09 نوفمبر 2023

"سجن باركود".. مسرحية إماراتية شبابية في معرض الشارقة الدولي للكتاب

محررة في مجلة كل الأسرة

هل يمكن حبس المتنمّرين؟ بل عزلهم في جزيرة نائية؟.. أمنية الأشخاص الذين يتعرضون للتنمّر والعنف في حياتهم اليومية، جسّدتها مجموعة من الفنانين الشباب بقيادة المخرج مروان عبدالله صالح، في أول عرض مسرحي إماراتي للكبار في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

تدور أحداث المسرحية في جزيرة نائية تدعى «باركود»، أبطالها مسجونون في سجن يحمل اسم الجزيرة، وتهمتهم التنمّر، كلّ واحد فيهم يتنمّر بطريقة معينّة، فهناك الذي يتنمّر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك المتنمّر على الشخصيات المشهورة، وهناك المتنمّرة على زميلاتها اللواتي يخالفنها في القناعات، كلهم متنمّرون متسلسلون، وكان من الواجب على السلطات أن تبعدهم عن الناس الطبيعيين، فلا أمل فيهم.

شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 42، أضخم عمل مسرحيّ استعراضي إماراتي لعام 2023، وهو «سجن باركود»، حيث تعرّف الجمهور إلى قصة هذا السجن العجيب، الذي جمع العديد من الطاقات الشابة في مجال التمثيل، وهو من إخراج مروان عبد الله صالح، وبالتعاون مع المؤلفة الإماراتية ميرة المهيري، وبطولة باقة من الممثلين الإماراتيين اللامعين: موسى البقيشي، عبد الله الباهتي، سلطان بن دافون، هيفاء العلي، هيا القايدي، ريم الفيصل، سارة السعدي، وغيرهم من الممثلين ذوي الطاقات التمثيلية الكبيرة، الذين قدموا أداء مميزاً جعل جمهور المسرح الغفير لا يتوقف عن متابعة كل لحظة، ومشهد من العرض.

وصف المخرج مروان عبدالله صالح عرض المسرحية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالحلم الذي تحقق أخيراً «يشهد معرض الكتاب العديد من الأعمال المسرحية العالمية، ولكن لم يسبق أن تم عرض مسرحية إماراتية للكبار، لذلك أشعر بفخر كبير أن يتم عرض مسرحية «سجن باركود» خلال فعاليات هذا الحدث الثقافي العالمي الكبير، لنعطي طاقة أمل للفنانين الشباب ليحظوا بفرص لعرض أعمالهم في المهرجانات والفعاليات الدولية الإماراتية، أما بالنسبة إلى المسرحية فهي مساحة لاستعراض المواهب الإماراتية الشابة أمام جمهور ذواق ومثقف.

كما أنها تتناول العديد من الرسائل، أبرزها التنمّر الذي يتسبب بالعديد من العُقد النفسية والاجتماعية، ولكن في قالب فكاهي ساخر وكوميدي، وفي الوقت نفسه تشكل وعياً تجاه قضايا مجتمعية حساسة، مثل قضية التنمّر وخطورته حين يستشري في المجتمع، والعنف ضد المرأة. كما حرصنا أن نقدم صورة مشرفة عن المسرح الإماراتي، واستخدمنا العديد من التقنيات الحديثة لنواكب التطور الذي تحظى به دولة الإمارات».

في المسرحية، تلعب الفنانة هيفاء العلي دور رئيسة عصابة المتنمّرين، وقد أعطاها الدور الفرصة لإبراز موهبتها الكوميدية كممثلة إماراتية ناجحة، وتشير إلى أن «استمرار نجاحنا في المسرحيات الكوميدية أعطى حافزاً لأعضاء الفرق المسرحية الأخرى للاجتهاد، والثقة بأنفسهم، لتقديم أعمال مشابهة من ناحية العرض، وتناول الموضوعات المجتمعية وتقديمها في قالب كوميدي يصل لجميع فئات المجتمع.

وبالنسبة إلى التنمر الذي تتحدث عنه المسرحية، فقد تعرضنا له جميعاً، وقد وقعت أنا ضحية له في بداية عملي الفني، وكدتُ اترك مجال الفن بسبب التعليقات السلبية، لذلك دورنا كفنانين شباب أن نحارب الظواهر التي يتعرض لها جيلنا في أعملنا المسرحية».

من جهتها، تقول الممثلة الشابة دنيا يوسف «المسرح هو انطلاقتي في عالم الفن، وأنا سعيدة بالفرصة التي يعطيها المخرج مروان صالح، للشباب، كي يبدعوا في عمل يجذب الجمهور ليذهب للمسرح برغبته، ويشتري تذكرة، ويستمر في مشاهدة العرض لأكثر من ساعة في ظل السرعة التي نشهدها بسبب منصات التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، والهواتف الذكية، فقد أعطانا المسرح الثقة بأنفسنا لنستمر في الإبداع، خصوصاً أن العمل في مسرحية «سجن باركود» يعد متكاملاً من جميع النواحي، وأدهشنا جميعاً، قبل أن يدهش الجمهور، فالسجن الذي نستعرضه في المسرحية افتراضي، ويشبه الواقع الذي نعيشه، لذلك تمكنّا كشباب، من أن نتبنّى العديد من الرسائل، أبرزها ما يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تشويه لصور الناس بحجة أنها آراء شخصية».

لدى الفنان الشاب سلطان بن دافون، وجهة نظر أخرى في ما يتعلق بمفهوم التنمر «مصطلح التنمّر ظهر في السنوات الأخيرة، ولم نسمع به من قبل، فأنا بشكل عام، لا أحب أن أضخّم الأمور، أو أرى الجانب السلبي من الحياة، فعادة نحوّل المواقف الجادة إلى ساخرة كي نضحك، ونتجاوز الأيام والتحديات ببساطة، لذلك أرى أن تعزيز مصطلح التنمّر في المجتمع يزيد من تعقيد بعض المواقف، فنحن نسخر من أنفسنا، ومن بعضنا بعضاً ببساطة، أما عندما تخرج الأمور عن إطارها فلابد من وقفة».

ويضيف سلطان بن دافون «وهذا ما نستعرضه في المسرحية، حتى عندما نستهزئ من حديث يدور بيننا خلال العرض، يضحك الجمهور، ويشعر بأن هنالك مواقف مضحكة لا تحتاج إلى إدراجها تحت مسمى التنمّر، وأرى أن هذه إحدى الرسائل التي يمكن أن تقدمها المسرحية للجمهور، خصوصاً فئة الصغار».