تحت شعار «قصص ترويها الطبيعة»، انطلقت، مؤخراً، فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء» التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، من أجل تعزيز المشهد السينمائي المحلي، ودعم حملة السياحة الوطنية الداخلية «أجمل شتاء في العالم»، حيث يستمتع زوار المهرجان بالعروض الموسيقية والتراثية، إضافة للنشاطات الحرفية الإماراتية.
دعم صنّاع الأفلام وأصحاب المواهب من أبرز الأهداف التي يسعى «المرموم: فيلم في الصحراء» لتحقيقها من خلال العديد من الورش التي تجمعهم مع الخبراء والمختصين في مجال السينما، لاحتضان ودعم أصحاب المواهب، وتمكينهم من التعبير عن أفكارهم، وإلهامهم أفكاراً جديدة، خصوصاً أن المهرجان يعرض أكثر من 70 فيلماً روائياً، إلى جانب تنظيم نحو 30 ورشة عمل، و10 ندوات وجلسات حوارية متنوعة، بمشاركة نخبة من المتحدثين والمخرجين والمختصين في صناعة السينما، تجسيداً لرؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
«المرموم: فيلم في الصحراء» ودعم صنّاع الأفلام
من جهتها تقول مدير مشروع مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء»، موزة الفلاسي «نهدف من خلال المهرجان لتطوير المحتوى الإبداعي، وتعزيز روح الابتكار لدى صنّاع السينما، خصوصاً مع التغيّر الملحوظ الذي تشهده صناعة السينما بفضل التقنيات التكنولوجية الحديثة والرقمنة، لذلك نحرص من خلال الورش التي نقدمها في المهرجان على مساعدة أصحاب المواهب الإبداعية لمواكبة هذه التقنيات، عبر توسيع معارفهم في مختلف مجالات الصناعة، تحفزهم على مواصلة إنتاج أعمال فنية تثري المشهد الثقافي المحلي».
صناعة فيلم في كواليس مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء»
وبالحديث عن إلهام صنّاع الأفلام أفكار جديدة، بل خارج الصندوق، اقترح المخرج الإماراتي حسين الأنصاري، أن تتحول ورشة عمل سينمائية، تحت إشراف فهد بكير و«دبي للثقافة»، إلى فيلم سينمائي قصير، أطلق عليه «المرموم»،، وتم تصويره بالكامل خلال أيام المهرجهان، «فكرة الفيلم تعكس بيئة وكواليس المهرجان، من خلال تصوير أحداثه، وفعاليات يومية حية من داخل منطقة المرموم مباشرة، والقصة تدور حول علاقة حب نشأت بين فتاة متطوعة في المهرجان، وبين زميلها، ويتعرضان لمواقف وحصار من رئيس الفرقة التطوعية، وباقي الأحداث سيشاهدها الجمهور في اليوم الختامي للمهرجان».
ويتابع الأنصاري حديثه عن فكرة الفيلم الجديدة من نوعها، «لم يسبق أن تمّ التصوير في موقع أحداث المهرجانات السينمائية، خصوصاً أنه يستعرض الكواليس والأجواء أثناء المهرجانات، التي عادة ما تلهم صناع الأفلام للإبداع وخلق أفكار جديدة، ومختلفة، وهذا ما نفذناه بالفعل من خلال فيلم «المرموم»، فقد قمنا باستغلال وجودنا في هذه الأجواء الاستثنائية، وعيشنا تجربة تصوير وإخراج مختلفة، وظّفناها من خلالها كل الطاقات الموجودة في المهرجان».
ورش سينمائية في مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء»
يتضمن المهرجان سلسلة ورش عمل ثرية بالمعرفة، حيث يشرف المخرج هاني الشيباني على ورشة إعداد المخرج السينمائي، ويبيّن السيناريست محمد حسن أحمد عبر ورشة «النص السينمائي» الفرق بين النص الدرامي والسينمائي، أما المخرجة والشاعرة نجوم الغانم فتقدم، بالتعاون مع علي محمود، ورشة «صناعة الفيلم الوثائقي»، وتستعرض تالا الطويل خلال ورشة «المونتاج السينمائي» فنون وتقنيات تحرير الفيلم باستخدام برامج المونتاج الحديثة، من جهته يسعى المخرج والممثل عارف الطويل عبر ورشة «تطوير الممثل السينمائي» إلى تزويد المشاركين بأبرز استراتيجيات فنون الأداء، ويتناول سمير كرم فنون التصوير السينمائي وهندسة الإضاءة والصوت في ورشة «التصوير والإضاءة والمونتاج».
وفي حديثنا مع مايا المير، التي تقدم ورشة «المكياج والخدع السينمائية»، قالت «المناطق الصحراوية ملهمة بالنسبة إلي كي أبدع في رسم ملامح الشخصية من خلال المكياج، فقد لاحظت من خلال وجودي في المهرجان أن الاهتمام بالمكياج السينمائي كبير، والعديد من الشباب يحرصون على تعلّمه، فهو ممتع للغاية، ومهم بالنسبة إلى صناعة السينما المحلية، فلابد من توفر أيدٍ عاملة محلية في هذا المجال».
فعاليات للأطفال في المهرجان
نظم المهرجان لزواره الصغار تشكيلة ورش عمل متنوعة يقدمها مركز الجليلة لثقافة الطفل، بهدف تدريبهم وصقل مهاراتهم، ومن بينها ورشة «مسرح دمى الظل»، وخلالها يتدربون على تقنيات مسرح الظل واستخداماته، فيما يتعرفون في ورشة «تشكيل القناع المسرحي» إلى فنون صناعة الأقنعة، كما يشتمل البرنامج ورش «تحريك الرسوم بقلب الورق» و«الخط الطباعي»، و«الرسم بالرمل»، و«رسم لوحات المانغا»، وأخرى تتناول طرق تشكيل الخزف، وتقنيات فن الكولاج. وتقدم بلدية دبي، ورش «التلوين في الطبيعة»، و«بيئتنا هي قصتنا»، و«بيئتنا مسؤوليتنا».