17 أغسطس 2023

"إن شاء الله ولد".. نقد فني لفيلم عربي يحظى بالتقدير

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

«إن شاء الله ولد» هو فيلم من إخراج أمجد الرشيد، الأردن - 2023، وبطولة: منى حوا، محمد الجيزاوي، هيثم عمري. نال إعجاباً نقدياً حين تم عرضه في مهرجان "كان" الأخير.

تتعدد المشاكل التي تواجه بطلة فيلم «إن شاء الله ولد» في هذا الفيلم الجيد من مخرج جديد يطرق باب السينما بثقة. بطلة الفيلم هي نوال (منى حوا) التي تستيقظ في أحد الأيام لتجد أن زوجها (محمد الجيزاوي) ميت في فراشه. يفتح هذا الموت المفاجئ الباب أمام تداعيات كثيرة. ليس فقط أن الزوجة وابنتها نورا (سالينا ربابة) وحيدتين بل هناك حقيقة أن المنزل الذي تعيش فيه والذي ساعدت زوجها في شرائه ليس ملكها. وثيقة الشراء لا تحمل اسمها لذلك تجد نفسها في وضع صعب عندما يطرق شقيق زوجها رفقي (هيثم عمري) الباب ذات يوم لكي يطلب منها بيع المنزل لأن الشرع يحتم أن يرث أهل الزوج كل شيء.

يوضح الفيلم بأنه طالما أن الزوجة لم تنجب ولداً فإن الميراث من حق عائلة الأب. بطبيعة الحال ترفض البيع لأنه إذا ما فعلت ستجد نفسها في الشارع، كما تقول. الجدل هنا لا ينتهي ورفقي الذي يبدأ كلامه بهدوء يكشف عن أنه في نهاية الأمر يطمع في البيت والمال من دون أي حساب للزوجة التي لا تكن إليه بالقربى. بالإضافة إلى ذلك، هناك القضية التي يرفعها ضدها وهناك عودة نوال إلى العمل كممرضة لكي تعيل ابنتها والزوجة المسيحية الحامل التي تريد إجراء عملية إجهاض لأن زوجها التي حبلت منه لديه علاقات أخرى.

هناك تناقض في وضع هاتين المرأتين ينصب في سياق الحكاية من دون تعقيد. وإذا ما أضفنا حيرة نوال في أمرها، خصوصاً بعدما يعرض عليها زميل في العمل، الزواج، ندرك كم كان المخرج واعياً لضرورة التحكم في أفعال وردات أفعال كل شخصياته لكي يتجنب السقوط في ميلودرامية الوضع والتعامل مع القضية الأساسية (وضع المرأة في المجتمع) من دون زلات عاطفية سريعة.