09 أبريل 2023

هاجر وسارة عبدالرحمن.. تترجمان لغة الجسد وتتحدثان بالعيون

محررة في مجلة كل الأسرة

هاجر وسارة عبدالرحمن.. تترجمان لغة الجسد وتتحدثان بالعيون

حركة اليدين والوجه، نظرة العينين، الابتسامة... لغة تتمتع الشقيقتان التوأمتان سارة وهاجر عبدالرحمن بفهمها وقراءتها؛ بل وترجمتها للناس من خلال ورش وجلسات، وكتب جذبت إليها العديد من القراء لمعرفة أسرار لغة الجسد. ولقد طورت سارة وهاجر هوايتهما عبر تخصصهما في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وأصبحتا من أوائل الكتاب الخليجيين الذين كتبوا في مجال لغة الجسد برؤية عربية ومعايير عالمية، كما اشتهرتا بتحليل لغة الجسد للمشاهير من خلال حسابهما على إنستغرام الذي يتابعه أكثر من مليون ونصف مليون.

حاورت «كل الأسرة» الكاتبتين القطريتين هاجر وسارة عبدالرحمن حول أسرار لغة الجسد، وأسباب شغفهما بها، وذلك خلال مشاركتهما في مهرجان طيران الإمارات الذي أقيمت فعالياته في دبي مؤخراً، وقد نشرتا مؤلفات عديدة في هذا المجال أبرزها: «عالم لغة الجسد»، و«عيناك تحدثانني» وقدمتا العديد من المحاضرات والدورات التدريبية في الوطن العربي:

جانب من جلسة تحليل لغة الجسد مع الفنان حبيب غلوم
جانب من جلسة تحليل لغة الجسد مع الفنان حبيب غلوم

لماذا تخصصتما في لغة الجسد؟ وكيف انعكس ذلك على حياتكما اليومية؟

من الطريف أننا عندما نكون بمفردنا لا نتحدث على الإطلاق، فلغة العيون كافية للتفاهم فيما بيننا، ولا ننكر بأننا على الرغم من خبرتنا الطويلة في هذا المجال، لكن يمكن كشف لغة جسدينا بسهولة، فمحاولة التحكم بلغة الجسد ليست مطلوبة بقدر أهمية فهمها من أجل التعامل مع الآخرين في مواقف مختلفة، وفهم الأشخاص في محيطنا. فقد بدأ الأمر حين كنا في المدرسة، حيث كنا نعتمد على حدسنا في فهم وتحليل اختلاف شخصيات زميلاتنا، خصوصاً في حالات الكذب والخداع، وهذا الشغف والحدس دفعنا للتعلم والقراءة للتخصص بشكل علمي واحترافي في مجال لغة الجسد.

أهمية إدراك اختلاف لغة الجسد بين الثقافات لتجنب الوقوع في الحرج

ما الذي يجب أن يعرفه الناس عن لغة الجسد؟

في البداية، يجب أن نرشد الناس خصوصاً في مواقع العمل التي تتطلب تعاملاً مع الجمهور لفهم مبادئ لغة الجسد وكيفية تفسيرها في مواقف معينة. أما بالنسبة للعلاقات التي لابد من الانتباه خلالها للغة الجسد، فهو ما طرحناه في ورشة مهرجان طيران الإمارات للآداب، في ورشة تحليل لغة الجسد «هل يحبني؟ هل يخدعني؟»، من أجل فهم مبادئ لغة الجسد والدلالات التي تحملها والاحتياج إلى مراعاة آدابها وقواعدها في الأماكن العامة وبعض المناسبات الخاصة؛ إذ يوجد اختلاف بين لغة الجسد المطلوبة في مقابلة عمل، أو لقاء اجتماعي، أوفي المناسبات الخاصة والمناسبات العامة. وقد تناولنا أيضاً اختلاف لغة الجسد بين الثقافات وأهمية إدراك هذا الاختلاف لتجنب الوقوع في الحرج أو الإهانة غير المقصودة لأشخاص من ثقافات أخرى.

أثناء توقيع هاجر وسارة لأشهر كتبهما
أثناء توقيع هاجر وسارة لأشهر كتبهما

كيف ساعدت الـ«سوشيال ميديا» في تبسيط مفهوم لغة الجسد للمتابعين مع اختلاف أعمارهم؟

الفضول والشغف سببان مهمان لفهم لغة الجسد وتعلمها، فقد روجنا لكتبنا «مسرح المشاعر»، «عيناك تحدثانني»، «كيل بمكيالين»، و«عالم لغة الجسد»، الذي تمت ترجمته مؤخراً إلى الإنجليزية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحصد إعجاب المتابعين خصوصاً لما نقدمه من محتوى بسيط وطريف، نحلل من خلاله حركة جسد النجوم على المسرح، والممثلين خلال مشاهد تمثيلية، وضيوف البرامج كذلك، ونكتب معاني الحركات والإيماءات في تلك الفيديوهات، وهذه الطريقة حببت آلاف المتابعين بلغة الجسد. لكننا لا نعتمد على الـ«سوشيال ميديا» فقط للتعريف بلغة الجسد؛ بل قدمنا العديد من الورش للشباب، وللمسؤولين في قطاع الأمن والإعلام والعديد من العاملين في مجالات أخرى.

هاجر وسارة عبدالرحمن.. تترجمان لغة الجسد وتتحدثان بالعيون

هل يمكن السيطرة على لغة الجسد، وإخفاء الحقيقي منها؟

ليس سهلاً على الإنسان إخفاء إيماءات معينة خصوصاً في حالة الكذب، الذي يسهل كشفه من حركة عينه التي لا يمكن التحكم في رمشها المتسارع، وكذلك الابتسامة المتكررة، لذلك يفضل مراقبة لغة الجسد من بعيد، ومن خلال طرح أسئلة بسيطة في بداية الحديث حتى يتجاوز الشخص مخاوفه ويبدأ التعامل بتلقائية، حينها يمكن الحكم على لغة الجسد.

ماذا عن دراستكما لفن لغة الجسد على المسرح في المعهد العالي للفنون؟

الفن اعتمد في بدايته على لغة الجسد، لذلك قررنا أن ندرس أصل هذه اللغة من كافة الجوانب، وفي المساحة الأبرز لتوظيفها، من خلال الإيماءات والإشارات والحركات الجسدية، التي كان الناس يفهمون بها بعضهم بعضاً في العصور السالفة، وعلى الرغم من التطور الكبير في التواصل، تبقى لغة الجسد وسيلة لكشف المشاعر، وهذا ما طرحناه في كتاب «مسرح المشاعر».