قدمت تلك المرأة الآسيوية إلى دبي خالية الوفاض. كانت تعيش حياة مرفهة في بلدها، حيث تعيش في فيلّا كبيرة تتوافر فيها كل مقومات الراحة، وكانت على درجة عالية من التعليم، بيد أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت آسيا في ظل الأزمة العالمية أطاحت كل ثروة والدها، ودفعت العائلة إلى السكن في شقة، وسرعان ما وقف الوالد عاجزاً أمام أعباء الحياة اليومية لتنتقل العائلة للعيش في منزل صفيح في منطقة عشوائية.
تلك الفتاة اليافعة لم تيأس. وجدت فرصة عمل في دبي وقدمت لتباشر العمل في مجال السكرتاريا وتتدرج في مجال عملها إلى أعلى المناصب، وهذا النجاح قادها إلى أن تساعد عائلتها مادياً للارتقاء بأوضاعها، وتشري الفيلّا التي كانت العائلة تسكنها يوم كانت أسرة ميسورة.
جانب من المؤتمر الصحفي للإعلان عن الدورة الثانية للمبادرة
كثيرة هي حكايات النجاح في دولة الإمارات، ودبي تحديداً. فاستثمار الموارد البشرية يحتاج إلى بيئة تحتضنه، وهو ما ترسيه جائزة «تقدير» العمالية التي يرعاها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وترصد قصص نجاح لشخصيات عمالية ملهمة قدمت إلى الدولة وتجاوزت كل المعوقات، ووظفت إمكاناتها للارتقاء بواقعها، لتؤكد هذه النجاحات أهمية البيئة الاستثمارية الإيجابية والمميزة التي تقدّمها دبي والإمارات لكل فرد يمتلك الطموح.
اللواء عبيد مهير بن سرور متحدثاً عن المبادرة
هذه الحكايات تستعرضها الدورة الثانية من برنامج «وجدت نفسي» الذي يقدّم خلال شهر رمضان المبارك على قناة «سما دبي»، 15 قصة ملهمة لأبطال حقيقيين، كما يصفهم اللواء عبيد مهير بن سرور، نائب مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، رئيس اللجنة الدائمة لشؤون العمال، رئيس جائزة تقدير العمالية، الذي روى بنفسه قصة تلك المرأة الآسيوية وضربها كمثال في المثابرة والتحدي وإثبات الذات، منوهاً بأنه «ليس كل من يقصد الدولة للعمل يأتي من بيئة فقيرة؛ إذ ثمة شخصيات أتت من بيئات ميسورة لتباشر العمل وتتولى أرفع المناصب في دبي».
قصص حقيقية لأبطال حقيقيين
جائزة «تقدير» ترصد الملامح الجميلة من قصص تلك الشخصيات التي وجدت في دبي أرض الفرص شعلة أمل للمضي قدماً في نجاحاتها، حيث يقول اللواء عبيد بن سرور لـ«كل الأسرة»: «الجائزة تولي اهتماماً ببناء أفضل الشراكات ما بين الشركات والعمال، وتقدّم جائزة للشركة التي تقدّم أفضل رعاية للعمال كعنصر أساسي في منظومة التنمية».
يقف اللواء ابن سرور عند كثير من «القصص الحقيقية لأبطال حقيقيين يمكن أن نعايشها خلال حلقات برنامج «وجدت نفسي» الذي يعرض على قناة «سما دبي» خلال الشهر الفضيل، ما يدل على أن دبي والإمارات بيئة راعية للمواهب ومحفزة للنجاح».
اللواء عبيد بن سرور مكرّما عبدالهادي السعدي
دبي أرض الفرص وملاذ للإبداع
هذه الحكايات تصب ضمن مسار جائزة «تقدير» لأفراد وجدوا في دبي ملاذاً لإبداعاتهم والتعبير عن ذواتهم، عبر مشاريع ورؤى اقتصادية ارتقت بهم وهم من جنسيات مختلفة، حيث يلفت عبدالهادي السعدي، الرئيس التنفيذي لشركة «بي إتش أم كابيتال» الراعي الحصري لمبادرة «وجدت نفسي» في دورتها الثانية، إلى أن المبادرة تبرز القصص الملهمة للشخصيات العمالية والصورة المشرفة لإمارة دبي، منوهاً بأن دعم هذا الحدث يصب ضمن دور الشركة في مجال المسؤولية المجتمعية كركيزة أساسية في عملنا.
وفي سؤال لـ«كل الأسرة» عما إذا كان يرى نفسه واحداً من هؤلاء، لا يتردد عبدالهادي السعدي في سرد بعض ملامح من قصة نجاحه: «قدمت إلى دبي عام 2005 وكنت شاباً أعزب، وعملت في بنك دبي الإسلامي، ومن هناك بدأت رحلتي. وعلى الرغم من كل الصعاب في ظل الأزمات المالية التي اجتاحت العالم، استطعت تجاوز المعوقات وإثبات نفسي»، لافتاً إلى أن «ما تقدّمه دبي من بيئة تحتية وخدمات وقوانين وتشريعات أرست لأن أجد نفسي شخصياً في إمارة دبي»، موجزاً: «وجدت نفسي في دبي والإمارات العربية المتحدة».
لم تكن قصة نجاح تلك المرأة الآسيوية الوحيدة بين قصص ونماذج جائزة «تقدير»؛ جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لتكريم العمال والشركات المتميزة، حيث هناك كثير من القصص تنتظرنا في مبادرة «وجدت نفسي» خلال الشهر الفضيل، وفق ما يشير إليه عبدالواحد جمعة، المدير التنفيذي للشؤون التجارية والشراكات في مؤسسة دبي للإعلام، إلى كون تلك المبادرة من «القوى الناعمة» التي تبرز الدور الإنساني والحضاري لإمارة دبي، وما تقدّمه للقطاع العمالي.
* تصوير: السيد رمضان