02 يونيو 2022

إنعام كجه جي تكتب: قضية البوركيني تحتل مرة أخرى عناوين صحف فرنسا

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

إنعام كجه جي تكتب: قضية البوركيني تحتل مرة أخرى عناوين صحف فرنسا

مرة أخرى عادت قضية البوركيني لتحتل عناوين الصحف في فرنسا. إنه ثوب السباحة الذي يغطي الصدر والذراعين والساقين وتفضّل فئة من النساء ارتداءه.

ومع حلول الصيف فإن للبحر غواياته. لكن تعليمات ارتياد المسابح البلدية، أي التي تديرها الدولة، تمنع النزول بهذا الرداء إلى أحواض السباحة بحجة أنه لا يتطابق وشروط النظافة.

اقتحمت مفردة بوركيني اللغة الفرنسية منذ خمس سنوات. وهي تعبير منحوت من الجمع بين كلمتي «برقع» و«بكيني». والمقصود بها لباس نسائي محتشم للبحر ظهر على شواطئ تركيا والمغرب ولبنان ودول أخرى. وسرعان ما تلقفته الشركات التجارية وراحت تنتجه بأشكال متعددة وتروج له في أسواق أوروبا.

في مدينة جرينوبل الفرنسية، تشتعل «حرب البوركيني» منذ أيام. والسبب أن عدداً من الفتيات قصدن المسبح البلدي ونزلن إلى بركة الماء بهذا الرداء الذي تفضله، في العادة، النساء المسلمات. وتضامنت مع المستحمات جمعيات نسائية وجهات تحارب العنصرية والتفرقة. وكانت ذروة الحرب أن عمدة المدينة التي يقيم فيها مئات الآلاف من المهاجرين المغاربة والأفارقة، قرر عدم الالتزام بتعليمات البلدية وطرح موضوع البوركيني لتصويت أهالي المدينة.

العمدة، واسمه إريك بيول، لا يدافع في الحقيقة عن النساء المسلمات بل عن المساواة.

إنها العمود الفقري للجمهورية الفرنسية، مع الحرية والأخوة. إنه يرى أن من حق الجميع الانتفاع بمرافق الترفيه العائدة للدولة، شرط ضمان الأمن وشروط الصحة. وبهذا فإنه يريد أن يسمح، أيضاً، لمن تريد السباحة بصدر مكشوف. ولكم أن تتخيلوا المنظر: لحم مغطى بالكامل يعوم بجوار لحم مكشوف!

في مقابلة تلفزيونية معه، قال العمدة إن من حق المرأة أن ترتدي ما تشاء. أما غواية الجسد الأنثوي واحتمالات التحرش فإنها قضية لن تحل في الشوارع والشواطئ والنوادي بل في المدارس. لابد أن يتعلم التلميذ منذ الطفولة احترام الجسد البشري، سواء أكان لرجل أو امرأة.

الكلام سهل وجميل. ولكن هل جسمها مساو لجسمه؟ ولا أدري كم من الوقت يلزم البشرية للوصول إلى ما يحلم به مسيو العمدة. هل نحتاج لقرن من الزمن أو لقرنين لكي يتوقف اشتهاء الرجال للنساء، أو العكس؟ وكيف ستكون الحياة بدون ذلك التجاذب الذي هو أساس دوام الجنس البشري؟