25 يوليو 2023

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

صحافية ومترجمة مصرية

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

في قصة تشبه تماماً القصص الخيالية التي كنا نقرأها صغاراً، جمعت الأقدار بطرقها العجيبة بين فتاة أسترالية تعيش في أبعد نقطة في تلك القارة البعيدة وبين شاب أوروبي كان في زيارة لأستراليا لحضور الألعاب الأولمبية لعام 2000، وتصادف أن يكون هذا الشاب هو ولي عهد الدنمارك!

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

تعرفوا معنا إلى تلك القصة غير الاعتيادية التي بدأت أحداثها منذ 23 عاماً مضت حين خطفت ماري دونالدسون، الفتاة الأسترالية البسيطة، قلب الأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك عندما التقته مصادفة في إحدى الحانات بوسط مدينة سيدني.

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

من هي ماري دونالدسون؟

ولدت ماري إليزابيث دونالدسون في 5 فبراير 1972 في مستشفى الملكة ألكسندرا بمدينة هوبارت، عاصمة ولاية تسمانيا الأسترالية، لأبوين إسكتلنديين هما البروفيسور جون دالجليش دونالدسون، الذي كان يعمل أستاذا جامعيا لمادة الرياضيات، ووالدتها هنريتا هورن، المساعدة التنفيذية لنائب رئيس جامعة تسمانيا. كان جدها لأبيها قبطاناً بحرياً يدعى بيتر دونالدسون (1911-1978)، وقد سميت ماري على الاسمين الأولين لجدتيها، ماري دالجليش وإليزابيث ميلروز. وماري هي الأصغر من بين أربعة أخوة، حيث إن لديها شقيقتين أكبر منها، هما جاين وباتريشيا، وأخ أكبر هو جون ستيوارت دونالدسون. وقد توفيت والدتها إثر مضاعفات بعد جراحة قلب أجرتها في نوفمبر 1997، عندما كانت ماري تبلغ من العمر 25 عاماً.

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

لم تكن تعرف هوية فريدريك حين التقته

التقت ماري دونالدسون - التي كانت تعمل كوكيلة لبيع العقارات في ذلك الوقت - لأول مرة بالأمير فريدريك في حانة Slip Inn بوسط مدينة سيدني أثناء أولمبياد عام 2000، حيث تعرفت إليه من خلال بعض الأصدقاء المشتركين. ولم يكن لدى الفتاة الأسترالية البالغة من العمر حينها 28 عاماً أي فكرة أن ذلك الشاب هو ولي عهد الدنمارك. وتقول ماري في أحد اللقاءات الصحفية: «في المرة الأولى التي التقينا فيها تصافحنا ولم أكن أعرف أنه أمير الدنمارك، ثم بعد نصف ساعة جاء إلي أحد أصدقائي وسألني قائلاً «هل تعرفين من يكون هذا الشخص»، فقلت «لا».

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

كان حباً منذ اللحظة الأولى

منذ اللحظات الأولى للقائهما الأول، بدأ الاثنان يتبادلان أطراف الحديث بعفوية وانسجام لاحظهما جميع الموجودين، وانتهت الليلة بتبادلهما أرقام الهواتف على وعد بالاتصال، ولم يخطر ببال ماري للحظة واحدة أن هذه الليلة كانت ستغير مجرى حياتها إلى الأبد. وبالفعل قام الأمير بالاتصال بها في اليوم التالي في مكالمة طويلة لم تكن الأخيرة. وفي العام الذي تلا تعارفهما غير المخطط له، ظل الطرفان يتحدثان بشكل شبه يومي، وكان الأمير فريدريك في كثير من الأحيان يقوم بزيارات سرية من كوبنهاغن إلى سيدني ليرى ماري.

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

كانت تريد أن تصبح طبيبة بيطرية

في عام 2001، قررت ماري ترك عملها وبلدها من أجل الانتقال إلى الدنمارك لكي تكون إلى جانب حبيبها، وتصدرت قصة حبهما الفريدة من نوعها عناوين الصحف الدولية آنذاك لفترة طويلة. ثم بعد ذلك بعامين، وتحديداً في 8 أكتوبر 2003، أعلن القصر الملكي في كوبنهاغن الخطبة الرسمية لماري والأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك. وقد صرحت ماري في لقاء صحفي وقتها قائلة: «لا أذكر أنني تمنيت أن أكون أميرة في يوم من الأيام، فلطالما أردت أن أصبح طبيبة بيطرية.»

ماري دونالدسون.. من وكيلة عقارات إلى أميرة الدنمارك

ماري دونالدسون ملكة الدنمارك القادمة

في 14 مايو عام 2004، تم الزفاف الملكي في كاتدرائية كوبنهاغن بحضور عدد كبير من ملوك وأمراء أوروبا وقادة العالم، وارتدت ماري فستاناً رائعاً من تصميم المصمم الدنماركي أوفي فرانك. وفي لحظة استثنائية يتذكرها العالم إلى الآن، بكى الأمير فريدريك وهو يتطلع إلى زوجته المستقبلية وهي تتقدم نحوه بصحبة والدها على مذبح الكنيسة، وأعلن قائلاً: «من اليوم، أصبحت ماري لي وأنا لها، وسوف أحبها وأحميها بكل ما أوتيت من حب وتفان».

مع أولادهما الأربعة
مع أولادهما الأربعة

واليوم، مضى على زواج الأمير فريدريك والأميرة ماري 19 عاما، أنجبا خلالها أربعة أولاد، هم الأمير كريستيان (المولود في 15 أكتوبر 2005)، والأميرة إيزابيلا (المولودة في 21 أبريل 2007)، والتوأم الأمير فنسنت والأميرة جوزفين (المولودان في 8 يناير 2011).