27 نوفمبر 2023

محمد رُضا يكتب: أوراق من هوليوود

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رُضا يكتب: أوراق من هوليوود

تطلّب الأمر 4 سنوات قبل أن يقوم المخرج مارتن سكورسيزي، بتحقيق فيلمه الأخير (الذي له وعليه) Killers of the Moon Flower. ويتباهى المخرج ريدلي سكوت بأنه في عام واحد، أنتج وأخرج 4 أفلام، بينها فيلمه الضخم «نابوليون».

محمد رُضا يكتب: أوراق من هوليوود

شغل سكوت ليس هيّناً بدوره. هو لا يسلق أفلامه، لكنه نشيط ويعمل 18 ساعة في اليوم. إذن، السرعة والبطء ليسا في الميزان هنا. أفلامه في العموم جيدة. ومن الصعب أن تجد له فيلماً رديئاً، أو ركيكاً. قد لا تحب بعضها، لكنها جميعاً متقنة الصنع.

محمد رُضا يكتب: أوراق من هوليوود

الفيلم الجديد لسكوت هو «نابوليون» الذي قضى في تصويره 4 أشهر، بما فيها التوقف عن العمل نتيجة الإضراب. ومن الغريب أن السينما لا تترك نابوليون في حاله. دائماً هناك عودة إليه على الشاشة الكبيرة، أو الصغيرة.

إضافة إلى فيلم سكوت عند ستيفن سبيلبرغ النية في إطلاق نابوليونه الخاص في سبع حلقات تلفزيونية. فهل من مزيد؟

فيلم «أوديسا الفضاء»
فيلم «أوديسا الفضاء»

كوبريك في الدق

فيلم سبيلبرغ له تاريخ طويل. المشروع الذي آل إليه الآن هو من إعداد المخرج الراحل ستانلي كوبريك («أوديسا الفضاء: 2001») الذي أعد العدّة في الستينات لتحقيق فيلم عن القائد الفرنسي.

في الفترة ذاتها قام الروسي، سيرغي بوندارتشوك، بتحقيق فيلمه «ووترلو» حاشداً فيه 40 ألفاً من المجاميع (تبرع الجيش الروسي)، وواضعاً رود ستايغر في البطولة. فيلم كبير الحجم، جميل الإخراج، لكنه لم يلق إقبال الجمهور، فسقط.

إثر سقوطه غيّر كوبريك رأيه، ولم يعد يريد تحقيق هذا المشروع. وكتعويض قام بتحقيق فيلم تاريخي خيالي بعنوان «باري ليندن»، الذي نال إقبالاً لا بأس به.

لكن مشروعه عن نابوليون بقي في الحفظ، وبعد اتصال سبيلبرغ بورثة كوبريك، أميط اللثام عن استعادة ذلك المشروع على أن يقوم سبيلبرغ بإنتاجه.

أعرف عائلة مخرج عربي راحل جمعت أوراقه ومحفوظاته ورمتها في الزبالة، على أساس أنها لم تعد مهمّة.

محمد رُضا يكتب: أوراق من هوليوود

سقوط السوبر هيروز

  • استيقظت هوليوود قبل خمسة أيام على مفاجأة لم تتوقعها: فيلم سوبر هيرو جديد من إنتاج «مارڤل ستديوز» الأثيرة، وتمويل وتوزيع وولت ديزني، سجل 46 مليون دولار في ثلاثة أيام.
  • في عهد مضى كان هذا المبلغ هو حلم. المنتج لا يجرؤ على أن يحلم بأكثر منه. اليوم، 46 و50 و60 مليون دولار لافتتاح فيلم هو لا شيء.
  • لكن هذا ما حققه الفيلم الذي يضم ثلاث نساء خارقات القوى يتصدّين لقوى أخرى تريد دمار الأرض، والعالم حولها. من يكترث؟ الإنسان العادي يقوم بواجبه في هذا الاتجاه من إيذاء البيئة، إلى الحروب، إلى ابتداع الأمراض الوبائية.
  • بهذا الإيراد الصغير (ولو نسبياً بالمقارنة مع إيراد أي فيلم عربي) شعرت هوليوود بأن في الأمر شيئاً خطأ. ربما تمكّن أعداء الأرض من تغيير ما يفضّل الجمهور العريض مشاهدته. ربما هي بداية عودة إلى السينما كملتقٍ للفن والفكر والتجارة.
  • لكن المشكلة الأكبر أن كلفة هذا الفيلم المهلهل (مضحك من درجة ركاكته)، وصلت إلى 220 مليون دولار. غلطتان، أو ثلاث من هذا النوع ومديرو أقسام الإنتاج في ديزني سيجدون أنفسهم يبحثون عن عمل آخر.