مريم حسن
ومريم التي أوجّه إليها كلامي هي مريم حسن. الشابة «الشاطرة» الفائزة في برنامج «الدوم» لاكتشاف المواهب. وقفت أمام لجنة التحكيم بدون ارتباك، وقرأت النشرة الجوية بلغة عربية سليمة مترافقة مع ابتسامة هادئة. تنافست بنت السابعة عشرة مع عشرات الشبان والشابات للفوز في فئة التقديم التلفزيوني.
نجحت ووجدت طريقها إلى برنامج في إحدى القنوات. خضعت لتدريب مكثّف في اللغة والإلقاء والاهتمام بمخارج الحروف، وكذلك في فنون الإطلالة أو «الطلّة» على المشاهدين. وكانت «طلّتها» جميلة تنبئ بمستقبل طيب.
ماذا حدث بعد ذلك؟ قبل أيام جاءتها فرصة نادرة حين اختيرت لتكون عريفة حفل مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مصر. وكان يجلس في مقدمة الحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي. إنه امتحان صعب لمذيعة مبتدئة لم تحصل على الثانوية العامة بعد، لكن مريم حسن أدّت المهمة بنجاح ولاطفها الرئيس بكلمات دعم وتشجيع.
لماذا أدعوها للثورة وعلى مَن؟
على الذين سلبوها مظهرها الطبيعي وحولّوها إلى «عروسة مولد». هل من شروط المذيعة الناجحة في هذه الأيام أن تكون لوحة مطلية بكل الخطوط والألوان؟
مريم الصبية ذات البسمة الصافية والحجاب الأنيق الذي يحتضن وجهاً نقياً، شاهدناها على المنبر وكأنها سيدة كبرت عشرين سنة. تزوّقت وتأنقت مثل مذيعات برامج المنوعات والكلام الفاضي، في حين أن مذيعة الأخبار صنف آخر تماماً. كيف ينسجم كل هذا «المكياج» مع شفتين مرسومتين تذيعان أخبار المجاعة في الصومال والقصف في أوكرانيا؟
يحدث لي، مثل كثيرين غيري، أن أتنقّل بين عدة قنوات أجنبية، بحثاً عن تفاصيل تخصّ آخر الأحداث في عالمنا. وقد لاحظت أن مذيعي الأخبار ومذيعاتها هم من فئة عمرية تجاوزت العشرين، وهو أمر تقف وراءه دراسات لنفسية المشاهد واستعداده لتصديق ما يسمع. أما مظهر مذيعة الأخبار فهو متقشف في الزينة، رسمي في اللباس، بسيط في التسريحة، بدون قلائد وأقراط كبيرة متدلية وخواتم تبرق في اليدين.
من يقول لمريم حسن إن المذيعة ليست مطربة أو نجمة سينما، وبالتالي فإنها غير مضطرة للبهرجة ولا المبالغة في التجميل وتكثيف الرموش، وتلميع الخدود وتحديد الشفاه؟
كوني كما أنت يا مريم. ولا بأس بلمسات ضرورية للوقوف تحت كشافات الضوء في الاستوديو، ولكن ثوري على من يريد أن يُلحقك بفصيلة نجمات الاستعراض. أنت صنف آخر راقٍ، لو تعلمين.