09 أغسطس 2023

"غنوم الملياردير".. صناعة سينمائية إماراتية خارج الصندوق

محررة في مجلة كل الأسرة

أجمع أبطال الفيلم الإماراتي «غنوم المليادير»، الذي انطلق في السينما المحلية والعربية مؤخراً، أن سر نجاح الفيلم هو رؤية الكاتب والمخرج والمنتج الإماراتي عامر سالمين المري، الذي أراد أن يفاجئ الجمهور بتجربة سينمائية إماراتية بحتة، جريئة من حيث الكوميديا والأكشن، خصوصاً بعد نجاح أفلامه الأخيرة «عشاق عموري» الذي حصد العديد من الجوائز العالمية، وفيلم «شبح» الذي يمزج بين الرعب والتشويق واحتل مراكز متقدمة في شباك التذاكر.

حضرت «كل الأسرة» العرض الخاص لفيلم «غنوم الملياردير» في «سينما ستار - الغريرسنتر دبي» قبل انطلاقه في صالات السينما المحلية بأيام، حيث حاورنا عدداً من أبطال الفيلم، الذين أشاروا إلى رغبتهم جميعاً في أن يظهروا السينما الإماراتية بطابع جديد لم يعتد عليها المشاهد من قبل.

يشارك في بطولة الفيلم كل من عمر الملا وعبد الله الشحي وعبد الله الجفالي وبلال عبد الله وآلاء شاكر وعهود النويس. تدور قصته حول صديقين يعملان كممثلين، ويحاولان تحقيق النجاح، لكنهما يفشلان في كل شيء.. العمل، التمثيل، الزواج، ومع تسلسل الأحداث يكتشف أحدهم أنه حصل على ميراث كبير من جدته الكبيرة، ويعتقد أن هذا الميراث سيجعلهما صانعي أفلام مشهورين، وتحقيق أحلام الآخرين، ولكن من أجل الحصول على هذا الميراث سيواجه تحدياً فريداً وشروطاً تعيقه ليصبح مليارديراً.

الجمهور متعطش لأكشن محلي

في حوار مع عامر المري، تحدث عن التقنيات الفنية العالمية التي عززت نجاح تجربة الأكشن في الفيلم، قائلاً «غنوم المليادر» بمثابة تحد كبير لي ولأبطال الفيلم، خصوصاً أنني أراهن دائماً على النجوم الجدد، وهم الأكثر مرونة عند محاولة استفزاز طاقتهم للحصول على أفضل ما عندهم، وهذا ما ساعدني على نجاح فكرتي بأن يظهر البطل الإماراتي بثوب مختلف، من ناحية الأكشن والأداء الاستعراضي، الكوميديا، دراما، رومانسية، الأمر الذي استغرق منا وقتاً طويلاً، وجهداً لا يمكن وصفه، ليخرج الأبطال بشكل متميز ويكون بمثابة دفعة لهم للأمام، خصوصاً أن الفيلم محلي، صناعة شبابية إماراتية، من دون الاستعانة بدوبلير في المشاهد القتالية، فهدفي هو دعم الإبداعات الشابة، وإظهار مواهبهم التمثيلية، وإعطاؤهم الفرصة للظهور واكتساب الخبرات اللازمة من خلال الاحتكاك مع صناع السينما المخضرمين في عالم التمثيل. فهذا النوع من الأفلام هو ما يستهوي الجمهور الإماراتي، خصوصاً من فئة الشباب الذي يفضل الأعمال الأمريكية والهندية، وهدفنا من خلال الاختلاف الذي نسعى له في تنفيذ الأفلام الإماراتية، أن نثري المشهد السينمائي بأعمال تنافسية نطمح في يوم من الأيام أن تنافس في مهرجانات السينما العالمية».

نقد الجمهور يدفعني للاستمرار

تميز الفيلم بالمواهب الواعدة الذين ظهروا للمرة الأولى على شاشة السينما، وكذلك ذوي الخبرة والتجارب التمثيلية الناجحة، الأمر الذي ساعدهم على تشجيع بعضهم البعض للظهور بأفضل ما عندهم. فمن جهته، يقول بطل الفيلم عمر الملا «المخاطرة سمة مشتركة بين كل من شارك في هذا الفيلم، لذلك ساندنا بعضنا البعض للخروج عن المألوف في تمثيل شخصياتنا، فهي أشبه بأفلام بوليوود، وهي من الأفلام المفضلة لجمهور الإمارات الذي سيقيم كل مشهد في الفيلم من دون مجاملة. فمن المعروف أن جمهور السينما في الإمارات اعتاد على «الكواليتي» العالي، وغالباً ما يكون نقده لاذعاً، وهذا النقد مهما كان سأتعامل معه كحافز لي للاستمرار، فهذا ما دفعني للاجتهاد كثيراً للتحضير للشخصية من ناحية اللياقة البدنية التي ساعدتني على الأداء القتالي والاستعراض».

تدريبات مكثفة للحركات القتالية

كذلك لفتت عهود النويس للتحضير للشخصية التي ترى أنها خارج الصندوق ولا تشبه أي عمل آخر، «سيغير الفيلم وجهة نظر الناس كلياً عن السينما الإماراتية، اجتهدنا كثيراً لنخرج أفضل ما لدينا من خبرة تمثيلية وموهبة، فدوري في الفيلم أخرجني من القالب الذي انحصرت به لسنوات وهو الفتاة المدللة الهادئة، فأنا في «غنوم المليادرير» شخصية قيادية مقاتلة باعتباري الذراع اليمين لرئيس العصابة، تأخذ الأمر منه وتنفذه مباشرة، وقد واجهت صعوبة في بداية الأمر من ناحية التدريب على حمل السلاح، والحركات السريعة القتالية، وقد ساعدني زملائي في العمل على التدريب والمثابرة وكذلك المدرب الخاص الذي كنت أتدرب معه أيضاً، وقد استغرقت وقتاً طويلاً للخروج من هذه الشخصية في الواقع، وهذا على الرغم من إعجابي بها كشخصية قيادية وغير مترددة».

حرصت أن أبرز شخصيتي ولا أتأثر بأحد

من جهته، أوضح الممثل عبدالله الجفالي أن الممثلين الإماراتيين لديهم من الموهبة والتمييز ما يبعدهم عن أي مقارنة مع الآخرين، «دوري هو رئيس العصابة وحرصت ألا أتأثر بأي شخصية عالمية أو عربية قدمت دور رئيس العصابة، فأنا أحب أن أبحث عن شخصيتي بنفسي، فقد كانت الشخصية المعروضة علي في البداية مسالمة وطيبة تعيش بعيداً عن المشاكل، وفجأة تحول الأمر لدور رئيس العصابة. والفيلم بشكل عام يضيف للسينما الإماراتية شيئاً جديداً، وابتعدنا من خلاله عن تقديم الأعمال بطريقة خجولة خصوصاً الأكشن، فهذه النوعية من الأفلام هي المطلوبة في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن لدينا رصيداً جيداً من الأعمال الدرامية الاجتماعية والكوميدية».

تشجيع الجيل الجديد من الممثلين الشباب

وإلى جانب أبطال «غنوم الملياردير»، حاورنا النجمة بدرية أحمد التي حرصت على حضور العرض الخاص للفيلم، لتشجيع أبطاله الشباب، فأكدت لنا «وجودنا اليوم بجانب الممثلين الصاعدين مهم، كي ندعمهم للاستمرار، ونقدم لهم النصائح بحب وذكاء، فقد كنا مكانهم في يوم من الأيام، وأي كلمة تشجيع ولو بسيطة مهمة ومحفزة لهم».

* تصوير: السيد رمضان