الصوت الأنثوي القوي، الحضور اللافت، العبائة الإماراتية، مشهد فرضته الإعلامية الإماراتية الشابة فاطمة طه أخيرا في ملاعب كرة القدم، أخيرا، والملاعب الرياضية الأخرى، وعكس تفوق الإعلاميات الإماراتيات على أنفسهن، فقد حظيت فاطمة بشعبية بعد انتشار صوتها في مباريات كرة القدم في العديد من المحافل والبطولات المحلية والدولية، حيث خطفت الأنظار خلال مسابقة كأس العالم للأندية 2023، وأشعلت حماس الجماهير بكلمة "غووووول" المثيرة للدهشة والفضول لمعرفة من هي صاحبة هذا الحضور الحماسي والأنثوي الغير مألوف.
لماذا اخترتِ مجال التعليق الرياضي؟
اكتشفت شغفي بالتعليق الرياضي أثناء فترة تدريبي الجامعي، حيث كنت أدرس الإعلام التلفزيوني في جامعة الإمارات، فقد تلقيت فترة التدريب في استاد هزاع بن زايد، كمقدمة للمباريات من خلف الكواليس، فلفتُ انتباه أحد المسؤولين في «الفيفا»، وطلب مني أن أعمل معهم، فكانت انطلاقتي الحقيقية عام 2018، وبعدها قدّمت بطولة كأس آسيا عام 2019 في المغرب، ثم العديد من بطولات كرة القدم التي حققت من خلالها شهرة كبيرة. وعلى الرغم من أنني أقدّم العديد من الفعاليات الأخرى والمعارض، فإن ملعب كرة القدم والجمهور لهما طابع مختلف ومميز.
كيف اكتسبتِ خبرتك الرياضية من الناحية الإعلامية؟
لقد بدأت في سن مبكرة، لذلك حرصت على تثقيف نفسي نظرياً وعملياً؛ بل اكتسبت المزيد من الخبرة من خلال وجودي في الملعب، والقراءة عن أسماء اللاعبين ومراكزهم، ومع الوقت والخبرة تطوّرت أكثر فأكثر، وكذلك أستفسر من زملائي عن كل ما أجهله في الملاعب.
كيف تفاعل الجمهور معك كفتاة تقتحم مجالاً رياضياً ذكورياً؟
بقدر الرفض الذي قابلته من بعض جماهير الرجال، بسبب دخولي مجالاً يغارون عليه من تدخل النساء حتى ولو كنّ مشجعات، تلقيت في المقابل دعماً كبيراً من زملاء وزميلات وأصدقاء، وكذلك من أفراد العائلة. والأهم من ذلك هو دعم دولتي الإمارات التي تشجع الفتاة على خوض كل التجارب، وتحقيق النجاح في مجالات مختلفة. ومن وجهة نظري، فإن من يهاجمني كمعلقة أو مذيعة في الملعب، هو من يرفض انخراط المرأة بشكل عام في أي مجال من مجالات العمل، ويرى أن مكانها الصحيح في المطبخ.
الإعلامي الرياضي يكتسب طاقته الإيجابية في الملعب
هل فكرتِ يوماً في أن تصبحي «ترند» وأن تثيري الجدل؟
لم أقصد يوماً لفت الانتباه؛ بل كان هدفي تقديم عمل مختلف ومميز، وإثبات تفوق الفتيات الإماراتيات في الساحة الرياضة، ليس كلاعبات فحسب؛ وإنما أيضاً كإعلاميات، وأن أكون حديث الناس كنموذج ناجح ومتفوق. وقد طورت نفسي لتقديم العديد من الرياضات الأخرى، خصوصاً أن الإعلام يتطور بطريقة متسارعة جداً وغير متوقعة، وعلينا مواكبة هذا التطور والتفاعل مع الناس، فالإعلامي الرياضي يكتسب طاقته الإيجابية في الملعب.
كيف أسهمت الـ«سوشيال ميديا» في تعزيز شهرتك؟
لقد بدأت منذ 6 سنوات، ولم تكن لديّ الجرأة لأشارك تجربتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى حانت الفرصة أثناء تقديم بطولة كأس العالم للأندية، وكانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي ذلك الفيديو الذي شاركته عبر «تيك توك»، وحقق ملايين المشاهدات وحمّلني مسؤولية كبيرة، خصوصاً أن هناك كثيراً من المشجعين انبهروا بالمحتوى، وهم من يساعدونني على تجاوز الحالة السلبية للتعليقات الساخرة التي تقلل من أهمية عملي كفتاة تقتحم عالم كرة القدم، لكنني أصبحت لا التفت إليها؛ بل أحوّلها إلى طاقة إيجابية تدفعني إلى الأمام.
*تصوير: السيد رمضان