د. ليلى رحال: دوري يتمحور في تحقيق رؤية المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية

لم تكتفي بدورها كرائدة أعمال تدير مشروعاتها الخاصة، بل دفعها الشغف لممارسة دورها المجتمعي لأن تكون ملهمة لغيرها وتصبح سفيرة للنوايا الحسنة، فبجانب عملها تقدم يد العون لتدريب وتزويد حديثي التخرج من الشباب بالخبرات الأولى لسوق العمل، بالإضافة إلى تشجيع وتحفيز أصحاب المشروعات الصغيرة لأن يتخطوا أي معوقات وتحديات تواجههم.

هي الدكتورة ليلى رحال العطفاني رئيسة بوابة الأعمال ومسؤولة البروتوكول والعلاقات الدولية بالمجلس العربي الأفريقي للتكامل والتنمية، التقيناها لنقدم نموذج لامرأة باحثة عن التميز في مجال العمل التطوعي وإدارة الأعمال:

كونك من رائدات الأعمال، كيف تقيمين الخطوات المتلاحقة لدعم المرأة وتمكينها لقيادة المستقبل؟

المرأة تغزل بيدها خيوط المستقبل، فهي الحاضنة والمدرسة الأولى التي تربي الأجيال وبفضل مجهودها تبنى الأمم، والحمد لله تعيش المرأة في معظم الدول العربية عصرها الذهبي، وأنا أقوم بدوري لأقدم نموذج ناجح للمرأة التي تسعى وراء هدفها حتى تحقق حلمها.

أشرت لـلـ"السوشيال ميديا" كونها وجهان لعملة واحدة، فماذا تقصدين؟

هناك من اتخذ الـ"سوشيال ميديا" أداة لبيع الوهم والمبالغة وجعل منها معول هدم، فتارة نعيش حربا إلكترونية بين المشاهير كلها حقد ونفاق وسب وقذف ورسائل مبطنة، وتارة أخرى ننغمس في عالم مليء بسموم الأفكار المقتبسة والفارغة الذي كثرت فيه المؤثرات السلبية، وفي وسط هذا الزحام الفضائي نجد على الصعيد الآخر من يسخرها لتحقيق أهدافه وطموحاته ونشر أفكاره ومبادئه وهناك من يستغلها للترويج لمشروعات ومنتجاته، وهو بلاشك جانب مشرق فالعيب ليس في الوسيلة، بل فيمن يستغل شغفنا ولهثنا وراء تلك المنصات الرقمية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا تهدد بيوتنا وتسلب عقولنا.

تتولين مهام في المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، هل يمكن أن تطلعينا على طبيعة هذا الدور تحديدا؟

أتولى رئاسة بوابة الأعمال ومسؤولة البروتوكول والعلاقات الدولية في المجلس، ودوري يتمحور في تحقيق رؤية ورسالة المجلس وأهدافه التي تصب في مصلحة الشعوب العربية والإفريقية دون التمييز بسبب الجنس أو الدين أو اللون أو الثقافة، إذ يعمل المجلس على اكتشاف قدرة الإبداع والإسهام في تنمية ونشر الفكر المتميز للمورد البشري، وتقوية التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين دول العالم العربي الإفريقي.

لديك اهتمام كبير بالعمل التطوعي، فما الذي يشبعه هذا الجانب داخلك؟

العمل التطوعي حراك سريع الاشتعال يلامس كل حواسي، ودائما ما أحب أن أكون في خدمة غيري خاصة الشباب، فنحن على وشك إطلاق مبادرة باسم "المقاولون الصغار" ندعم فيها كل من لديه رغبة لتأسيس شركته والبحث عن ممولين لمشروعه إذا احتاج، كما قمنا بتدشين مبادرة "دائرة المرأة المبدعة"، وقمت بعمل برنامج أسبوعي لطاولة مستديرة بعنوان "فلنتحدث عن ريادة الأعمال" ونأتي بسيدات رائدات يستعرضن تجاربهن لتمكين غيرهن في عالم "البيزنس".

حدثينا عن الملهمين في حياتك، وكيف أثروا في بلورة أفكارك؟

الملهمون هم الذين شكلوا جانب كبير من شخصيتي وأعطوني التمكين من ذاتي وأعدوا لي العدة ليكون لي من الطيب نصيب في تنفيذ مشروعاتي، وكذلك القيام بأدواري كسفيرة نوايا حسنة وسلام لمجموعة من الهيئات العربية والدولية، فالأسماء كثيرة وأولها والدي العزيز وأتذكر نصيحته دائما بأن أتصدق مما أحب وليس بواقي ما زهدت فيه، كما تعلمت من والدتي حب القيادة والحكمة وإدارة شؤون منزلي، ولا أخفي ما تعلمته من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من حب الخير والعطاء والكرم والجود.

ماذا عن دور الزوج في حياتك وهل يعد أكثر الداعمين لك؟

عندما يكون الزوج متفهم لدوره الحقيقي يبني للمرأة قاعدة صلبة تنطلق منها حتى تبلغ عنان السماء، فدائما ما يدعمني زوجي ابن الإمارات ويقدم لي العون والمدد الذي أحتاجه قبل أن أطلبه ولم أجده يوما يخالف رأيي إلا في أمور قد يراها هو أنها يمكن أن تضيع وقتي أو تسيء لي، فهنا يتدخل بكل هدوء وينصحني.

هل لنا أن نتعرف إلى هواياتك وما تخصصين له وقت من يومك؟

أحب الكتابة وحضور الجلسات الشعرية، بجانب الحوارية الخاصة بلقاءات رائدات الأعمال التي تضيف لي الكثير على المستوى الشخصي، كما لدي شغف بزيارة المعارض الفنية والفعاليات الثقافية كونها تثري عقلي وتغذي روحي، كما أعشق السفر والقيام بالرحلات المختلفة.

ماذا عن طموحاتك وأحلامك؟

أحلامي ألا يكون هناك طفل لا يلقى حظه من التعليم الذي به تبنى الأمم وترقى، كما أتمنى أن يتعامل الناس بعملة الإنسانية والمحبة وأن ينتشر السلام والتسامح بين الجميع، وأن نرى العروبة متجسدة على أرض الواقع بالتبادل الفكري والثقافي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها.