1 نوفمبر 2021

هالة بدري: العمل والمثابرة والطموح مفاتيح النجاح

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

هالة بدري: العمل والمثابرة والطموح مفاتيح النجاح

لكل رحلة نجاح عوامل مفصلية تحدد مساراتها، وفي مسيرتها كان هناك العديد من الأمور الجوهرية التي رسمت دربها. تقلدت مناصب مهمة في جهات عدة منحتها القدرة على الجهد والمثابرة واكتساب القيم والمهارات المختلفة، والتي مهدت شغفها للعمل، لتصعد سلم النجاح درجة بعد أخرى.. هي هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، التقيناها لتفتح لنا نافذة نطل منها على تفاصيل مسيرتها الملهمة، وجانب من حياتها الخاصة.

هالة بدري: العمل والمثابرة والطموح مفاتيح النجاح

بداية نود أن نتعرف إلى مسيرتك العملية، وأهم ما اكتسبته من خبرات في كل محطة أهلتك للمنصب الحالي

بدأت أول تجربة لي في العمل التطوعي كمنسقة فعاليات في كلية التقنية العليا، ومن هنا كانت بداية تشكل مهاراتي، التي أفادتني بشكل كبير، أما تجربتي كمحررة في مجلة الكلية، فتعلمت منها مفهوم العمل مع الفريق وكيفية تحمل المسؤولية، والانضباط وإنجاز المهام في الوقت المحدد، وبعد حصولي على الدبلوم العالي من كلية التقنية العليا في دبي، تخصص إعلام، بتقدير امتياز في عام 1997، بدأت مرحلة العمل المؤسسي مع «إينوك»، وكانت فترة مهمة في مسيرتي المهنية، فبعد سنتين من عملي حصلت على ترقية إلى منصب مدير، ووجدت نفسي أدير 31 وكالة محلية وعالمية، وخلال تلك الفترة أنهيت مرحلة الماجستير التنفيذي مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال الإلكترونية من جامعة زايد في 2001.

وماذا عن الخطوة العملية التي تلتها؟

في عام 2006، التحقت بشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» بمنصب النائب التنفيذي للرئيس لشؤون الإعلام والاتصال، وعلى مدى 11 عاماً نجحت في خلق تحول كامل للهوية المؤسسية للشركة وتجربتها الإعلامية، وفي عام 2017 عملت بمنصب المستشار الأول للاتصال والمسؤولية الاجتماعية للشركات في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وفي إبريل من عام 2019 انضممت إلى هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» بمنصب المدير العام.

نُعنى في «دبي للثقافة» بدعم وتمكين وتشغيل القطاع الثقافي والإبداعي في الإمارة ، التي تضم أكثر من 190 جنسية وثقافة من حول العالم

هل يمكن التعرف بإيجاز إلى أهداف «دبي للثقافة»، وما يميزها عن الجهات التي تعمل في نفس المجال؟

«دبي للثقافة» هي الهيئة الحكومية المؤتمنة على صون تراث دبي الغني ونشره، ورعاية المواهب الإبداعية، ودعم التنوع الثقافي في الإمارة. وكغيرنا من الهيئات الثقافية في العالم، نُعنى بدعم وتمكين وتشغيل القطاع الثقافي والإبداعي في الإمارة، التي تضم أكثر من 190 جنسية وثقافة من حول العالم، انطلاقاً من تراث دولتنا الغني والأصيل.

هالة بدري: العمل والمثابرة والطموح مفاتيح النجاح

تتنوع مبادرات الهيئة بين مشاريع خاصة بها وفعاليات مشتركة، حدثينا عن أهمها وما تضيفه للحركة الثقافية في الدولة.

من أبرز المشاريع والمبادرات التي نعمل عليها حالياً، مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية بالتعاون مع الهيئات الحكومية المختصة. أما الفيزا الثقافية طويلة الأمد بالتنسيق مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، فهي مبادرة انطلقت من حرص الإمارة على استقطاب العقول النيرة والمبدعة والاحتفاظ بها وتمكينها، بينما «مقتنيات دبي» فهي مبادرة أطلقتها «دبي للثقافة» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتديرها الهيئة بالشراكة مع مجموعة «آرت دبي»، وهناك مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي سينطلق في نوفمبر القادم لتنمية مهارات الشباب ورعاية المواهب الواعدة واحتضانها، ويوجد أيضاً مشروع تطوير وتفعيل حي الفهيدي التاريخي، ومشروع تطوير الفن في الأماكن العامة.

مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية
مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية

مع افتتاح «إكسبو 2020 دبي»، أطلقت الهيئة النسخة الأولى من «جائزة بولغري للفن المعاصر»، فما الذي تهدف إليه؟

تقام النسخة الأولى من جائزة بولغري بالشراكة مع مجموعة «بولغري» الإيطالية الرائدة، وبدعم من الجناح الإيطالي في «إكسبو 2020 دبي»، وتحتفي بالفنون المعاصرة، وتسعى إلى إتاحة الفرصة أمام المبدعين للتعبير بشكل خلاق عن أنفسهم من خلال الفن والابتكار، فضلاً عن دعم مسيرتهم الفنية.

ما هي قراءتك للمشهد الثقافي في الإمارات بشكل عام وفي دبي تحديداً؟

هناك حالة من الازدهار الفكري والأدبي والفني التي نشطت على الساحة المحلية بشكل عام خلال العقد الماضي، شملت فعاليات في جميع المناحي الأدبية والإبداعية، من فنون تشكيلية وأدائية، أما بالنسبة لإمارة دبي، فهي تحتل المركز السادس عالمياً فيما يتعلق بمحور التفاعل الثقافي، إذ تمتلك أصولاً ثقافية وفنية تؤهلها لتكون وجهةً عالمية، وحاضنة رئيسة للمواهب والمبدعين، حيث يوجد فيها أكثر من 135 بيتاً تراثياً وثلاثة أحياء تاريخية وستة مواقع أثرية، وخمسة مجمعات إبداعية، و21 سوقاً تقليدياً ما بين رئيسي وفرعي، و20 متحفاً من ضمنها ستة متاحف تابعة للهيئة تستقطب أكثر من 1.6 مليون زائر سنوياً، كما تتمتع بحراك ثقافي مزدهر، حيث تستضيف أكثر من 2300 فعالية ثقافية مرخصة سنوياً، ويصل حجم مساهمة الصناعات الثقافية في ناتجها المحلي إلى 2.6 %.

هالة بدري: العمل والمثابرة والطموح مفاتيح النجاح

من وجهة نظرك، ما أبرز الصعوبات التي تواجه الإبداع الثقافي اليوم في ظل الانشغال بهموم الحياة اليومية؟

تنقسم الصعوبات التي تواجه الإبداع الثقافي عموماً إلى إدارية واجتماعية واقتصادية على مستوى الدول، وتتمثل الأخيرة في غياب الجهات الراعية للمبدعين، وعدم توفر البيئة الحاضنة والمشاريع التنموية الداعمة والمحفزة للإبداع الثقافي، لكننا على مستوى الدولة نفخر بوجود الكثير من الكيانات التي تأخذ على عاتقها تشجيع المواهب المبدعة، ورفدها بالأدوات والتقنيات من أجل الارتقاء بقدرات تلك المواهب.

مفاتيح النجاح هي العمل، والمثابرة، والطموح، والاستعداد لقبول المخاطر أو التحديات

لكل قصة نجاح سر كامن وراءها، فماذا عنك؟

أعتقد أن مفاتيح النجاح هي العمل، والمثابرة، والطموح، والاستعداد لقبول المخاطر أو التحديات، وهي المعادلة التي تصل بالإنسان إلى تحقيق أهدافه مهما كانت صعبة، وبكل تأكيد فإن أسرتي كانت وما زالت، الداعم الرئيسي وراء قصة نجاحي.

حدثينا عن أسرتك الصغيرة وأكثر من يشبهك من أبنائك في الخصال وتركيبة الشخصية.

كل فرد من أبنائي تجمعني به صفة أو أكثر، وتعتبر قاسماً مشتركاً بيننا، إلى جانب صفاتهم المميزة والمستقلة كذلك، وإذا أردت أن أختار من هو الفرد الأكثر شبهاً بي بين أبنائي، فستكون ابنتي مهرة فهي موهوبة حقاً، وتعشق الفن والإبداع، ولديها من خصال الانضباط والتنظيم ما يجعلها أكثر شبهاً بي.

جائزة دبي للثقافة وبولجري للفن المعاصر - تصوير صلاح عمر
جائزة دبي للثقافة وبولجري للفن المعاصر - تصوير صلاح عمر

ما الجوائز التي حصلت عليها وأقربها إلى قلبك؟

حصلت على جوائز على مستوى الكلية، منها جائزة أفضل طالبة على مستوى كليات التقنيات كلها في مجال الإعلام، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف وحصلت على جائزة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لأفضل طالب على مستوى التقنيات، وجائزة حمدان بن راشد للتميز العلمي مرتين، وحصلت على جائزة شرف تقديراً لدوري في دعم رسالة جائزة الإمارات للسيدات لعام 2011، كما أُدرجت في تقرير هولمز «25 مبتكراً» عن أبرز المبتكرين في مجال العلاقات العامة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقي لعام 2018، وحصلت على المرتبة 33 ضمن قائمة «فوربس الشرق الأوسط» للنساء العربيات الـ 200 الأكثر تأثيراً، والمرتبة 37 ضمن قائمة أكثر 100 سيدة أعمال تأثيراً في العالم العربي، وكلها قريبة إلى قلبي لأنها أتت بعد جهد ومثابرة في العمل.

 

مقالات ذات صلة