17 ديسمبر 2023

"شاب وفتاة".. وقصة الموعد الأخير في الغرفة الفندقية

فريق كل الأسرة

في غرفة فندقية كان موعدهما من أجل اللقاء لتعاطي المواد المخدرة، والمؤثرات العقلية، فالاثنان مُدمان، واعتادا على اللقاءات سوياً في العديد من الأماكن، من أجل «الانتشاء» بالسموم، لكن هذه المرة كان الموعد مختلفاً.

الحديث هنا عن «شاب وفتاة» ارتبطا بصداقة غير سويّة، كان محورها «تعاطي المواد المخدّرة»، إلا أن ما أخفياه من تعاطٍ في «السّر» انتهى بكشف أمرهما في الموعد «الأخير».

تفاصيل ما حدث في هذا الموعد «الأخير»، وأين انتهى المطاف بالشاب والفتاة، وعلاقة الصداقة بينهما، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حُكمين قضائيين صدرا بحقهما تضمّنا عقوبات السجن والغرامة المالية مرتفعة القيمة:

وفقاً للحكم القضائي، بدأت تفاصيل القضية عندما تلقت الجهات الشرطية المُختصة في مكافحة جرائم المخدرات معلومات عن أن الشاب والفتاة بينهما علاقة غير سويّة، ويجتمعان مع بعضهما بعضاً، لغرض تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في غير الأحوال المصرّح بها قانوناً.

وبناء على هذه المعلومات، أصدرت الجهات الشرطية إذناً من النيابة العامة من أجل إلقاء القبض على الشاب والفتاة معاً، وضبط ما بحوزتهما من مواد مخدرة، أو أية ممنوعات أخرى، تظهر أثناء عملية التفتيش، وتشكل حيازتها جريمة يعاقب القانون عليها، لمنعهما من الاستمرار في التعاطي، أو التأثير في آخرين ليتورطوا معهما أيضاً.

تعاطٍ في غرفة الفندق

علمت الجهات الشرطية المُختصة أن الشاب يتواجد في أحد الفنادق بعد قيامه بحجز غرفة فيه، فقررت في البداية إلقاء القبض عليه، ومن ثم إلقاء القبض على صديقته.

في الساعة العاشرة مساء، توجّه أفراد الشرطة إلى غرفة الشاب، وطرقوا الباب، فخرج ليفاجأ بأن من في الخارج هم الشرطة من مكافحة المخدرات، وأصابته الصدمة من معرفة مكان تواجده، ومعرفتهم بأنه مُدمن على تعاطي المواد المخدرة.

الصدمة أيضاً لم تكن لدى الشاب بسبب معرفة تعاطيه للسموم المخدرة، وإنما مما كان يخفيه في داخل الغرفة الفندقية، حيث دخل أفراد المكافحة إليها، وبعد تفتيشها عثروا في داخلها على كمية من مادة «الميثامفيتامين» التي تُعد من المؤثرات العقلية المحظر تعاطيها في الدولة.

وفي الغرفة، أقرّ الشاب بتعاطيه المواد المخدرة كالميثامفيتامين المضبوطة بحوزته، بعد شرائها من أحد التجار، مؤكداً أن مادة «الميثامفيتامين» المضبوطة في الغرفة عائدة له فعلاً، وأنه جلبها ليتعاطاها هذه الليلة.

فتاة تدخل الغرفة وتُفاجأ بالشرطة

في تلك الأثناء، وخلال عملية إلقاء القبض على الشاب، تبيّن أن هناك موعداً للقاء بينه وبين الفتاة في الغرفة نفسها، حيث فوجئ أفراد الشرطة بحضورها من تلقاء نفسها إلى الغرفة، ليتم إلقاء القبض عليها أيضاً.

كانت الفتاة في حالة صدمة كذلك من كشف أمرها، ومعرفة علاقتها بالشاب، حيث أقرّت فور إلقاء القبض عليها، بأنها على علاقة صداقة به، ويجتمعان سوية دائماً من أجل تعاطي المواد المخدرة.

وأكدت الفتاة أن صديقها الشاب هو من يجلب المواد المخدرة، وأنه هو من يعطيها المادة المخدرة من أجل التعاطي من باب الصداقة، ومن دون الحصول على مبالغ مالية لقاء ذلك.

ماذا كشف الفحص المخبري؟

قادت الشرطة الشاب والفتاة إلى مختبر الأدلة الجنائية لإجراء الفحوصات المخبرية لهما، حيث أظهرت النتيجة الخاصة بفحص الشاب احتواء جسمه على مركّبي مادتي «امفيتامين والميثامفيتامين»، فيما أظهرت الفحوص الطبية الخاصة بالفتاة احتواء جسمها على المادة الفعّالة لمخدر الحشيش.

3 تهم للشاب وواحدة للفتاة

بعد ضبطهما، رفعت النيابة العامة في دبي، لائحة اتهام بحق الشاب إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، ضمت ثلاث تهم، أولاها «تسهيل تعاطي المواد المخدرة للفتاة في غير الأحوال المُصرّح بها قانوناً»، فيما تمثلت التهمة الثانية في «الحيازة بقصد التعاطي لمادة ميثامفيتامين»، وأمّا التهمة الثالثة فكانت «تعاطي مؤثرين عقليين عبارة عن مركّبي «امفيتامين وميثامفيتامين».

وطالبت النيابة العامة بمعاقبة الشاب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات، والغرامة التي لا تقل عن خمسين ألف درهم، عملاً بالمادة 48 من المرسوم بالقانون الاتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وتعديلاته، عن التهمة الأولى بمفردها، أما عن التهمتين، الثانية والثالثة، فطالبت بإيقاع غرامة مالية عليهما عملاً بالقانون نفسه.

أما الفتاة، فرفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحقها إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنح، باعتبارها المحكمة المُختصة في قضايا التعاطي، موجهة لها تهمة واحدة تمثلت في تعاطي مخدر الحشيش في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.

ودانت محكمة الجنايات الشاب بالتهم الثلاث الموجهة إليه، وأصدرت حكمها بسجنه لمدة 5 سنوات مع تغريمه مبلغ 50 ألف درهم، ومصادرة المادة المخدرة المضبوطة في غرفته الفندقية، إلى جانب أمرها بإبعاده عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم.

أما الفتاة، فاكتفت محكمة الجنح بمعاقبتها على تهمة تعاطيها الحشيش بتغريمها مبلغ مالي قدره 10 آلاف درهم، من دون أن توّقع عقوبة الحبس بحقها.

اقرأ أيضاً: تاجر مخدرات يستغل حسابات بنكية لجمع المال من «مدمنين»