للمومياوات غموض ورهبة لم تتمكن البشرية من تجاوزهما على مدار تاريخها الطويل، وحتى الآن عندما يتم اكتشاف أي مومياء جديدة يتصدر الأمر الأخبار المحلية والعالمية وينتاب الكثيرون من المهتمين بالتاريخ والحضارات القديمة حالة من الفضول حول شخصية المومياء ومتى عاشت وكيف ماتت والسبب وراء تحنيطها.
وهناك العديد من المومياوات التي تم اكتشافها في أماكن متفرقة حول العالم، واشتهرت لأسباب مختلفة مثل كينونة المومياء أو طريقة تحنيطها أو الجودة التي تم حفظها بها على مدار آلاف السنين..
وفيما يلي سنستعرض معكم قصص خمسة من أشهر المومياوات في العالم:
1- مومياء توت عنخ آمون – مصر
بلا شك، تعتبر مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون هي أشهر مومياء يتم اكتشافها في العالم على الإطلاق، وكان السبب وراء الشهرة الساحقة التي اكتسبتها هذه المومياء أن مقبرتها وُجدت على حالتها الأصلية وكنوزها الكاملة بعد أن ظلت مغلقة لأكثر من 3200 عام.
كان وراء هذا الكشف العظيم عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي اكتشف مقبرة الملك الطفل، توت عنخ آمون سنة 1922. وقد أصابت كارتر ومن معه حالة من الذهول التام عند رؤيتهم للحالة المذهلة للمقبرة وغطاء المومياء إلى جانب آلاف القطع الأثرية والكنوز المصنوعة من الذهب الخالص التي كانت موجودة بها، وخاصة القناع الذهبي الشهير للملك توت.
جدير بالذكر، أن توت عنخ آمون هو ملك من ملوك الأسرة الثامنة عشرة، تولى الحكم وهو لم يتجاوز عامه التاسع، وحكم مصر لمدة 9 سنوات فقط، من عام 1334 – 1325 قبل الميلاد، إلا أن فترة حكمه انتهت بوفاته وهو ابن 18 عاماً فقط. وبسبب وجود كسور في عظم الفخذ وجمجمة الرأس ووفاة الملك المبكرة، فضلاً عن زواج وزيره من أرملته فور وفاته وتنصيب نفسه فرعون على مصر، تكهن العلماء بوجود جريمة اغتيال وراء موته. وسيتم عرض مومياء توت عنخ آمون وقناعه الذهبي الأشهر في المتحف المصري الكبير لدى افتتاحه.
2- مومياء الملك رمسيس الثاني – مصر
على عكس توت عنخ آمون، كان رمسيس الثاني من أطول الملوك حكماً حيث جلس على عرش مصر نحو 60 عاماً وكان عمره عند وفاته يناهز الـ 91 عاماً. وُلد رمسيس الثاني عام 1303 قبل الميلاد وتوفي عام 1213 قبل الميلاد، وكان ينتمي إلى الأسرة التاسعة عشر. تم تنصيبه ولياً لعهد والده الملك سيتي الأول وهو في سن الرابعة عشرة، ويعتبر من أكثر الملوك الذين حكموا مصر حنكةً وذكاءً وقوةً، كما كان قائداً عسكرياً فذاً قاد العديد من الحملات العسكرية على بلاد الشام شمالاً وبلاد النوبة جنوباً.
تم اكتشاف مقبرة الملك رمسيس الثاني عام 1881، وهو أول مومياء في العالم يتم إصدار جواز سفر مصري لها عندما تم نقلها إلى فرنسا لإجراء عدد من الاختبارات عليها. وستُعرض موميائه والكنوز الخاصة به في المتحف المصري الكبير، كما تم نقل تمثال رمسيس الثاني الضخم من وسط القاهرة مؤخراً ليستقر في بهو المتحف المصري الكبير الذي سيتم افتتاحه لاحقاً هذا العام.
3- مومياء «أوتزي» رجل الجليد – إيطاليا
في عام 1991، بينما كانا زوجان ألمانيان، هما هيلمَت وإريكا سايمون، يتسلقان أحد الجبال في وادي «أوتزي» على الحدود الإيطالية النمساوية، عثرا على جثة رجل محفوظة بشكل لافت للنظر بفضل الثلوج التي كانت تغطيها على ارتفاع أكثر من 3000 متر، حتى أن الزوجين ظنا أن الجثة ربما تكون لشخص مات أو قُتل حديثاً وأبلغا الشرطة.
بعد التحقيق، تبين أن الجثة التي عثر عليها الزوجان هي لرجل عاش منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وتوفي بين عامي 3350 – 3100 قبل الميلاد، بعد أن أصيب بنزيف بسبب سهم أصاب كتفه اليسرى. وقد أُطلق عليه «مومياء أوتزي» نسبةً للمنطقة التي عُثر عليه فيها.
4- مومياء روزاليا لومباردو – إيطاليا
أُطلق عليها لقب «أجمل مومياء في العالم»، وهي مومياء الطفلة الإيطالية روزاليا لومباردو التي توفيت عام 1920 إثر التهاب رئوي حاد، قبل أن تكمل عامها الثاني بفترة وجيزة. ونتيجة لحزن أبيها الشديد عليها، قرر تحنيط جسدها لكي يتمكن من رؤيتها فلا تغيب عن عينيه ليوم واحد. وبالفعل فقد احتفظ جسدها النحيل وشعرها الأشقر وبشرتها الشاحبة بحالتهم الطبيعية لدرجةٍ مذهلة، حتى أنه تم عرض موميائها في سراديب الموتى بشمال جزيرة صقلية.
5- ليدي شين زوي – الصين
كانت ليدي شين زوي (Xin Zhui) أو «ليدي داي» كما كانت تُلقب، هي سيدة من طبقة النبلاء عاشت في الصين قبل نحو 2000 عام، وتم العثور على قبرها عام 1968 في منطقة موانغدي بمدينة هونان. وكانت ليدي داي تحمل لقب «ماركيزة» حيث إنها كانت زوجة لي كانغ، ماركيز داي، ومستشار ملك «تشانغشا»، خلال عهد أسرة هان الغربية في الصين القديمة.
كان قبرها يحتوي على 1400 قطعة أثرية محفوظة بشكل جيد، وتم عرض المومياء الخاصة بها في متحف هونان، كما تم عرض القطع الأثرية التي كانت موجودة بقبرها في مدينة سانتا باربرا ومدينة نيويورك في عام 2009. وتعتبر مومياؤها من أكثر المومياوات المحفوظة بشكل مذهل، حتى أن شعرها ورموشها وأعضائها الداخلية سليمة تماماً.