مهرجان الشارقة للسيارات القديمة... تجمع عشاق السيارات الكلاسيكية من داخل الإمارات وخارجها
توجّه عشاق اقتناء السيارات الكلاسيكية للمشاركة بنحو 300 مركبة من أندر أنواع السيارات، في فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة، الذي انطلق مؤخراً، تحت شعار «أكثر من مجرد سيارة»، بحضور الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي، مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، والعديد من المسؤولين والخبراء في المجال، حيث يعرض المهرجان، الذي نظمه نادي الشارقة للسيارات القديمة في مقره بجانب مطار الشارقة الدولي، مجموعات متنوعة من أقدم وأندر السيارات، منها الرياضية، وذات الدفع الرباعي، وسيارات السباق.
تأتي فكرة مهرجان الشارقة للسيارات القديمة، لخلق فرصة تجمع عشاق اقتناء السيارات الكلاسيكية مع الخبراء ورجال الأعمال المهتمين بالمجال، خصوصاً أن السيارات القديمة تحولت من مجرد هواية إلى فرصة استثمارية رابحة؛ إذ ترتفع أسعارها كلما تقدم بها الزمن، ويزداد المهتمون بها يوماً بعد آخر، كما أتاح المهرجان الفرصة للتعرف عن كثب إلى طرق إعادة بناء وتأهيل السيارات القديمة، والخيارات المتاحة لصيانتها، وقطع الغيار المتوفرة على اختلاف أنواعها، وطُرزها، وكيفية معرفة قيمتها والتعامل مع أجزائها المختلفة.
نصائح من بطل الرالي مبارك الهاجري
استضاف المهرجان في جلسة بعنوان «السيارات القديمة.. سحر السرعة وجاذبية الجمال» بطل رالي السيارات القطري، مبارك الهاجري، حيث تحدث عن إمارة الشارقة كوجهة لعشاق السيارات، مشيراً إلى أن أكثر سباقاته داخل دولة الإمارات كانت في الشارقة، كما سلّط الضوء على شغفه المُبكر برياضة السيارات، والذي بدأ في سن السابعة عشرة، قبل أن يحترفها عام 1980 محققاً الكثير من البطولات، مؤكداً أن هذه الرياضة مكلفة وخطرة، وتحتاج في البدايات إلى مموّل، وقدّم الهاجري لهواة السيارات القديمة من الجيل الجديد نصائح عن كيفية انتقائها، والعناية بها، وصيانتها، ومعرفة قواعد تغليفها، وسحب الهواء منها، وكيفية تشغيلها بعد ركنها لمدة طويلة.
معايير كون السيارة قديمة
أما الجلسة الثانية التي فكانت بعنوان «الاستثمار في السيارات القديمة.. أين تكمن الفرص؟»، وتحدث خلالها كل من مازن الخطيب، مؤسس ورئيس شركة نوستالجيا للسيارات الكلاسيكية، وأحمد الحاي، مؤسس معرض الحاي للسيارات، وأدارها الإعلامي أحمد بن ماجد. مازن الخطيب، الذي جمع أكثر من 107 سيارات من أعرق وأندر الموديلات، قدّم تعريفاً دقيقاً لها، مبيّناً أنها لا تعتبر «قديمة» إلا بعد مرور 30 عاماً على صناعتها في أوروبا، و25 عاماً في الولايات المتحدة، ناصحاً بعدم الإكثار من أعداد السيارات القديمة المملوكة، بسبب تكاليف صيانتها الباهظة، وأن يتم تشغيلها ما بين شهري أكتوبر ومايو، من كل عام، وبعد ذلك ينبغي على صاحبها أن يقوم بتوقيفها وركنها حفاظاً عليها.
وخلال جولة «كل الأسرة» بين السيارات القديمة المشاركة في المهرجان، تحدثنا مع عشاق الطراز القديم من السيارات الكلاسيكية، حيث ذكروا أن من أسباب اهتمامهم بالحصول على هذه الأنواع من السيارات الرغبة في التفرد والتميّز، أو لخلق فرص استثمارية جديدة من خلال اقتنائها حالياً، لتطويرها، وبيعها في وقت لاحق.
تفاصيل نادرة
يمتلك عبدالرحمن أحمد سيارة ميني كوبر «موديل 1975»، ويرى أنها أعلى قيمة بالنسبة إليه من أفخم السيارات الحديثة «جميعاً بحاجة إلى التطور والتقنيات الحديثة، ولكن السيارات الكلاسيكية القديمة ذات قيمة لا تقدّر بمال، ولا يمكن إغفال سحرها، فاليوم نرى أطفالاً صغاراً يعجبون بسيارات حتى لم يشاهدوها في الأفلام مثلنا، ولكن يعجبهم التصميم والتفاصيل الدقيقة داخل السيارة، وخارجها، لذلك أعتني بها بنفسي كي يزداد سحرها، ولا أقودها كثيراً كي لا أحتاج لتغيير أي قطعة ثمينة وأصيلة فيها، على الرغم من توفر قطع غيارها، على العكس من بعض السيارات الأخرى التي يندر الحصول على قطع غيارها».
صعوبة الحصول على قطع الغيار
لفت كذلك ناصح أحمد، من قطر مالك سيارة مرسيدس موديل 1960، إلى صعوبة الحصول على قطع غيار موثوقة من دون أن تكون ضمن مجموعة من ملاك السيارات القديمة «إذا لم يكن لديك من الأصدقاء من يرشدك أو يتوفر لديه طلبك، فلن تتمكن من إصلاح سيارتك الكلاسيكية بسهولة، لذلك أفكر في تأسيس ورشة متخصصة لمتطلبات واحتياجات أصحاب السيارات الكلاسيكية، لتوفير قطع الغيار، وتجهيز أماكن لعمل الصيانة والفحص الدوري لها، وهي فرصة لتوظيف المهرة والمتخصصين في هذا النوعية من السيارات».
تتطلب اهتماماً كبيراً
يقول خالد عبدالله من السعودية: عندما تقع عيني على إحدى السيارات الكلاسيكية لا أستطيع المقاومة، لكني أتردد في شرائها عندما أتذكر ما تحتاج إليه السيارة من قدر كبير من الصيانة، فالتعامل مع السيارات الكلاسيكية، يتطلب الكثير من الاهتمام، وميزانية خاصة للإنفاق على متطلبات الحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، فالأمر يحتاج إلى اكتساب الكثير من الخبرة كي تنجح في تحويل هذه السيارة لتحفة فنية، وليس مجرد سيارة نستعرض بها أمام عشاق السيارات، لذا أنصح باختيار سيارة غير نادرة بشكل كبير، لإمكانية الحصول على قطع غيارها وأجزائها في مراكز الصيانة.
تقدير قيمة السيارة
يرى محمد فوزي سيارة، أن المواد التي صنعت منها السيارات القديمة تبقى أمتن وأكثر أصالة، من السيارات الحديثة، والدليل أنها ما زالت تسير على الطرقات حتى يومنا هذا، وبثقة وأمان، والأمر يعود كذلك لطريقة قيادة السيارة قديماً، ليس كما يحدث اليوم من سرعة جنونية، ومن القيادة لمسافات طويلة يومياً، لذلك أرى أن نحافظ على سيارتنا الفخمة اليوم، لأنه بعد سنوات ليست ببعيدة ستكون نادرة مع هذا التطور السريع الذي نشهده يوماً بعد يوم، فلا يمكن وصف شعوري عندما أقود سيارتي المرسيدس الكلاسيكية، ومشاركتي في متحف السيارات القديمة، اليوم، زادت من قيمة شغفي بالسيارات الكلاسيكية.
المالك الأول
يقول وليد البلوشي: سيارتي سوبرا موديل 1993، والنادر فيها إنها بحالتها من الوكالة، لم يتم تغيير أي قطعة فيها، قطعت مسافة قصيرة جداً على الطريق، وقد طلبتها من اليابان إلى هنا، وهذا ما زاد من قيمتها، وتعتبر من الحالات النادرة في السيارات.
ذكريات قديمة
يوسف النصر، سيارته الينور موديل 1969، وجاء من الكويت للمشاركة في المهرجان «تجمّع اليوم يزيد من ارتباطنا بهواية السيارات، خصوصاً الكلاسيكية، فقد اكتسبنا بسبب هذا الشغف الخبرة في تفاصيل مهمة في السيارات، من حيث الحفاظ عليها، وتقدير قيمتها المادية والمعنوية، فغالباً ما تربطنا هذه النوعية من السيارات بذكريات في مرحلة الطفولة مع العائلة، أو مع الأفلام والمسلسلات القديمة التي لا تنسى».
مطاردة عشاق التحف النادرة
أما محمد خالد فتحدث عن مطاردة عشاق شراء القطع النادرة له أثناء قيادته لسيارته الكلاسيكية موديل السبعينات «سيارتي التي يطلق عليها الخنفساء ذات لون برتقالي، أقودها يومياً الأمر الذي يعرضني لمضايقات من أشخاص يطلبون شراءها، بحجة أنها واحدة من التحف التاريخية».