السينما لا بوابات لها. يدخلها من يشاء خصوصاً في المجالات النقدية. كل صاحب رأي يعين نفسه أستاذاً. كل من يرى فيلماً يريد الحديث فيه نقداً فيكتب أشياء مثل «ونجح المخرج في...» أو «أما التمثيل فجاء ممتازاً»، ثم ينتقل إلى ناحية أخرى متجاهلاً الحديث عن أسباب التميز، و«التصوير كان معبراً عن فحوى الموضوع».. (نعم يا خويا؟).
وواحدة من المصطلحات المتكررة كلمتي «البناء الفيلمي». الكلمة صارت مستخدمة مثل صابون اليد حتى بين النقاد ومن يكتب ما يعتقده نقداً، فيقول في كتابته: «أما البناء الفيلمي فقد جاء فاشلاً» كما لو أن المخرج كان يؤسس لعمارة لكنه وضع المطبخ مكان غرفة النوم في أحد الطوابق. ثم ما هو «البناء الفيلمي» لفيلم «انتصار الإرادة» لليني رايفنشتول أو «الأسف والشفقة» لمرسل أوفلوس، المبنيان بكاملهما على المشاهد التوثيقية الطويلة ذات التتابع الأفقي. ومؤخراً من كتب عن فيلم كريستوفر نولان الجديد «أوبنهايمر» بأن «البناء الفيلمي يعتبر من أهم إنجازات الفيلم».. لابد أن «المعمرجي» كان ممتازاً!
يضاف إلى هذه الاستخدامات المشتقة من حرفة بناء العمارات حقيقة أن البعض ما زال يقسم النقد إلى «بناء» و«هدام» كما لو أن الناقد «معمرجي» بدوره.