ليست كل الأفلام الأجنبية صوّرت العرب على نحو مشوّه أو مسيء. هناك عدد كبير من الأفلام التي تعاملت مع العربي على نحو متحضر وبعيداً عن التنميط.. هذا بعضها.
The Adventures of Prince Ahmed
1926
رسوم متحركة ألماني النشأة أخرجته لوتي راينغر كأول فيلم طويل في هذا المجال (سبقت به أفلام ديزني هوليوود). الحكاية مستمدة من قصص ألف ليلة وليلة وتروي حكاية الأمير الذي ركب فرساً مسحوراً طار به بعيداً عن قصر أبيه في بغداد تبعاً لخطّة شرير يريد إزاحته من الطريق للاستيلاء على الحكم. الشرير ليس عربياً، كذلك باقي الأشرار. فيلم ذو دلالات على أكثر من صعيد.
The Assassination
1972
يُثير هذا الفيلم الفرنسي للمخرج إيف بواسيه الاتهام الموجه إلى البوليس الفرنسي والسويسري مستوحياً حكاية حدثت بالفعل عندما لجأ سياسي عربي شاب إلى الغرب هرباً من المخابرات في بلاده. لم يشأ أن يتوقف عن المعارضة ما جعل دولته تطلب من الأمن والمخابرات الأجنبية مطاردته وتصفيته. الفيلم تشويق سياسي يساند الشخصية التي يتبنّاها باعتدال مسؤول.
The Battle of Algeria
1966
أحد أهم الأفلام التي تم تصويرها عن ثورة الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي في حقبة ما قبل الاستقلال. المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورڤيو لا يسرد الحكاية كدراما خيالية بل كعمل تقريري. إنه كما لو كانت الكاميرا موجودة في المواقع لتصوير التعذيب والتضحية والفداء من أجل الاستقلال. يعمد المخرج للانتقال بين موقعين أساساً (غرفة التحقيق والمنزل الذي أوى إليه المجاهدون). في النهاية تلعلع زغاريد النساء لتغطي المدينة بأسرها.
Bullworth
1989
عمد المخرج والممثل وورن بيتي في هذا الفيلم إلى خطوة لم يقم بها من قبل: مثّل وغنّى وأنتج وأخرج عملاً سياسياً كاملاً يتحدّث فيه عن الحرب العراقية (ولو على نحو موجز) منتقداً الحكومة الأميركية التي لا يهمها العرب بل بترول العرب. لم يحقق الفيلم نجاحاً تجارياً مناسباً لخلفية وورن بيتي كنجم شهير، لكنه بقي أحد أصدق الأعمال التي تعاطت، ولو جانبياً، هذا الموضوع المهم.
Lawrence of Arabia
1972
بعض المعلّقين اعتبروا «لورنس العرب» فيلماً معادياً للعرب استناداً إلى أنه يُظهر خلافاتهم حول الموضوع الذي يدركون أهمية الاتحاد من حوله. لكن الفيلم يعرض واقعاً ولا يختلق حكايات لم يشهدها التاريخ. أهم ما يوفره من صور إيجابية شخصية الشريف علي التي لعبها عمر الشريف بإتقان وفهم كاملين نتج عنهما تحوّله من نجم عربي إلى نجم عالمي كبير.
Ali- Fear Eats The Soul
1974
فيلم ألماني من إخراج ڤرنر ورنر فاسبيندر (أحد مخرجي الطليعة في ألمانيا خلال السبعينات لجانب ڤزنر هرتزوغ وڤيم ڤندرز وسواهما) يدور حول امرأة ألمانية متقدّمة في السن تستعيد قدرها من سعادتها عندما تلتقي وتستضيف شاباً مغربياً في بيتها. يلبّي حاجتها لرجل وتمنحه اللجوء. لكن الخوف يعتري هذه العلاقة بسبب المجتمع العنصري المحيط بهما.
Hanna K
1989
هذا الإنتاج الكويتي هو في الوقت ذاته أحد أقل أفلام المخرج كوستا-غافراس في عدد مشاهديه. «هانا ك» قصّة شاب فلسطيني (محمد بكري في شبابه) ومحامية يهودية يحاولان مواجهة احتلال الإسرائيليين لبيت الشاب وأرضه. لا مجال لمعالجة عاطفية هنا بل سرد لواقع لم تعرضه السينما الأجنبية من قبل. وليس وهماً أن الفيلم لم يعثر على توزيع وتسويق عالمي بسبب موضوعه.
A Perfect Murder
1998
في الظاهر فيلم بوليسي يحمل أسلوب ألفرد هيتشكوك في التشويق والغموض. علاقة شاب (ڤيغو مورتنسن) وامرأة متزوّجة (غوينيث بولترو) يكتشفها الزوج (مايكل دوغلاس) فيخطط لارتكاب جريمة قتل يتخلص فيها من الشاب. ما يبطل هذه الخطة تحرٍ عربي الأصل (أداه ديفيد سوشيه) الذي يقدّمه المخرج أندرو ديفيز لرجل مثقّف يجيد خمس لغات وذكي وأمين في عمله. صورة نادرة في التسعينات التي شهدت العديد من الأفلام المعادية.
The 13th Warriror
1999
قصّة عربي اسمه أحمد (قام به بنجاح كبير أنطونيو بانديراس) يصل برسالة بعثها معه السلطان إلى مجموعة من المحاربين الأشدّاء الذين يذودون عن أرضهم ضد الأعداء. يُظهر العربي أحمد براعته في القتال وجدارته كإنسان ويوزع علمه ومعرفته على رجال الفايكينغ الذين كانوا لا يزالون يعيشون حياة بدائية. أحد أفضل وأبرز الأفلام المنصفة لشخصية العربي.
Kingdom of Heaven
2005
كانت هناك محاولات قليلة جداً لتصوير حملة الصليبيين ضد العرب على نحو عادل. فيلم المخرج ريدلي سكوت سد النقص على نحو كبير معتمداً على حقائق الغزو الصليبي لسورية وفلسطين تحت شعار الدين بينما الغاية كانت التوسع والسيطرة. لا يشيح الفيلم بوجهه بعيداً عن المذابح المرتكبة ولا عن شخصية صلاح الدين (كما أداها السوري غسان مسعود) التي احترمت العدو وانتصر عليه أيضاً.