فتاة صغيرة في العشرينات من عمرها، تعرفت إلى شاب من مدمني تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وفي قرابة 24 ساعة «يوم واحد» على علاقة الصداقة التي جمعتهما، تورطت في قضية تعاطي، ووقفت متهمة أمام القضاء.
طيش الفتاة وسرعة انقيادها لرغبات الشاب في ظل غياب الرقابة الأسرية، دفعها في زمن قياسي للموافقة على طلباته بتجربة تعاطي المواد المخدرة وتدخينها، لتجد نفسها بعد أن استفاقت من تأثير المخدر في وضع لا تحسد عليه، ومسجل باسمها «أول قضية».
تفاصيل قضية الفتاة وما جرى معها، اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكمي محكمة الجنايات والجنح في دبي، واللتين أصدرتا حكمين منفصلين بحق الشاب والفتاة.
بداية القضية
بدأت تفاصيل القضية، عندما تلقت الجهات الشرطية المختصة في مكافحة جرائم المخدرات معلومات عن أن الشاب يدمن تعاطي السموم المخدرة، ويحوز على كمية من مخدر الحشيش في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.
فوراً، أصدرت الشرطة إذناً من النيابة العامة من أجل إلقاء القبض عليه وتفتيشه ذاتياً، وتفتيش السيارة التي يقودها، لضبط ما بحوزته من مواد مخدرة أو أية ممنوعات أخرى تظهر أثناء عملية التفتيش، وتشكل حيازتها جريمة يعاقب القانون عليها.
في يوم الضبط، وتحديداً في الساعة 10:44 دقيقة مساء، علمت الجهات الشرطية أن الشاب يتواجد في إحدى المناطق بإمارة دبي يتجول فيها باستخدام سيارته، فداهمت السيارة.
فتاة في السيارة
ألقت الشرطة القبض على الشاب، وعند تفتيش سيارته عثرت برفقته على فتاة، تبين أنها تبلغ من العمر 25 عاماً، لكن هذه الفتاة لم تكن في كامل وعيها، يقول أحد القائمين بعملية الضبط في تحقيقات النيابة العامة: «ظهرت بحالة غير طبيعية وكانت تتلعثم بالكلام».
أحضرت الشرطة شرطة نسائية لتفتيش الفتاة غير الواعية، لكن لم يتم العثور معها على أي ممنوعات، فنقلتها الشرطة إلى المختبر الجنائي لفحصها، والتحقق من محتوى جسمها من سموم مخدرة تجعلها في هذه الحالة غير الطبيعية.
غير واعية بسبب الحشيش
أظهرت الفحوص الطبية أن جسم الفتاة يحتوي المادة الفعالة لمخدر الحشيش وأنها بالفعل كانت تدخن هذا النوع من السموم، وأظهرت أيضاً أن الشاب المدمن برفقتها يحتوي جسمه على ذات المخدر المدرج ضمن المواد المحظور تناولها في دولة الإمارات عملاً بالقانون الاتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وتعديلاته.
الفتاة: صديقي منذ 24 ساعة
بعد ضبطهما، أقر الشاب أنه أخذ سيجارة حشيش من أحد الأشخاص ودخنها، ثم أعطاها للفتاة لتدخن منها أيضاً أثناء تواجدهما في سيارته، نافياً أن يكون قد أعطى الفتاة لتدخن الحشيش بمقابل الحصول على مبلغ مالي منها.
أما الفتاة، فقالت إنها كانت برفقة الشاب في سيارته لحظة ضبطهما، وأنه صديقها، وتعرفت إليه قبل يوم واحد فقط من واقعة القبض عليها، و«لم تمض على علاقتنا 24 ساعة». وأضافت «أن الشاب زودها بسيجارة لمخدر الحشيش لتعاطيها بدون مقابل، وأنها قامت بتعاطي المخدر في ذات يوم القبض أثناء تواجدها في سيارته».
5 سنوات للشاب
بعد أن تبين أن الشاب هو من زود الفتاة بمخدر الحشيش، رفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحقه إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، بتهمة «تسهيل تعاطي المواد المخدرة إلى الفتاة في غير الأحوال المصرح بها قانوناً»، إلى جانب توجيه تهمة «تعاطي مخدر الحشيش له».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة الشاب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات والغرامة التي لا تقل عن خمسين ألف درهم عملاً بالمادة 48 من المرسوم بقانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
رأت محكمة الجنايات أن الشاب سعى فعلاً لتوريط الفتاة في عالم المخدرات وتسهيل التعاطي لها، وقررت إدانته بالتهمتين الموجهتين له، وأخذه بأشد عقوبة تنص عليها تهمة «تسهيل التعاطي»، لذلك قضت بسجنه لمدة 5 سنوات مع تغريمه مبلغ 50 ألف درهم، وإبعاده عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم.
مصير الفتاة
أما الفتاة التي ورطت نفسها بمصادقتها هذا الشاب المدمن، فرفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحقها إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنح، كونها الجهة المختصة لنظر قضايا التعاطي.
حاولت الفتاة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة عبر إنكار تهمة التعاطي لكن دفاعها لم يكن سوى محاولة يائسة منها لا جدوى منها في ظل الدلائل اليقينية من ضبطها في حالة غير طبيعية واحتواء جسمها على مخدر الحشيش.
قضت محكمة الجنح بمعاقبة الفتاة على تهمة تعاطيها الحشيش بتغريمها مبلغ 20 ألف درهم، وأمرت بإبعادها عن الدولة، لينتهي بذلك يوم مصادقتها لمدمن مخدرات بهذه النتيجة.