء البنوك و صندوق الديون 3482 مواطناً.
6- مبادرة إحلال المساكن القديمة
بتوجيهات من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، تم تزويد المواطنين في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة بمنح هدم مساكنهم القديمة الهالكة التي بُنيت قبل عام 1990 وإعادة تأهيلها لضمان حصول المواطنين على مساكن جديدة، وقد بلغ عدد الوحدات السكنية التي تم حصرها 12,500 مسكن، بتكلفة تقدر بـ10 مليارات درهم.