12 فبراير 2023

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف بدبي

محررة في مجلة كل الأسرة

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

تخرجت في أكاديمية شرطة دبي وكانت ضمن الدفعة الأولى للمرشحات لتولي مناصب قيادية، استطاعت أن تثبت ذاتها خلال فترة تدريبها في مركز نايف لتحصل على ثقة رؤسائها في العمل خلال أشهر قليلة، وتلتحق بالعمل ضابطاً مناوباً عاماً، وتكون أول من تقلد هذا المنصب من العنصر النسائي في شرطة دبي.

هي الملازم نوف خالد أهلي، ضابط مناوب عام لمركز شرطة نايف التابع للقيادة العامة لشرطة دبي، التقيناها في مقر عملها لنتعرّف إلى طبيعة عملها، ونكشف عن جانب من حياتها الشخصية:

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

حدّثينا عن بداية عملك في مركز نايف، وكيف استقبلت تقلّدك هذا المنصب فيه؟

بمجرد أن تخرجت في أكاديمية شرطة دبي، التحقت بالتدريب في مركز شرطة نايف داخل أقسامه المختلفة للتعرّف إلى طبيعة العمل فيه، واكتساب خبرات متنوعة في جوانب عدة، منها الإداري والأمني والجنائي والقانوني، حتى استقر بي الحال في قسم المناوبة العامة. وخلال فترة قصيرة استطعت أن أثبت ذاتي وأنال ثقة رؤسائي في العمل، وأثناء إحدى المناوبات الليلية وفي زيارة لمدير المركز وجّه لي سؤالاً، وقال: متى نراك ضابطاً مناوباً لهذا المركز؟، قلت: قريباً إن شاء الله، وما هي إلا أيام قليلة حتى طلب مني مباشرة عملي ضابطاً مناوباً عاماً، لأجد نفسي بين ليلة وضحاها من متدرّب يتلقّى الأوامر إلى مسؤول عن إدارة العمل وإعطاء التعليمات وتنفيذ المهام المطلوبة؛ إذ يتمثل عملي في القيام بالاجتماع اليومي لمرتب المركز، وشرح الحالة الأمنية، والإشراف على خروج وتوزيع الدوريات الأمنية على مناطق الاختصاص، والتأكد من الضبط والربط العسكري للمرتب من خلال الطابور العسكري اليومي، إلى جانب مباشرة العمل في المكتب واستقبال المراجعين والمشتكين، والإشراف على البلاغات وإدخالها في النظام، والقيام بجولة تفقدية في المركز والتوقيف.

ثقة القيادة بي ساعدتني كثيراً في أن أتحمّل المسؤولية

ما المشاعر التي اعترتكِ لحظة معرفتك بتولي كل تلك المهام؟

تقلد منصب جديد تكليف أكثر منه تشريفاً، وهو ما يحتاج إلى جهد كبير، إلا أن ثقة القيادة بي ساعدتني كثيراً في أن أتحمّل تلك المسؤولية وأؤديها بالشكل الذي يتوقعه مني رؤسائي.

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

بالعودة إلى فترة التدريب في المركز، ما نوعية الخبرات التي اكتسبتها خلال تلك الفترة؟

مررت بالتدريب في خمسة أقسام في المركز، وبلاشك تعد تلك الفترة في غاية الأهمية؛ كوني أصبحت على دراية كافية بكيفية العمل وإدارته داخل تلك الأقسام، فتعرفت إلى طبيعة العمل في قسم الشؤون الإدارية والتسجيل المروري، والتسجيل الجنائي والتوقيف، والتعامل مع مراجعي المركز، وكلها خبرات ساعدتني في أن أحط الرحال داخل قسم المناوبة العامة، والذي لاحظت عدم وجود عنصر نسائي فيه للتعامل مع بلاغات النساء والأطفال تحديداً، فقررت أن تكون لي بصمة في هذا القسم.

ما أهم ما يجب أن تتحلى به مَن تعمل ضمن الفريق الشرطي؟

الثقة بالنفس، والجرأة والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل نتائجه، وكلها صفات أساسية يجب أن يتحلى به مَن يعمل ضمن الفريق الشرطي.

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

هل كان التحاقك بهذا المجال حلماً راودكِ منذ الطفولة؟

نعم. وأود هنا أن أوضح شيئاً وهو أن الأحلام تولد صغيرة وتتحول إلى حقيقة عندما نؤمن بها، وأتذكر وأنا طفلة صغيرة أنني كتبت رسالة أعبر فيها عن رغبتي في أن أصبح شرطية، ومرت الأيام والسنوات وعندما أصبح الحلم حقيقة وجدت أختي تذكّرني بتلك الرسالة التي نسيتها تماماً، إلا أن محتواها ظل يراودني حتى أصبح واقعاً ملموساً أعيشه وأؤدي فيه دوري كمواطن يلبي نداء الواجب تجاه بلده.

أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين دون كلل أو ملل

هل واجهتِ معوّقات في بداية عملك، وكيف اجتزتها؟

بكل تأكيد، خاصة إذا كنت من العنصر النسائي وسط زملاء من الذكور، دفعني ذلك إلى أن أقتحم أي معوقات بنفسي باتخاذ نصيحة رؤسائي في العمل طريقاً أسير عليه؛ إذ نصحوني بأن أبحث بنفسي عن المعلومة ولا أعتمد على غيري في أن يعلمني شيئاً، وبالفعل نجحت في ذلك وأزلت كافة المعوقات والعقبات التي كانت أمامي، وها أنا أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين دون كلل أو ملل.

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

هل تلاحظين حالة من الدهشة على وجوه المراجعين بسبب التعامل مع ضابطة تتقلد هذا المنصب؟

نعم. فأحيانا يدق باب مكتبي مراجعون ليس لهم طلب في قسم المناوبة العامة إلا أنهم يدخلون ليسلموا علي ويعبروا عن دهشتهم، وفي نفس الوقت، سعادتهم برؤية ضابط من العنصر النسائي، حتى عند ركوب سيارة الدورية الأمنية تتابعني كثير من العيون في الشارع في حالة استغراب، إلا أننا ندرك جميعاً أن هذه أمور تزول مع مرور الوقت، فشرطة دبي سباقة إلى تمكين العنصر النسائي في الأعمال والمهام التي كانت تقتصر على الرجال، وتحظى بسمعة عالمية كبيرة؛ كونها أول من تتخذ المبادرة الأولى لكل ما هو جديد.

دائماً ما تدعم شرطة دبي عناصرها النسائية، حدّثينا عن أوجه هذا الدعم.

نعد أول دفعة من العنصر النسائي تخرجت في شرطة دبي كضباط، فكان منا من شغلت أول ضابط في مسرح الجريمة، وأول ضابط في المجال المروري، وأول ضابط مناوب، وغيرها من المناصب التي تقلدناها وأصبحنا ناجحين بفضل الدعم غير المحدود ولا المتناهي الذي نحصل عليه.

اقتصر العمل في المجال الشرطي لفترة طويلة على الرجال، كونه شاقاً ويحتاج إلى تفرغ وتركيز، كيف توفّقين بين حياتك الشخصية ومهام عملك؟

أنتمي لأسرة عسكرية، فالوالد يعمل في هذا المجال، وكوننا تربينا في تلك الأجواء ساعدني ذلك على تقسيم وقتي بالشكل الأمثل دون أن يطغى جانب على آخر، فوقت العمل للعمل ووقت الأسرة للأسرة، فتنظيم الوقت شيء تربّينا عليه وأتقنّاه على مدار يومنا ونحن ندرس في أكاديمية شرطة دبي.

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

ما النصيحة التي يمكن أن توجّهيها لمن ترغب في اتخاذ المسلك نفسه؟

التعلم ثم تعلم المزيد، فبالعلم نرتقي ونحقق أحلامنا، وعلى من ترغب في دخول السلك العسكري أن تتقن المهارات الشرطية وتطور من الحس الأمني لديها، حتى تتميز في مكانها وتحقق ثقة قيادتها بها.

ما أصعب مسرح جريمة مرّ عليك؟

مسرح الجريمة مجرد لغز يسعى المعنيون لفك شفرته، وهو دائماً ما يكشف نفسه ويبوح بأسراره من خلال الدليل الذي دائماً ما يتركه المجرم خلفه، فلا توجد جريمة كاملة ودائماً ما نصل إلى الحقيقة بسرعة.

الملازم نوف أهلي: أدير خلية نحل تسهر على راحة المراجعين في مركز شرطة نايف

هل يمكن أن يؤثر فيك ما يمر بك من أحداث متشابكة خلال يومك؟

أول بلاغ انتقلت إليه كان جريمة قتل ولم أكن وقتها في الدوام، إلا أن مدير المركز طلب مني الذهاب لألتحق بزملائي في مسرح الجريمة، وقبل أن أدخل سألني هل تستطيعين الدخول ورؤية المجني عليه؟ قلت: نعم، ودخلت دون تردد ومارست عملي بكل ثبات ولم يترك بداخلي أي أثر سلبي، واستغربت من تعليقات البعض حول أول مشهد لجريمة على أرض الواقع، فهناك من يقول لا أنسى أول جثة رأيتها، وهناك من يتذكر دائماً رائحة الدم، وآخرون امتنعوا عن أكل اللحوم لفترة طويلة، أما أنا فلم أتعرض لذلك أبداً والحمد لله.

كيف تتعاملين مع خوف أسرتك عليك؛ كون المجال يفرض التواصل مع نماذج من المجتمع مختلفة؟

أتقاسم وأختي الصغيرة خوف الأسرة علينا، فهي تعتبرني قدوتها ودخلت مجال الشرطة، ففي بداية عملنا كنا نستشعر خوف والديّ علينا وخاصة الوالدة، إلا أنه مع الوقت اعتادت على ذلك، خاصة أنها تدرك جيداً أن شرطة دبي شغلها الأساسي هو سلامة أفرادها وسلامة المجتمع ككل.

حصلت على الميدالية الذهبية في الرماية فئة الهواة من العنصر النسائي عام 2021

في ظل زخم العمل في مجال ليس سهلاً، هل تمارسين هواية ما؟

أمارس هواية الغوص والفروسية والرماية، وأشارك في بطولة الرماية التابعة لشرطة دبي، كما حصلت على الميدالية الذهبية في الرماية، فئة الهواة من العنصر النسائي عام 2021، والميدالية البرونزية في عام 2022 عن نفس الفئة، كما أحب السفر والتعرّف إلى ثقافات الدول المختلفة وتجربة ما لديها من أمور تزيد من خبراتي الحياتية.

ما طموحاتك على الصعيد المهني؟

أوشكت على الانتهاء من التحضير لنيل درجة الماجستير تخصص تحليل البيانات، وبعد الانتهاء منه سأكمل طريقي للحصول على الدكتوراه، فطموحي لا سقف له وبالعزيمة تتحقق الأحلام، فهدفي التزوّد من ينابيع العلم إلى أبعد مدى ودون توقف، ومن ثم أصل إلى المنصب الذي أستحقه.

* تصوير: السيد رمضان

اقرأ أيضا: الملازم خديجة البلوشي: لا يوجد مجال عمل صعب على المرأة