عرس تراثي يتجدد كل عام، يحتفي فيه الزوار بأمجاد الآباء والأجداد، فعلى مدار 7 أيام شهدت العاصمة أبوظبي فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية، أبوظبي 2022، والذي يعد الحدث الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ومنصة عالمية مرموقة تعزز التراث الثقافي الإماراتي، ويضم رياضة الصيد التقليدية وعروض الفروسية والرياضات الصحراوية والخارجية والعادات والتقاليد المتعلقة بالصيد والصحراء، بجانب باقة الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي يضمها، وتعمل على رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية، إضافة إلى التشجيع على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحو مستدام.
أقيمت فعاليات الدورة الـ 19 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وحقق المعرض قفزة نوعية على كافة الصعد، وشارك ما يزيد على 900 عارض وعلامة تجارية من 58 دولة على مساحة تزيد على 60 ألف متر مربع، ليحقق المعرض بذلك نسبة نمو هي الأعلى في تاريخه.
وتعتبر المشاركة الخليجية في دورة هذا العام هي الأوسع في تاريخ المعرض إذ بلغت 43 جهة وشركة وعلامة تجارية، وذلك في إطار الاهتمام المشترك لدول مجلس التعاون بالمحافظة على القيم التراثية الأصيلة وضمان الاستخدام المستدام لموارد الحياة البرية.
باقة كبيرة من الأنشطة وورش العمل
كان زوار المعرض على موعد مع باقة كبيرة من الأنشطة وورش العمل، فعلى صعيد تطور المحتوى الثقافي والتعليمي والمعرفي بلغ عدد المحاضرين والمشاركين في الندوات وورش العمل والأنشطة ما يتجاوز 100 خبير ومختص، بالإضافة لما يزيد على 130 من الرسامين والحرفيين والفنانين المشاركين في قطاع «الفنون والحرف اليدوية»، إذ تواجد نحو 150 نشاطاً حياً وورشة عمل بجانب عروض وفعاليات شيقة في «ساحة العروض» وأنشطة تعليمية ومسابقات مبتكرة وعروض تراثية ورياضية مباشرة استقطبت الجميع.
برامج حية حول رعاية الصقور
وقدم نادي صقاري الإمارات برامج حية حول رعاية الصقور ومبادئ ممارسة الصقارة، فضلاً عن إتاحة الفرصة للعائلات والسياح والجمهور للتفاعل والتقاط الصور التذكارية مع الصقارين بصحبة الطيور وكلاب الصيد العربية.
وتعتبر مزادات الصقور والإبل والخيول وعروض الفروسية والرماية والطيور الجارحة والكلاب ومُسابقة أجمل الصقور ومزاينة السلوقي والعروض التراثية الحيّة، من أكثر الفعاليات التي جذبت الجمهور.
يهدف الجناح إلى لفت الأنظار إلى الجهود المبذولة للحفاظ على الحياة البرية، التي يقوم بها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور
في جولة لـ«كل الأسرة» داخل أركان المعرض، التقينا علي مبارك الشامسي، أخصائي اتصال أول في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى التابع لحكومة أبوظبي، الذي تحدث عن المشاركة قائلاً «يشمل الجناح الخاص بنا في المعرض أقساماً متنوعة تصب جميعها في هدف واحد، وهو رفع مستوى الوعي العام بالدور المهم لطيور الحبارى، كونها مدرجة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية من قبل منظمة اليونسكو، إذ نعرض برنامجنا العالمي الشامل للحفاظ على الأنواع المهددة والمعرضة للمخاطر. ويهدف الجناح إلى استقطاب الجماهير للفت الأنظار إلى الجهود المبذولة للحفاظ على الحياة البرية، التي يقوم بها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، كما يستمتعون أيضا بالأنشطة التعليمية والترفيهية المتنوعة، مثل العرض الحي لطيور الحبارى كونها مركز اهتمام الأطفال والكبار للتعرف إلى هذه الأنواع الفريدة من الطيور».
جاءت مشاركة نادي تراث الإمارات هذا العام بجناح تراثي شمل برنامج زاخر بالأنشطة والفعاليات التراثية المتنوعة
يعلق بدر عبد الكريم الأميري، المدير الإداري في مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات «يجذب المعرض عشاق رياضة الصيد والفروسية والرحلات البرية، لما له من أهمية خاصة في نفوسهم وما يمثله من موروث مرتبط بالآباء والأجداد الذين عاشوا حياة صعبة وعانوا من أجل التكيف مع الظروف القاسية، وهو ما يرسخ بداخل الزوار، خاصة الصغار، ما بذله الجيل السابق من أجل أن يحيا الحالي حياة كريمة. كما أنه أداة جذب لعدد كبير من مربي الصقور والمختصين بتكاثرها ورعايتها، بالإضافة إلى منتجي ومصنعي ومبتكري أدوات الصيد والفروسية، فالمعرض فرصة لتبادل الخبرات واقتناء كل ماهو جديد لمحبي هذه الرياضات.
وجاءت مشاركة نادي تراث الإمارات هذا العام بجناح تراثي صمم خصيصاً لهذا الحدث المهم، شمل برنامج زاخر بالأنشطة والفعاليات التراثية المتنوعة، وتعددت الأركان داخل الجناح منها ركن التراث البحري، ركن الحرفيات، ركن الإصدارات، ركن البرزة، المقهى الشعبي والمرسم الحر، كما نظم النادي خلال مشاركته في المعرض سلسلة من الندوات والمحاضرات والجلسات الحوارية والأمسية الشعرية، بالإضافة إلى المسابقات التراثية، وعروض الألعاب الشعبية وركوب الهجن».
*تصوير: محمد السماني